شهد الشارع الفلسطيني، اليوم جدلًا واسعًا إثر وفاة الشابة مرح هاني العيسوي، وسط ظروف غامضة آثارت العديد من التكهنات حول وفاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
مآساة "غريب" تحييها "العيسوي"
شهر فقط يفصل بين الحادثين، حيث شهد الشارع الفلسطيني، ومواقع التواصل الاجتماعي الشهر الماضي، جدلًا واسع حول وفاة الشابة الفلسطينية، إسراء غريب التي كانت مقيمة في بلدة بيت ساحور بالقرب من بيت لحم، وعمرها 21 عامًا وتعمل في صالون تجميل.
والتي بدأت قصتها عندما تقدم شاب لخطبتها وانتهت قصتها بمقتلها وسط اتهامات وجهها ناشطون على مواقع التواصل لأخيها بقتلها، إلا أن كان لعائلتها رواية أخرى، وقد فعّل الناشطون وسماً بعنوان # كلنا_إسراء_غريب، وقد أحاط الغموض بقضية إسراء وانتشرت العديد من الروايات حول وفاتها.
اقرأ .. مفاجأة.. إسراء غريب لم تمت.. الفتاة الفلسطينية ضحية العنف الأسري تظهر في فيديو متداول
كما تحولت قضية إسراء إلى قضية رأي عام، واعتبرت مؤسسات نسوية وناشطون حقوقيون أن ما حدث جريمة قتل ارتكبها أهلها، بسبب مشاكل اجتماعية وتحريض من الأقرباء.
@publicprosecups @DrShtayyehهل وصلكم صوت #اسراء_غريب ؟؟https://t.co/b3TEPJ9eKP— ريم (@iree9m) October 5, 2019
فاتهم البعض عائلتها بمقتلها مستندين إلى عدة تسجيلات صوتية تظهر خلافاً بين إسراء وإحدى قريباتها، ونشر صور وفيديوهات مع خطيبها بالرغم من عدم عقد قرانها رسميًا، وفي أحد التسجيلات تدافع إسراء عن نفسها، وتقول إن ما تفعله هو على علم من أبيها وأمها وإنها لم ترتكب أي خطأ.
كما لمّح أحد أقاربها إلى أن شخصية إسراء شهدت تغيرات كبيرة فور خطوبتها، في إشارة إلى أن إسراء كانت مسكونة بالجن، وأكد هذه النظرية تسجيل لأحد أنسباء عائلة إسراء يقول فيه إن أهل الفتاة حاولوا مساعدتها بأن عرضوها على شيخ، في محاولة لإخراج الجن من جسدها، حسب تعبيره.
وبعد عدة أسابيع على اللغط الذي أحاط بقضية الفلسطينية إسراء غريب، التي شغلت ظروف موتها الرأي العام الفلسطيني والعربي عامة، قطع النائب العام الفلسطيني، أكرم الخطيب، الشك باليقين، مؤكداً أن إسراء قتلت نتيجة الضرب المبرح.
وقال خلال مؤتمر صحافي عقد في رام الله: "سبب وفاة إسراء هو قصور حاد في الجهاز التنفسي جراء ما تعرضت له من ضرب وعنف"، نافياً بذلك الادعاءات التي أشارت سابقاً إلى أن الفتاة سقطت من شرفة المنزل.
وقد أعلنت النيابة العامة توقيف 3 متهمين بجرم قتل إسراء وهم: "م. ص." و"ب. غ." و"أ. غ."، وإحالتهم إلى المحكمة.
هل قتل الفيروس "مرح العيسوي"؟
لم تكن غموض أسباب الوفاة هو فقط من يجمع بين إسراء غريب، ومرح العيسوي، فكلتاهما تبلغان من العُمر 21 عامًا، مرح هاني العيسوي الطالبة بجامعة بيرزيت، التي فجع الشارع الفلسطيني بخبر وفاتها، وانتشرت أيضًا العديد من الروايات حول أسباب الوفاة على مواقع التواصل الاجتماعي، ذاكرين أن سبب الوفاة هو إصابتها بالفيروس نتيجة تبرعها بالدم، وتلوث إبرة السحب.
لكن نفت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان لها، ما يشاع عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع حول سبب وفاة "مرح هاني العيسوي" قائلة أنه لا يمت للحقيقة بصلة.
وقالت الوزارة في بيانها، الذي نشرته، مساء أمس الجمعة، على وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن المرحومة كانت تبرعت بالدم في جامعة بيرزيت أثناء حملة قام بها بنك الدم المركزي في 17 من سبتمبر الماضي، بعد ذلك جرى نقلها إلى مستشفى هداسا الإسرائيلي، وقد شخصت بإصابتها بفيروس غير معروف.
اقرأ أيضًا.. ننشر التقرير الطبي الخاص بالفلسطينية إسراء غريب.. ضرب مبرح وكدمات
وأوضحت الوزارة: أن عدة عمليات التبرع بالدم، تفحص الوحدات المتبرَع بها، للتأكد من سلامتها وخلوها من أمراض الكبد الوبائي والإيدز، إضافة إلى فحص متخصص آخر للكشف عن الأجسام المضادة الغريبة، حيث كانت الوحدة المتبرع بها من قبل المرحومة سليمة من ناحية فايروس الكبد الوبائي من نوع B وC، إضافة إلى مرض السفلس والإيدز، إلا أن شقيق المرحومة، اتصل ببنك الدم المركزي أثناء العمل على فحص الوحدات، وطلب إتلاف وحدة الدم الخاصة بشقيقته، بسبب تشخيصها بإصابتها بالفيروس، حيث قام بنك الدم المركزي بإجراء فحص متخصص آخر على وحدة الدم المتبرع بها من قبل المرحومة، وتبين وجود أجسام مضادة غريبة فيها".