طالت ظاهرة الإلحاد جميع الأوساط والمجتمعات، وتزايد عدد الملحدين خلال السنوات القليلة الماضية بشكل كبير، الأمر الذي شكل عبئا على تلك المؤسسات في مواجهة تلك الظاهرة، ففي الكنيسة المصرية أصبح مواجهة الإلحاد يؤرق رجالات الدين بها، خاصة عقب انتشاره نظرا للطفرة الكبيرة في التكنولوجيا و وسائل الإتصالات التي ساهمت بنقل هذا الفكر الي المجتمع، وغالبا ما تستهدف الشباب الذي يتراوح عمره بين 18و 40سنة، بحسب مصادر كنسية، وهم الأكثر إستخداما لوسائل التواصل الإجتماعى والتكنولوجيا الحديثة .
يقول البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في عدة عظات، إن الإلحاد هو شكل من أشكال التمرد علي الله و الأسرة والمجتمع، ويدخل في نطاق سلبيات العولمة، مرجعا ظهوره إلي نقص الحوار في المجتمع مع تلك الفئات، لذلك يجب أن يتم وضع سبل تعزيز من لغة الحوار معهم بشكل عقلاني بجانب الإحتواء والصبر عليهم أو إستخدام سياسة النفس الطويل .
وفي سؤال الشعب له عن أسباب الإلحاد خلال سفره لألمانيا،أجاب البابا: إن الإلحاد يتواجد عندما تغيب المحبة، والملحدين بشر لم يعيشوا معاني وعمق المحبة مما يجعلنا نحرص في تربية الأبناء علي غرس قيم المحبة فيهم .
وهناك عدة كتب أصدرتها الكنيسة القبطية ورجالها للرد علي الملحدين منها أستطيع أن تؤمن ؟ و حوار مع الملحد و قضية الأيمان وقضية الآلام .
ولعل لائحة الأحوال الشخصية الجديدة التي تم التوافق عليها بين الطوائف المسيحية تضع الإلحاد سببا للتطليق بين الزوجين إذا أعتنقه أحدهما، نظرا لكسره وصية وحدة الأيمان والمعتقد القائمة عليها الزيجة وهي شرطا أساسيا في الإرتباط بخلاف علة الزنا، وقد بدأ البعض بالفعل في إتخاذ خطوات لتطبيق الطرف الأخر الذي أعتنق الفكر الإلحادى بعد أثبتت ذلك بالوسائل المتاحة تمهيدا الإنفصال .
بينما يرى البابا الراحل شنودة الثالث، أن الإلحاد كذبة كبيرة وسبق ووضح ذلك في عظاته أستنادا علي لغة المنطق والعقل بمخاطبة الملحدين من خلال الحديث عن الهندسة الطبيعية للعالم وحركة دوران الأرض والكواكب والنجوم.
اقرأ أيضًا.. تعرف على وحدات ومراكز التأمين الصحي الشامل في الأقصر
وتقوم الكنيسة حاليا بإعداد خدام كنسيين ومتخصصين للرد علي كل أسئلة الشباب الملحد ومواجهة التيار الإلحادى بكل الوسائل الحديثة والعلمية من خلال إجتماعات و ندوات ومؤتمرات يتخللها شرح وافي و عملية سنفرة لتلك الأفكار ،حيث يشرف علي تخريجهم الأنبا مارتيروس (أسقف شرق السكة الحديد) .
وأسست الكنيسة جبهة متخصصة لمحاربة الموجات الإلحادية حملت مسمى( اللاهوت الدفاعي ) ويشرف عليها البابا تواضروس بنفسه بمعاونة كلا من الأنبا رافائيل (أسقف كنائس وسط البلد ) و الأنبا موسي (أسقف الشباب) والقس متي بديع وعددا من الخدام العلمانيين وتعمل الجبهة علي مواجهة الإلحاد و دحض أفكاره في مهدها قبل إنتشارها وتفشيها، كما يقوم أعضاءها بمتابعة الموجات الإتحادية وتنقيتها عبر مجموعات و صفحات علي الأنترنت بجانب عمل برامج توعية مركزة عن مخاطر الإلحاد .
وعقدت الجبهة عدة مؤتمرات هامة بهذا الصدد في ٢٠٠٦ تحت عنوان "الله والسر" و في ٢٠٠٧ تحت عنوان "الإنسان مخير أم مسير" وفي يوليو ٢٠١٥ عقدت عدة ندوات منها "الخدمة وتحديات الإلحاد" .