تستهدف شركة هواوي مخاطبة شركة «جوجل» لبحث سبل التعامل مع القيود، التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تعاملات الشركات الأمريكية مع الشركة الصينية.
اقرأ أيضا..الإسترليني يحلق أمام الدولار والين.. ماذا سيحدث غدا؟
وقال «رن تشنغ» مؤسس شركة معدات الاتصالات الصينية «هواوي»،:وفي مقابلة مع عدد من وسائل الإعلام الصينية إن «جوجل شركة جيدة، وهي شركة مسؤولة للغاية» مشيراً إلى إنها تناقش مع «هواوي» سبل تخفيف تأثير الإجراءات، التي فرضتها وزارة التجارة الأمريكية مطلع الأسبوع الحالي، والتي تلزم الشركات الأمريكية بالحصول على تصريح مسبق قبل توريد أي منتج من منتجات شركة «هواوي».
وأضاف إن قرار الحكومة الأمريكية بتخفيف القيود التجارية مؤقتاً ليس له تأثير كبير؛ لأن الشركة الصينية اتخذت استعداداتها.
وأشار إلى إن الجيل الخامس من منتجات «هواوي» لن يتأثر، متوقعاً ألا يتمكن أحد من اللحاق بتكنولوجيا الجيل الخامس للشركة في العامين أو الأعوام الثلاثة القادمة، مضيفاً: إن الحكومة الأمريكية تعي قدرات «هواوي».
يأتي ذلك عقب اعلان وزارة التجارة، عن منح الشركات مهلة 90 يوماً قبل تطبيق الإجراءات الجديدة.
وقالت «جوجل» أنها ستواصل دعم أجهزة هواتف «هواوي» الذكية الحالية، والتي تستخدم نظام التشغيل «أندرويد» وفي الوقت نفسه فإنه بعد بدء تطبيق القيود الأمريكية الجديدة لن يكون في مقدور مستخدمي هواتف «هواوي» الاستفادة من خدمات «جوجل» الرقمية الأخرى؛ مثل: «جوجل مابس» للخرائط و«جي ميل» للبريد الإلكتروني، وهو ما يقلل من استخدامات هذه الهواتف.
من المتوقع أن يؤثر الحظر الأمريكي في تعاملات شركات إنتاج الرقائق الإلكترونية الأمريكية؛ مثل: «إنتل» و«كوالكوم» و«زيلينكس» و«برودكوم» مع «هواوي» حيث كشفت بلومبرج عن مصادر مطلعة قولها إن هذه الشركات أبلغت موظفيها بقطع علاقاتها مع «هواوي» حتى إشعار آخر.
تتهم الحكومة الأمريكية الشركة الصينية بمساعدة الحكومة الصينية في التجسس على الدول الأخرى؛ لكنها لم تقدم أي دليل يدعم هذا الاتهام. كما تضغط واشنطن على الدول الأوروبية؛ من أجل حظر استخدام منتجات «هواوي» في شبكات الجيل الخامس لاتصالات الهاتف المحمول؛ بدعوى أن استخدام هذه المنتجات يمثل خطورة على الأمن القومي لهذه الدول.
وخففت الحكومة الأمريكية بشكل مؤقت بعض القيود التجارية التي فرضتها الأسبوع الماضي على شركة «هواوي» في خطوة سعت إلى الحد من تعطل عمليات الشبكة الحالية وأجهزتها في أنحاء العالم.
وستسمح وزارة التجارة الأمريكية لـ«هواوي» بشراء مواد أمريكية الصنع؛ لاستمرار عمل الشبكات القائمة، وتحديث البرامج الموجودة على أجهزة «هواوي».
ولا يزال محظوراً على الشركة شراء قطع غيار ومكونات أمريكية لتصنيع منتجات جديدة بدون الحصول على موافقات على الترخيص من المرجح رفضها.
وقالت الحكومة الأمريكية إنها فرضت القيود لتورط «هواوي» في أنشطة تتعارض مع الأمن القومي أو مصالح السياسة الخارجية.حيث لفت وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس في بيان،إلى إن التفويض الجديد يستهدف منح شركات الاتصالات التي تعتمد على معدات «هواوي» الوقت؛ لاتخاذ ترتيبات أخرى.
وأضاف: «باختصار، سيسمح هذا الترخيص باستمرار العمليات بالنسبة لمستخدمي هواتف «هواوي» الحاليين وشبكات النطاق العريض في الريف».
ويشير الترخيص، الذي سيظل سارياً حتى 19 أغسطس إلى أن التغييرات في شبكة إمداد «هواوي» قد يكون لها عواقب مباشرة وبعيدة المدى وغير مقصودة على عملاء الشركة.
وقالت وزارة التجارة الأمريكية: إنها ستجري تقييماً لما إذا كانت ستمد الإعفاءات بعد انتهاء التسعين يوماً.
وأضافت الوزارة، يوم الخميس، «هواوي» و68 كياناً آخر إلى قائمة الشركات المحظور التعامل معها، مما يجعل من المستحيل تقريباً أن تشتري الشركة أي منتجات مصنوعة في الولايات المتحدة.
وربطت الحكومة الأمريكية إضافة «هواوي» إلى «قائمة الكيانات»، وبين دعوى قضائية لم يتم البت فيها، وتتهم الشركة بالتورط في احتيال مصرفي؛ للحصول على منتجات وخدمات أمريكية محظورة في إيران، ونقل أموال خارج البلاد عن طريق النظام المصرفي الدولي. ودفعت «هواوي» ببراءتها.
ويسمح الترخيص المؤقت كذلك بالكشف عن جوانب الضعف الأمنية، كما يسمح ل«هواوي» بالمشاركة في تطوير القواعد الخاصة بشبكات الجيل الخامس القادمة.
وألمح تقرير الصادر عن مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار إلى التأثير المحتمل للقيود الشديدة على الصادرات على التكنولوجيا قد يكبد الشركات الأمريكية خسائر قد تصل إلى 56.3 مليار دولار من دخل الصادرات على مدى خمس سنوات موضحاً أن الفرص الضائعة تهدد ما يصل إلى 74 ألف وظيفة.
وقال مؤسس "هواوي" رن تشنغ إن واشنطن «تسيء تقدير قوة» شركته في وقت يبذل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جهوداً منذ أشهر عدة؛ للحدّ من الطموحات العالمية لعملاق الاتصالات الصيني. قائلاً «الممارسة الحالية للسياسيين الأمريكيين تسيء تقدير قوتنا».
وأكد رين أن «شبكات «هواوي» للجيل الخامس لن تتأثر. فيما يتعلق بتقنية الجيل الخامس لن يتمكن الآخرون من اللحاق ب«هواوي» وقد يستغرق هذا منهم نحو عامين أو ثلاثة»، في إشارة إلى الشركات الأمريكية والأوروبية.
لا يمكن عزلنايؤثر قرار واشنطن أيضاً في عدد كبير من الشركات الأمريكية. وقد أبلغت شركات كبيرة مصنّعة للأجهزة الإلكترونية؛ مثل: «كوالكوم» و«إنتل» موظفيها أنها ستتوقف هي أيضاً عن تزويد «هواوي»، بحسب وكالة «بلومبيرج» المالية.وقال رين: «لن نستغني بسهولة وبتهوّر حالياً عن الشرائح الأمريكية. يجب أن نكبر سوياً (مع هذه الشركات)».
وتابع: «لكن في حال وجود صعوبة في التزويد، نمتلك حلولاً بديلة. في فترة السلام (قبل الحرب التجارية)، كنا نتزوّد بنصف كمية الشرائح من الولايات المتحدة والنصف الآخر من «هواوي». لا يمكن عزلنا عن العالم».
«هواوي» تسعى إلى استمالة الأوروبيينقال أبراهام ليو ممثل شركة «هواوي» لدى الاتحاد الأوروبي، أمس، إن الشركة على استعداد لتوقيع اتفاقيات تضمن عدم استخدام تكنولوجياتها في التجسس.
ونقلت بلومبرج عن ليو القول إن الشركة «على استعداد لتوقيع اتفاقيات عدم تجسس مع حكومات وعملاء في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي». وجاءت تصريحات ليو خلال مؤتمر صحفي في بروكسل أمس. وقال ليو «الشركة تتفهم المخاوف الأمنية للحكومة الأوروبية» مضيفاً «نحن على استعداد لاتخاذ خطوة استباقية».