ما هو محل الاجتهاد إن لم يكن اجتهادا مع النص وهل أتمم الله لنا ديننا أو دنيانا؟

ذهبت دار الإفتاء المصرية واتفق الفقهاء على أنه لا اجتهاد مع النص. ولكن إذا لم يجتهد المسلمون مع النص فما هو محل الاجتهاد؟ وإذا لم يكن النص محلا للاجتهاد فما معنى الاجتهاد وفي أي شئ يدور حوله اجتهاد المجتهدين؟ وهل هناك اجتهاد إلا مع النص؟ وهل هناك في الأثر الشريف ما يؤكد مقولة أنه لا اجتهاد مع النص؟ وهل هناك من بين أمور المسلمين ما لم ينزل فيها نص فيجوز في هذه الأمور الاجتهاد دون غيرها؟ أم أن العكس هو الصحيح وأنه قد جاء في الأثر الشريف أنه هناك مجالا للاجتهاد ولم يحدد هذا الاجتهاد بوجود نص من عدم؟ جاء في الحديث الشريف عن أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها. فكيف سيجدد هذا المجتهد الدين بدون الاجتهاد مع النص؟ وهل المولى سبحانه وتعالي أكل للمسلمين الدين أم أكمل لهم الدنيا ؟ 

اقرأ ايضا .. هل يجوز الاجتهاد مع النص وما هو معنى التأويل وحدوده ؟

يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة المائدة : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا. يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية : هذه أكبر نعم الله عز وجل ، على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم ، فلا يحتاجون إلى دين غيره ، ولا إلى نبي غير نبيهم ، صلوات الله وسلامه عليه ; ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء ، وبعثه إلى الإنس والجن ، فلا حلال إلا ما أحله ، ولا حرام إلا ما حرمه ، ولا دين إلا ما شرعه ، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خلف .

اقرأ ايضا .. هل يمكن أن يتعبد المسلمون بدون مذاهب أم يلزم كل مسلم أن يقلد فقيها مذهبيا؟

وفي الحديث النبوي الشريف عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون النخل، فقال: (لو لم تفعلوا لصلح، قال: فخرج شيصًا) - تمرًا رديئًا - فمر بهم، فقال: (ما لنخلكم؟)، قالوا: قلت كذا وكذا.. قال: (أنتم أعلم بأمور دنياكم )، وهو الحديث الذي يمكن أن نحمله على أن شؤون الدنيا متغيرة والمصالح فيها مرسلة يمكن الاجتهاد حولها وأن ما جاء في الاية الكريمة بقوله تعالى :" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ " أن الذي كمل هو الدين وأن الدنيا بطبيعة خلقها منقوصة ومتغيرة لا يمكن أن يتوقف الإنسان فيها عن الاجتهاد في شوؤن معيشته ودنياه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً