"الثلاثي المرح و أسرار فن الرمال".. رحلة بدأت في الإسكندرية وأصبحت رمزاً لجذب السياح بشرم الشيخ (صور)

صدفة جمعت ثلاثة أصدقاء من مختلف محافظات مصر، على رمال أحد الشواطئ بمحافظة الإسكندرية في رحلة مع الأهل والأصدقاء، حتى تحولت رمال الرحلة إلى فن وإبداع غيرت مصيرهم وأصبح مستقبلهم مرتبط بتلك الرمال، فبدأت الحكاية في محافظة الإسكندرية وانتهت في مدينة شرم الشيخ.

وفي منتصف السوق القديم بمدينة شرم الشيخ مكان يشع منه أضواء مثيرة للاهتمام وأشخاص كثيرة تنتظر بالساعات وعندما اقتربت كاميرا أهل مصر من تلك المكان رصدت لافتة بعنوان "الثلاثي المرح وأسرار الرمال" و شاب يجلس أمام مكتب على هيئة تحفه فنية يحتوي على العديد من الرمال التي تختلف ألوانها باختلاف عيون البشر. 

و من هنا بدأ "أحمد السيد إبراهيم"، يروي تفاصيل الحكاية، قائلاً : " أنا أحمد عندي 25 سنة من محافظة البحيرة، عايش في شرم الشيخ منذ ما يقرب من 8 سنوات مع مصطفى ومحمود أصدقائي أحدهم من محافظة سوهاج والآخر من محافظة الشرقية، اتعرفنا على بعض في رحلة في محافظة الإسكندرية وبعد الرحلة استمرت الصداقة، محمود كان شغال مع والده في مهنة الرسم على الرمال في أحد القرى السياحية في الساحل الشمالي، عرض عليا أنا ومصطفى الشغل معاه في الساحل في إجازة المدرسة بالفعل بدأنا في الساحل وبعد سنة قررنا إننا نبدأ نتخصص في المهنة أكثر". 

وتابع أحمد :"التخصص في مجال التعليم كان بعيد تماما عن تعليم فنون الرسم على الرمال لكن بمساعدة بعض بدأنا نحترف المهنة ونبدع فيها حتى أصبحنا في عام واحد الجميع يشيد برسومات الرمال الخاصة بنا، حتى قررنا الذهاب إلى مدينة شرم الشيخ والاستقرار فيها كونها بلد السياحة صيفاً وشتاء، بدأ السياح الأجانب يجذبوا للأعمال الفنية التي أقوم بها أنا وأصدقائي وطريقة عرضها حتى أصبحنا مع الوقت عنصر أساسي في السوق القديم تذهب إليه السياح لمشاهدة عروض الرسم على الرمال مع الموسيقى ". 

وأضاف أحمد:" أن الرسومات على الرمال تختلف باختلاف المكان في شرم الشيخ وتقيدنا بأشكال محددة كونها بلد جبلية وتحتوي على أكبر عدد من الجمال، أصبح الجمل رمز كل الأشكال الفنية المرسومة على الرمال بالإضافة إلى الأسماء وأشكال أخرى تختلف باختلاف السائح أو أي زبون آخر، بالنسبة للساحل الشمالي كانت الرسمة الأساسية البحر مع الرسومات الأخرى، من أغرب ما مر علينا في مهنة الرسم على الرمال أن هناك مصريين لا يعرفون سبب وجود رسمة الجمل على كل رسومات الرمال التي يتم تقديمها في العروض أو بيعها ". 

وأكد أحمد أن الرسم على الرمال لا يقتصر فقط على الشواطئ بين الأحبة، بل أصبح الرسم على الرمال مهنة أساسية لأشخاص كثيرة، فأصبحت الوسيلة التي تعبر عن المشاعر البشرية من خلال تعبئة ورسم الكلمات المراد الإفصاح عنها، داخل الزجاجات الرملية، فهذا الفن يتم استخدامه بين الحبيب وحبيبته، أو بين الأصدقاء لحفظ تاريخ ميلاد أو تاريخ ذكرى معينة أو رسمة خالدة. 

وأوضح أحمد أن الرسم بالرمل هو نوع من الفنون أقرب ما يكون إلى الفن التشكيلي، و فيه يستخدم الفنان الرمال الجافة في رسوماته، ويستخدم قبضة يديه وأصابعه جميعاً بمهارة يستطيع من خلالها تقديم لوحة واحدة أو قصة متسلسلة مرسومة بالرمال، مشيراً إلى أن طرق الرسم على الرمال تبدأ بعمل أرضية من الرمل، ثم بعدها يقوم باستخدام الريشة للرسم، ويبدأ بتركيب الألوان ليصل إلى الرسمة المطلوبة كما أن كل فنان يختلف في طريقة رسمه داخل الزجاجات، وأن الريشة هي آلته الوحيدة التي يستخدمها في الرسم، 

وأشار أحمد إلى أن الرسم بالرمل هو أحد أنواع الرسم الذي لا يحتاج إلى استعمال الريشة والألوان، فقد برز مؤخراً هذا النوع من الفن، الذي لا يحتاج صاحبه إلا إلى حفنة من الرمل وحركات فنية بأصابع اليد لينتج الفنان لوحات رائعة الجمال، موضحًا أن أكثر الفئات التي تنجذب لشراء تلك الزجاجات الرملية هم سياح الصين لأن هذا الفن هو حديث عليهم ولم يروه عندهم وهم يقبلون على الأشياء الجديدة ويريدون معرفة طريقة رسمها.

وأوضح أن هذا النوع من الفن بدأ ينتشر مؤخراً في الدول العربية، وأصبح مهنة أساسية وهناك من احترف تلك المهنة وأصبح مدرب يقوم بعمل ورشات و دروس لتعليم هذا الرسم للصغار والكبار في بعض هذه الدول، حيث أن فناني الرسم بالرمال حول العالم لا يكاد عددهم يتعدى أصابع اليد الواحدة، أكثرهم في فرنسا وإيطاليا. 

وأشار إلى أن عروض الرسم بالرمال تصاحبها مقطوعة موسيقية معينة، تتوافق نغماتها مع القصة التي ترويها اللوحات الرملية، لذا على ممارس مهنة الرسم على الرمال أن يدرس جيداً توقيت عرض اللوحة وسرعة حركة يديه لتتماشى مع الموسيقى لكي يكون العرض الفني متكاملاً، وهي من أصعب خطوات ممارسة فن الرسومات المتحركة بالرمال.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً