قالت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن لندن تعتزم الضغط على الاتحاد الأوروبي بمساعداتها الخارجية السنوية المقدرة بـ11 مليار جنيه استرليني لإبرام مجموعة من الاتفاقيات الخاصة بالتجارة، وذلك عقب التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد، وهو ما بات يعرف بـ "البريكسيت".
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الأحد، إن وزيرة التنمية الدولية الجديدة، بريتي باتل، ومعاونيها سيستغلون اللقاءات التي سيعقدونها مع قادة الدول التي تتلقى مساعدات من بريطانيا لفتح الباب لاتفاقيات جديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم أن القانون يحظر ربط اتفاقيات التجارة بشكل صريح بالمساعدات الخارجية، لكن باتل تسعى لاستغلال ميزانية المساعدات الخارجية "للمصلحة الوطنية" للندن، لاسيما مع خروج الأخيرة من الاتحاد الأوروبي، وما يترتب عليه من خروجها من الاتفاقيات التجارية بين الاتحاد والدول الأخرى، والتي تهدف لتسهيل حركة التجارة وتخفيف القيود عنها.
ووفقا لـ"تليجراف"، عقدت وزيرة التنمية الدولية اجتماعات بالفعل مع وزير التجارة الدولية، ليام فوكس، لمناقشة كيفية استغلال ميزانية المساعدات الخارجية لدعم الاتفاقيات التجارية المنشودة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر بالحكومة البريطانية قوله إن "التزامات المساعدات العالمية لبريطانيا تعني أنها تمتلك إمكانية وصول رائعة لقادة الأجانب حول العالم"، مضيفا: "بإمكاننا أن نضغط باستخدام العلاقات الحالية لعقد اتفاقيات تجارية، ويمكن استخدام وزارة التنمية الدولية لتحسين مكانة بريطانيا في العالم، وستكون طريقة جديد بالكامل في النظر لميزانية المساعدات البريطانية".
وتابع المسئول -الذي لم يُكشف عن اسمه: "إذا عقد الوزراء اجتماعات مع دول أعطيناها مئات الملايين، فلماذا لا نستخدم ذلك لبدء محادثة حول التجارة؟".
يُشار إلى أن بريطانيا تقدّم سنويا 0.7% من ناتجها المحلي الإجمالي كمساعدات لدول أخرى، لكن ذلك يلقى انتقادات من البعض، لاسيما بعض نواب حزب المحافظين الحاكم، إلا أن "تليجراف" تشير إلى أن التوجه الأخير من جانب الحكومة سيساعد في تخفيف إحباطهم بخصوص ذلك الأمر.