"يوسف شاهين" عاشق بقلب ثائر للحدوتة المصرية متمرد مبدع متحرر من كل اليوم، عشق الثورة علي الظلم أحب الحرية ووهب الفن حياته، تمر اليوم ذكري رحيل المخرج العالمي الذي تنبأ بثورة 25 يناير ولم يكن يعلم أن الغيب سيحقق الحلم عقب رحيله بثلاث سنوات.
تنوعت أعمال المبدع الثورية فاشتهر بانتقاداته اللاذعة لنظام الحكم في مصر وللسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، وأثارت أفلامه جدلًا واسعًا بسبب انتقاداته للأوضاع السياسية والاجتماعية ودفاعه الدائم عن الحريات، ففي عام 1972 أخرج فيلم «العصفور» الذي يُحمل مسئولية هزيمة الجيش المصري في «حرب يونيو» للفساد في المؤسسة السياسية المصرية.
وعقب مهاجمته المستمرة للنظام توقف دعم الدولة له فاعتمد علي نفسه في تمويل أفلامه بميزانية ضخمة، فقام بتأسيس شركة إنتاج سينمائية باسم «مصر العالمية»، واستمر شاهين في ثورته وانتقاده للأوضاع في أعماله وأبرزها «عودة الابن الضال» الذي سلط فيه الضوء على فساد نظام الحكم،، وقمعه المستمر لطموح وأحلام أفراد الطبقة العاملة، واستمرت ثورته في أفلام «الأرض» و«المهاجر» و«المصير» و«الآخر» ووصل نقد شاهين للأوضاع ذروته في فيلم «هي فوضي»، الذي كان بمثابة نبوءة قوية لثورة 25 يناير.
خلال مشواره الفني قدم إرهاصات الثورة المصرية على مدى عدة عقود، فقد كان يأمل أن يقوم المصريون بها، وكثيرا ما دعا إلى "الحرية"، وهو ما ظهر في أعماله ومنها فيلمه "المصير" بطولة نور الشريف والذي جسد خلاله دور المفكر ابن رشد في مقابل شخصية الخليفة المنصور المستبد الذي يكره الحرية.
يعد فيلم "عودة الابن الضال" واحدا من أبرز أفلام شاهين المتعلقة بالثورة، بل إن البعض أكد أن أغنية "الشارع لمين" بالفيلم هي خير معبر عن ثورة 25 يناير، والفيلم يرصد مشاعر الانكسار عقب نكسة 1967، ووصل الفليم رسالة مفادها أنه على الشباب نسيان ما حدث والاستمرار في الحلم، وهم يرددون أغنية "الشارع لمين" لماجدة الرومى، لتخرج جموع الشباب إلى الشارع، في مشهد مقارب لثورة الشباب في يناير.
كذلك اعتمد شاهين على الرقص والغناء كوسيلة للتعبير عن الثورة، ومنها أغنية "على صوتك بالغنا" فمع الأغنية نشاهد رقص أبطال فيلم المصير، وهو أمر يتكرر كثيرا في أفلام شاهين، كتعبير عن ثورة من أجل الحرية.
وتعود أصول "شاهين" الي محافظة الإسكندرية اسمه بالكامل يوسف جبرائيل شاهين، من مواليد 1926 والده من أصول كاثوليكية لبنانية ووالدته من أصول يونانية، تخرج في جامعة الإسكندرية، وسافر إلى الولايات المتحدة لدراسة فنون المسرح في معهد «باسادينا».