تحولت أراضى الأوقاف بمدينة المحلة الكبرى، وتحديدا منطقة شارع الترعة لمكب نفايات كبير يتوسطه محطة الصرف الجديدة، والتى جاء بناؤها، كجزء من مشروع تطوير العشوائيات وإنقاذا لتلك المنطقة من البرك والمستنقعات التى تخلفها خطوط الصرف المتهالكة بالمنطقة، فقد عانت ولا تزال منطقة شارع الترعة، من تراكم أكوام القمامة على امتداد الطريق العام بالكامل والشوارع الجانبية.
وأصبح المكان أشهر مناطق النباشين، وباحثي القمامة، والذين يملكون، تلك السلعة الغالية ألا وهي "قمامة المنازل"، ويجردونها من ثرواتها، كالبلاستيك والمعادن وغيرها، لتنقل لمصانع التدوير بلا أى قيمة، إلا أن تلك ليست مشكلتنا فى هذا الموضوع، ولكن المشكلة هنا كم الإهمال الذي يواجه المنطقة وسكانها.
يقول"محمد الشيخ" أحد أبناء منطقة الترعة: عانت منطقة الترعة منذ زمن بعيد من عدة مشكلات أهمها تراكم أكوام القمامة، فى كل مكان، بداية من أرض الننى وحتى الموقف الجديد، حتى أن مياه الصرف أتلفت التربة الزراعية بأراضى الأوقاف، وتحولت لمساحات بور، وزادت ملوحتها، لتصبح بين ليلة وضحاها أرض جرداء، مستنقع ضحل، ثم ازداد ارتفاع المياه والقمامة فيها، حتى أن أحد الأطفال سقط فيها وتوفى ولم يره أحد.
وتابع "الشيخ" بعد تكاتف الأهالي، وشفط المياه، ووضع طبقة رملية بالجهود الذاتية تحولت لمقلب قمامة ضخم، ووصل الأمر بجامعى القمامة من المنازل لعمل أكوام متفرقة يجمعون فيها ناتج عملهم اليومى، لحين نقله بسيارات الحى، وبين الجمع والنقل يأتى دور النباشين وأطفالهم، الذين احتلوا مداخل عقاراتنا، لتجميع ثرواتهم اليومية من البلاستيك والمعادن وغيرها، مما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة والذباب والأمراض المختلفة، والتى تنقلها القمامة.
وفى ذات السياق تقول "بدرية محمد"، ربة منزل، إحدى قاطني منطقة الترعة: بعد وضع أساسات محطة الصرف الجديدة، بمنتصف المنطقة، وحفر المنطقة المحيطة، بدأ الأهالى فى إلقاء القمامة بمحيط المحطة، في ظل غفلة من الحى ومجلس المدينة، والعمال، حتى أن الأطفال استخدموا الحواجز الحديدية للمحطة كملاهي خاصه بهم، على الرغم من خطورتها عليهم، فأصبحنا نعيش فى عشوائيات أكثر حدة من ذي قبل، لتصبح المحطة الجديدة بمثابة الطامة الكبرى على المنطقة.
وأضافت" بدرية" ما يحدث نتاج ما جنت أيدينا، ولكن هذا لا يعفى المسئولين، فجميعنا قرأنا على الصفحات الإخبارية، بأن تلك المحطة ستسلم فى نهاية 2018، ويتم رصف الشارع بالكامل فى يناير 2019، وأوشك العام على نهايته، ولكن لم يحدث أى شئ، كل ما نطلبه تجديد للبنية التحتية وجمع القمامة من المنازل، والتى تحصل رسومها شهريا إجبارى على فواتير الكهرباء، ونرغب فى حياة كريمة خالية من الأمراض والنباشين ومياه الصرف والقمامة.