"ملعون من أيقظها".. تلك هي الفتنة الطائفية التي تحولت في الآونة الأخيرة إلى شبح يطارد البيوت المصرية ليس فقط الشعب ولكن الرؤساء أيضا.
في الآونة الأخيرة وقعت عدد من أحداث الفتن الطائفية، كان آخرها أحداث المنيا التي أسفرت عن مقتل طفل وإصابة أكثر من 10 آخرين، نتيجة اشتباكات بين الأطفال، وعلق عليها "السيسي"، قائلًا: «عندما نتحدث أننا جميعنا شركاء في مصر، هذا يعني أننا مصريين حقنا متساويين، لا يوجد أحد زيادة عن الآخر».
وفي شهر مايو وقعت أيضا اشتباكات طائفية أخرى بقرية كرم مركز أبو قرقاص بالمنيا، وأسفر الحادث عن حرق وتخريب 7 منازل بالقرية، مملوكة لأقباط، وقام عدد من المواطنين بتجريد سيدة قبطية كبيرة في السن من ملابسها، وذلك بعد أن تردد أن هناك علاقة عاطفية بين شاب مسيحي وامرأة مسلمة، وعقب عليها الرئيس قائلا: «لابد أن أشير إلى سيدة مصرية، وهنا لم أقل مسيحية أو مسلمة، فكلنا واحد ومصريين، لنا حقوق وعلينا واجبات، لذلك كل سيدات مصر لهم منا كل التقدير والاحترام، فهن عظيمات مصر، ولا يليق لنا أن ما حدث يتكرر مرة أخرى، والقانون سيحكم على أي أحد سوف يخطأ».
أما في عهد المعزول محمد مرسي، بوالتحديد في شهر أبريل قام مجهولون بالاعتداء على مقر الكاتدرائية بالعباسية، لأول مرة منذ بنائها، كما تم التبادل مع مجموعة من الأقباط بزجاجات "المولوتوف"، واكتفى المعزول فيها ببيان صادر من الرئاسة المصرية يؤكد ان المعزول أجرى مكالمة هاتفية مع بابا الكنيسة الكاتدرائية.
وسبق الاعتداء على الكاتدرائية بيوم واحد حادثة بمنطقة الخصوص التابعة لمحافظة القليوبية، حدثت على خلفية شجار بين مسلم ومسيحي، أسفر عن قتل الطرف المسلم، الأمر الذي أعقبه مقتل 6 أقباط، مات أحدهم حرقًا والباقي بالأسلحة البيضاء، فيما التزم "مرسي" الصمت وقتها.
وقع في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حادثين مؤلمين للفتنة الطائفية، ففي عام 2011 وفي ظل احتفال المصريين بعام جديد بكنيسة القديسين بسيدي بشر، قامت سيارة ملغمة مجهول سائقها بتفجير الكنيسة ومحيطها، مما أسفر عن مقتل أكثر من 21 شخصًا، وإصابة 97 آخرين، وبعد ثورة 25 يناير من هذا العام، وجهت اتهامات لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بتدبيره لتلك الحادثة، وعلق مبارك على الحادث في خطاب له في اليوم التالي، قائلا: «تعرضت مصر لعمل إرهابي جسيم، استهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، حيث امتزجت دماء شهدائهم ولم تفرق بين مسلم ومسيحي».
أما في عام 2010 قام مجهولون بإطلاق أعيرة نارية على مواطنين مسيحيين أثناء تواجدهم بالمناطق التجارية بنجع حمادي بمحافظة قنا، عشية احتفالهم بعيد الميلاد المجيد، مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص و9 إصابات، فيما قام عدد من المسيحيين بمظاهرة كبيرة اليوم التالي منددين بما حدث، وألقت قوات المباحث القبض على الجناة، وقضت المحكمة بعد ذلك بإعدام "حمام الكموني"، وبرأت المتهم الثاني.
وعلق "مبارك" على الحادث خلال خطابه في الاحتفال بعيد الشرطة، 24 يناير من نفس العام، قائلا: «لقد هز الاعتداء الإجرامي في نجع حمادي ضمير الوطن، فصدم مشاعرنا وأوجع قلوبنا، مسلمين وأقباط، وبرغم تنفيذ تعليمات بسرعة القبض على الجناة، فإن هذا الحادث البشع في ليلة عيد الميلاد يدعونا لوقفة جادة وصريحة مع أنفسنا».
في عام 1981 وقع حادث فتنة طائفية بالزاوية الحمراء راح ضحيته أكثر من 81 قتيلا، وصرح وزير الداخلية الأسبق، حسن أبو باشا، خلال حديثه مع جريدة الأهرام الدولي، أن عددا من أهالي الزاوية المسلمين أعلنوا حقهم في قطعة أرض كان سيُبنى عليها كنيسة، وتحول من شجار عادي إلى معركة مسلحة.
وعلق "السادات" على الحادث قائلا في خطاب له: "إن سبب حوادث الزاوية الحمراء كان سببا لماء غسيل وسخ ألقاه مسيحي قبطي على عائلة مسلمة وشجار تم بين أسرتين نتيجة لذلك وعدد القتلى من الأقباط قى حادثة الزاوية الحمراء هم تسعة أفراد».