من منا لم يتعلق بصوت الشيخ الحصري عندما يقرأ فى إذاعة القرآن الكريم، فيسحرك بصوته الشجي ويجعلك تذهب فى عالم آخر غير عالم البشر، وكأنه يمتلك سحرا فى صوته.
وتحل اليوم ذكرى وفاة الشيخ محمود السيد خليل الحصري أحد أشهر قُرّاء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، وله العديد من المصاحف المسجلة بروايات مختلفة، إذ أنه ولد فى يوم 17 سبتمبر من عام 1917 في قرية شبرا النملة التابعة لطنطا بمحافظة الغربية بمصر.
والبداية كانت عندما انتقل والده السيد خليل قبل ولادته من محافظة الفيوم إلى قرية شبرا النملة، حيث ولد الحصري. والدته هي السيدة فرح أو كما يطلق عليها أهل القرية "فرحة".
انتهى من حفظ القرآن وهو فى الثامنة من عمره
بعد ذلك أدخله والده الكتاب في عمر الأربع سنوات ليحفظ القرآن وأتم الحفظ في الثامنة من عمره. كان يذهب من قريته إلى المسجد الأحمدى بطنطا يوميا ليحفظ القرآن وفي الثانية عشر انضم إلى المعهد الديني في طنطا، ثم تعلم القراءات العشر بعد ذلك في الأزهر.
أول من سجل رواية حفص بن عاصم وأول من قرأ في الكونجرس الأمريكي
ويعتبر الحصري أول من سجل القرآن برواية حفص عن عاصم. عام 1961، وأول من سجل القرآن برواية ورش عن نافع عام 1964، وأول ول من رتل القرآن في الأمم المتحدة عام 1977، وبعدها فى 1978 أول من رتل القرآن في القصر الملكي في لندن، وأول قارئ يقرأ القرآن في البيت الأبيض، وقاعة الكونجرس الأمريكي.
الإذاعة أعطته الانتشار الواسع
وتقول ياسمين الخيام ابنة الشيخ الحصري، إن الشيخ الحصري بدأ الجمهور يعرفه مبكرا خاصة بعد افتتاح إذاعة القرآن الكريم، والتحق بالإذاعة عن طريق مسابقة أجريت للمتقدمين وكان هذا في عام 1945 وكان وقتها في عهد الملكية، وهذا التواجد في الإذاعة أعطاه الانتشار الواسع في جميع الدول العالمية وكان مميزا جدا في إتقان تجويد القرآن.
قرأ أمام ملوك العالم
وتضيف ياسمين الخيام لـ"أهل مصر"، لقد سافر الشيخ مع الرئيس عبد الناصر إلى الهند وقرأ القرآن أمام حاكم الهند «نهرو» وجميع البلد التى سافر إليها كان يحرص الملوك والرؤساء على الاحتفاء به، ولقد أسلم على يديه أشخاص كثر، ولقد قرأ القرآن في مصر وأنزل في مكة، والقراء المتميزون في العالم كلهم مصريين
وظائف تقلدها الحصري
وكان الحصري يمتلك صوتاً شجيا ففي عام 1944 تقدم إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين للامتحان في الإذاعة، ثم في عام 1950م عين قارئا للمسجد الاحمدي بطنطا كما عين في العام 1955، وقارئا لمسجد الحسين بالقاهرة.
أعماله الخيرية
كان حريصا في أواخر أيامه على تشييد مسجد ومعهد دينى ومدرسة تحفيظ بمسقط رأسه قرية شبرا النملة، أوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق في كافة وجوه البر.
مواقف من حياة الحصري
وأكدت ابنة الشيخ الحصري، إن الشيخ كان منظما جدا فكان يعطى كل شيء حقه وكان متقنا لشغله جدا، لذلك كان في سفره كان مشغولا بتعليم القرآن بطريقة صحيحة، إضافة إلى أن حياته كانت كلها كفاح وجدية وبذل جهدا كبيرا ويحب العلم والعلماء.
كواليس الشيخ الحصري في البيت
وأضافت ابنة الشيخ الحصري، كانت المهمة الأساسية في البيت للأم نظرا لسفره ومشغولياته، وهي من كانت بتقوم بتنفيذ تعاليمه ولكن البيت كان مملكتها، ولكن هذا لا يخفى تأثيره أبدا فكنا نراه قدوة وابتسامته كانت لا تفارقه أبدا وكانت شخصية فيها هيبة ووقار وكنا دائما نجتهد أن نرضيه وكان يأمرنا بالخلق وحفظ القرآن.
وفاة الشيخ الحصري
توفى الشيخ الحصري مساء يوم الإثنين 16 محرم سنة 1401 هـجرية الموافق 24 نوفمبر 1980 بعد صلاة العشاء بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا.