اعلان

خالد كامل يكتب: من أفغانستان إلى الإيجور: لماذا تكون هبة العالم الإسلامي دائما في صالح البيت الأبيض؟!

نعم، معلوم أن ثمة اضطهاد لأقلية مسلمي تركستان الشرقية، المعروفة باسم الإيجور، و الناطقة بلغة الإيجور و هي إحدى اللهجات التركية منذ دهر.

و لكن ألم تنتفض الأمة الإسلامية لهذا الاضطهاد و تسمع عنه و به إلا الآن؟؟!!

أليس من عجيب الأمر و صروف الدهر أن تكون الهبة الإسلامية هذه- و لا بأس عندي، فهي محمودة- بدوافع سياسية و إن لم يعلم بواطنها عوام المسلمين المدفوعين إليها دفعا بسبب حميتهم ومشاعرهم الموجهة دون قصدهم؟!!

لفت انتباهي عناوين لمواقع و قنوات دولية، مثل فرانس 24 تستنهض همة المسلمين- أي و الله- و تستثير حفيظتهم ضد الصين بسبب اضطهاد الإيجور هناك، تخيلوا !!!

و كذلك تنديدات دولية صهيوصليبية أخرى، لصالح المسلمين، هه.

أليست فلسطين هي القضية الأكثر أهمية للعالم الإسلامي؟!

أليست هي أم المشاكل و الأزمات و الشوكة الصلبة في ظهر الأمة الإسلامية كلها، عربهم و عجمهم؟ أليست خنجرا في خاصرة العرب منذ زهاء قرن مضى؟!

لماذا نرفع راية الجهاد و الثورة في خدمة البيت الأبيض و أوروبا؟!!

ألم تعتبروا من التاريخ و ما حدث مع الاتحاد السوفيتي و جهاد العرب و المسلمين ضده في أفغانستان لصالح موازين القوى الدولية لترجح كفة أمريكا و حلفائها؟؟

ثم هل تحررت منذ ذلك الحين أفغانستان و استتب أمنها و دام استقرارها و نهض اقتصادها أم استبدال احتلال واضح بأخر من خلف الستار تارة و بالقوة و الغشم تارة أخرى؟!!

نعم، الصين أشد على الإيجور من النازيين، و معسكرات تعذيب المسلمين هناك أبشع من جوانتانامو، و هي تحبس دولة كاملة قوام تعدادها الرسمي 25 مليون نسمة و تقدير أهلها أنفسهم 50 مليون نسمة، لكن أين نضع راية الجهاد و الثورة و الانتفاضة؟!! هذا هو المحك.

.. بالمناسبة، احتلال الصين لدولة الإيجور و هي تركستان الشرقية تم عام 1948، أي نفس عام احتلال دولة الكيان الصهيوني فلسطين، فلا تستغربوا التخطيط الدولي لتمزيق العالم الإسلامي.

لقد أريد للعالم الإسلامي أن ينقل مشاعر سخطه ضد الكيان الصهيوني، رأس كل خطر و طغيان في العالم العربي والإسلامي، بل في الكرة الأرضية، إلى فضاء أبعد و أوسع، ليتسنى للصهاينة فعل ما يحبون في فلسطين و إعادة تمزيق و تقسيم الممزق و المقسم أصلا من الدول العربية من جديد.!!

ندعم إخوتنا المسلمين في تركستان الشرقية، الإيجور، و لكن البوصلة هنا قريبة من حاجب عيننا، إنها في فلسطين..

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً