يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم : الحج أشهر معلومات ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم الحج عرفة ، فما معنى أشهر معلومات التي وردت في الآية؟ وهل هناك تناقض بين قول الله تعالى الحج أشهر معلومات وقول النبي صلى الله عليه وسلم الحج عرفة ؟ يقول جمهور من المفسرين أن الله سبحانه وتعالى في هذه الاية الكريمة الميقات الزماني للحج، وهو شهر شوال وشهر ذي القعدة وعشرة أيام من ذي الحجة، فمن أحرم في هذه الفترة فقد أحرم في أشهر الحج، وينعقد إحرامه بالحج بإجماع المسلمين، ويجب عليه أن يتجنب الرفث وهو الجماع ودواعيه؛ لأن ذلك محرم على المحرم، والفسوق وهو المعاصي، وإن كانت المعاصي محرمة على المؤمن دائما إلا أنها يشتد تحريمها وإثمها في حالة الإحرام، والجدال وهو المخاصمة؛ لأن المخاصمة تفضي إلى أمور محذورة من الأقوال والأفعال، وتوغر الصدر، وتشغل عن طاعة لله سبحانه وتعالى.
اقرأ أيضا : هل المبيت في المزدلفة ركن من أركان الحج هذا هو اختلاف الفقهاء حوله وهذا هو رأى الإفتاء
الحج أشهر معلومات والحج عرفة هل هناك تناقض بين الأية والحديث النبوي ؟
أما قوله صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة" (رواه أبو داود في سننه)، فمعناه أن الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم من أركان الحج مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" (رواه أبو داود في سننه)، لأن الدعاء من أعظم أنواع العبادة، وليس معنى ذلك أن الوقوف بعرفة هو الحج كله، بل هناك أعمال أخرى للحج أركان وواجبات له وسنن، ولكن هذا من باب بيان أهمية الوقوف بعرفة، وأنه هو الركن الأعظم من أركان الحج.