مسجد ليس كباقي المساجد الإسلامية التي تم إنشاؤها فى محافظة بنى سويف، فى عام 1905، نظرا للظروف التي أحاطت بعملية إقامته ووجوده في منطقة يسكنها الأغلبية من الأهالى المسيحين بحى مقبل وسط مدينة بني سويف، ولأن من قام بإنشاء أركانه هو مواطن مسيحى، رصدت جريدة أهل مصر، العديد من النقاط المضيئة حول هذا المسجد بهذا التقرير.
يرى العديد من المؤرخين الإسلاميين بمحافظة بني سويف، أن مسجد عوض عريان بحي مقبل، له قصة فريدة وعجيبة لصاحبه وهو المواطن "عوض عريان" الذى عرف فى عام 1900 بأنه من الأعيان وٲثرياء المحافظة، نظرا لكثرة أملاكه وثرواته الكبيرة بهذا الوقت.
ويؤكد الكثير من أهالى محافظة بني سويف، أن "عوض عريان" من ٲشهر شخصيات مدينة بني سويف ذلك القبطي الذي أسلم، وأمر بإنشاء مسجد تقام فيه الشعائر الإسلامية، فى منطقة يتدين أغلبية سكانها بالدين المسيحى.
وأشاروا إلى أن " عوض عريان " كان من الشخصيات التي لعبت دورًا بارزًا في الأحداث السياسية المهمة، فقد استطاع في عام 1924م أن يفوز بالانتخابات بجدارة في دائرة بني سويف، ويصبح أول نائب وفدي في مجلس الشيوخ المصرى.
وأوضحوا أنه ساهم في إنشاء الجامعة المصرية حيث أوقف لها 72 فدانًا من أملاكه الخاصة بمركز ناصر يُصرف ريعها لصالح الجامعة عند إنشائها.
وألمحوا إلى أنه تم تسمية منزل عوض عريان، أثناء ثورة 1919 " مطبخ الثورة"، ومركز قيادتها، لما كان له من دور بارز فى هذه الفترة التاريخية فى جمع الحشود الثائرة وتنسيق العمل الثورى فيما بينهم داخل غرف منزله.
وأشاروا إلى أنه كان ينفق أمواله على توفير احتياجات الثوار من طعام وشراب وطباعة منشورات، وجلسات تحضيرية وتنظيمية، إلى أن نتج عن هذا العمل الوطني ثورة شعب بنسيجيه المسلم والمسيحي فى 1919، فضلا عن انضمامه للمقاومة ضد الاحتلال والتصدي لعزل سعد زغلول، ووجد الشباب المقاومين ليس لديهم مقر يقومون من داخله بأعمالهم السرية، لذا فتح لهم بيته.