وزير الخارجية: القمة الروسية الأفريقية اقترحها بوتين وواكبت رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي

وزير الخارجية المصري، سامح شكري
كتب : وكالات

أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن القمة الروسية الإفريقية المرتقب عقدها الأسبوع الجاري في روسيا والتي اقترحها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تعكس قوة العلاقات الروسية الإفريقية من جهة وتعبر عن متانة الروابط بين مصر التي تترأس الدولة الحالية للاتحاد الأفريقي وروسيا من جهة أخرى.

وقال سامح شكرى خلال حديث لوكالة "سبوتنيك"، إن "المقترح أطلقه فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تموز/يوليو 2018 وجاء في إطار تعزيز العلاقات الروسية الأفريقية، كما تواكب ذلك مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي مطلع العام 2019".

واعتبر شكري أن القمة تأتي تماشيا مع العلاقات الروسية الأفريقية التي تتسم بالقوة، قائلا "تتسم العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا بالتنسيق الوثيق، وهو الأمر ذاته فيما يتعلق بالعلاقات الروسية الأفريقي، والتي جاءت من في إطار ممثلي الدول الأفريقية، ومجلس السفراء الأفارقة في موسكو"، وأنه "يضاف إلى كل ذلك التنسيق الوثيق بين موسكو ورئاسة الاتحاد الأفريقي، حيث جرى التحضير الإجرائي والموضوعي لهذه القمة من خلال التشاور المستمر في النواحي الموضوعية، وما تهدف إليه القمة، وإطار العمل والجلسات، والنواحي التنظيمية، وإدارة الجلسات واستقبال الوفود، وكذلك كل ما يتعلق بالمنتدى الاقتصادي الذي سيعقد على هامش القمة".

كما أكد وزير الخارجية المصري أن القمة لن تقتصر على العلاقات الاقتصادية، وأنها ستكون شاملة، موضحا أن "الشق الاقتصادي من الجوانب المهمة في القمة، إلا أن الأمر لا يقتصر عليه فقط، إذ ستتم مناقشة العديد من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وقضايا الطاقة، والتعاون في مجالات التكنولوجيا".

وأضاف "كما يصدر بيان عن القمة يتناول الكثير من القضايا التي تهم الجانبين الروسي والأفريقي بقدر متساو، ويتضمن البيان الرؤية المشتركة للجانبين في معالجة القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية القائمة في القارة، كما يؤكد على تعزيز الترابط والتعاون في إطار مواجهة التحديات المشتركة، أو التي تواجه القارة الأفريقية على وجه الخصوص".

وأشار شكري إلى أهمية القمة للجانبين الروسي والأفريقي مؤكدا "الهدف هو استكشاف مجالات التعاون، وتحديد الأولويات الخاصة بالقارة الأفريقية، والقدرات المتوفرة لدى روسيا، خاصة أنها دولة تملك حيزا هاما ومكانة كبيرة على الساحة الدولية، فضلا عن علاقات متشعبة مع الدول الأفريقية".

واستطرد الوزير شكري قائلا "على الجانب الآخر، استطاعت الدول الأفريقية خلال الفترة الماضية، ومن خلال الاتحاد الأفريقي، أن تصيغ أولوياتها فيما يتعلق بالعمل، للنهوض بمستوى المعيشة في القارة، ومواجهة التحديات الاقتصادية، وتمثل ذلك في أجندة 2063"، موضحا أن الاتحاد يعمل على الاستفادة الكاملة من الشركاء الدوليين، وتعد روسيا من الشركاء المهمين لتحقيق هذه الأهداف والأولويات في القارة الأفريقية الواعدة، خاصة لما بها من موارد وثروات يجب استثمارها، إلى جانب القوى العاملة الشابة والتي تمثل نحو 60 بالمئة من السكان".

وأضاف شكري "أفريقيا سوق اقتصادي واعد لنحو مليار و300 مليون نسمة، وهم في تزايد مستمر. وبالنظر لنسبة النمو نجدها في حدود 4%، وهي نسبة معقولة في ظل المناخ الدولي والاقتصادي الراهن".

كما لفت الوزير شكري إلى الإمكانيات التي توفرها روسيا لأفريقيا قائلا "يمكن الاستفادة من الإمكانيات الروسية، خاصة في ظل التطور الروسي في المجالات الاقتصادية والتقنيات الحديثة، وكذلك مجالات الطاقة والبنية الأساسية، وهي من الأمور الهامة التي اهتم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي، وهي محل اهتمام القارة الأفريقية بصفة عامة، خاصة أن البنية الأساسية والاندماج الأفريقي يوفر مجالات متعددة للشركاء، من أجل الاستفادة، وإفادة الجانب الأفريقي، والعمل من خلال الأولويات المحددة في أجندة 2063".

وتوقع وزير الخارجية المصري، سامح شكري أن تشهد القمة الروسية الأفريقية المزمع عقدها خلال الأسبوع الجاري حضورا كبيرا من قادة الدول الإفريقية، مؤكدا توالى تأكيدات الحضور خلال الأيام القلية السابقة على القمة، ونحن نلمس الاهتمام القوي فيما يتعلق بمشاركة عدد كبير من القادة، كما تتوالى التأكيدات خلال الأيام القليلة قبل انعقاد القمة.

وأوضح شكري أن "المؤشرات تعكس درجة عالية من الاهتمام والتمثيل، وهناك عدد كبير من الرؤساء، وهو ما يعزز فرص نجاح القمة، وتوظيفها كإطار للتشاور، وتبادل وجهات النظر والوصول إلى رؤية مشتركة من خلال أفضل السبل، لتعزيز العلاقات الأفريقية الروسية".

وأضاف أنه "فيما يتعلق بالأجندة فقد انتهينا من إطارها العام، وهناك بعض التفاصيل التي نتشاور حولها للانتهاء من الصياغات النهائية، وذلك بالتواصل بين الجانب الروسي المشرف على فعاليات القمة، ومجلس السفراء الأفارقة، وممثلي الدول الذين أوفدوا إلى روسيا، للتباحث وإقرار مشروع الأجندة والمخرجات الخاصة بالقمة".

ونفى شكري وجود تضارب بين الاهتمام الروسي بالقارة الإفريقية مع اهتمام الصين والاتحاد الأوروبي بها، مؤكدا أن "القارة الأفريقية شاسعة الأطراف، وتتعامل مع كافة شركائها على قاعدة الانفتاح والتعاون والمصالح المشتركة، ونرى في كل تعزيز للعلاقة مع كل الشركاء فائدة كبيرة لأبناء القارة، للارتقاء بمستوى المعيشة واستمرار التنمية، ومواجهة التحديات العديد، وهو لن يأت إلا بمزيد من الاهتمام بالقارة الأفريقية".

وتابع الوزير شكري موضحا أن "هذا الاهتمام الذي تعبر عنه روسيا ودول أخرى، هو شيء نرحب به، ونرى أنه يولد المزيد من فرص التكامل، خاصة في ظل التنافس الإيجابي، الذي يؤدي إلى حصول أفريقيا على مزايا من خلال اختيار أفضل العروض لتنفيذ المشروعات، والتعاون في إطار التمويل، وهو ما ينعكس بالإيجاب على أبناء القارة والدول الشركاء أيضا، من خلال فتح مجالات جديدة للترويج لصناعاتها والتقنيات التي وصلت إليها".

وأردف "نأمل أن يأتي هذا التنافس الإيجابي بثماره على الجانبين، الأفريقي والشركاء الدوليين أيضا".

اقرأ أيضا..سامح شكري: قضية سد النهضة يمكن حلها طالما توفرت الإرادة السياسية

وأكد وزير الخارجية أن بلاده وروسيا قادرتان على تقديم رؤية مشتركة للتعاون بين روسيا والدول الأفريقية، لافتا إلى "أن الاعتماد على الروابط والعلاقة التاريخية بين مصر وروسيا، والتجارب الناجحة في التعاون الثنائي والازدهار الذي شهدته العلاقات في الآونة الأخيرة بارتفاع حجم التبادل التجاري وإقامة المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس، والمشروعات العديدة بين مصر وروسيا خاصة مجالات الطاقة، يجعل مصر شريك يعلم وهام، وله صلات قوية مع المؤسسات الروسية".

وأضاف شكري "يمكن أن تأخذ هذه العلاقة كمثل يحتذى به، ويتيح ذلك لمصر أن تتفاعل مع شركائها في القارة الأفريقية، وأن تكون المنفذ لروسيا في القارة، خاصة أن لديها من البنية التحتية ووسائل التواصل مع الشركاء الأفارقة، ما يمكن أن تستفيد منه روسيا، ونحن نعمل من أجل المصلحة المشتركة على مستوى القارة الأفريقية، ونعزز من مجالات التعاون والاستفادة من الخبرات الروسية، واتاحة ما هو قائم في القارة الأفريقية من فرص، تعزز الاقتصاد الروسي ونخلق رباط يكون له عوائده على الجانبين".

وتعقد القمة الروسية الأفريقية في مدينة سوشي الروسية يومي 23 و24 أكتوبر الجاري، بحضور قادة الدول الإفريقية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً