"أجزاء بشرية.. نفايات طبية.. أكياس دماء مسكوبة على الأرض.. حُقن وأدوات طبية ملطخة بالدماء"، كل ذلك فوجئ به سكان شارع النبوي المهندس العام بمنطقة المسلة بالفيوم، الأمر الذي أصبح كارثة بيئية تُهدد حياة سكان المنطقة بالفعل بسبب تجمع المئات من الحشرات على تلك المخلفات الطبية التي تم إلقاؤها خارج إحدى صناديق القمامة، بالمخالفة لكل القوانين التي تنظم إعدام المخلفات الطبية، بالإضافة إلى رعب المواطنين جراء الأجزاء البشرية التي رأوها بين المخلفات.
دم وأجزاء بشرية ملقاة بشوارع الفيوم
بدأت القصة عندما كان أحد السكان عائدًا من عمله في منتصف الليل إلى منزله، الذي يبعد أمتار قليلة عن مديرية الصحة، وفوجئ بانتشار كمية كبيرة من المخلفات الطبية بينها أعضاء بشرية مستخرجة خلال عمليات جراحية وملقاة بجوار صناديق القمامة بمنطقة المسلة على بُعد 200 مترًا فقط من مديرية الصحة، فما كان منه إلا أنّ استغاث باللواء أشرف عزيز إسكندر، عضو مجلس النواب، والدكتورة آمال هاشم، وكيل وزارة الصحة، اللذان حضرا فورًا إلى مكان الواقعة وارتديا القفازات الطبية وبحثا في المخلفات لمعرفة ما يوجد بها، وبعدما شاهدوا الكارثة أبلغوا محافظ الفيوم.
دم وأجزاء بشرية ملقاة بشوارع الفيوم
وقالت آمال هاشم، وكيل وزارة الصحة بالفيوم، في تصريح خاص لـ"أهل مصر" إنّها مخلفات عمليات جراحية وولادة، وكميات كبيرة من قمصان العمليات التي يرتديها المرضى خلال العمليات وملطخة بالدماء، وعدد من المشيمات والسرنجات والدماء المسكوبة على الأرض، وأكياس دم ومحاليل طبية، موضحةً أنّه كان برفقتها الدكتور أحمد اللباد مدير إدارة العلاج الحر، والمهندسة سميرة مرزوق مدير عام إدارة شؤون البيئة بالفيوم، والمهندس علاء أحمد رمضان القائم بأعمال رئيس مجلس مدينة الفيوم الذي حرر محضرًا بالواقعة.
وتابعت هاشم أنها اتصلت بالدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم وأخطرته بالواقعة، وكلفها بتحرير محضر إثبات حالة بقسم شرطة الفيوم، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد الجهة المخالفة التي ألقت تلك المخلفات الخطيرة وسط السكان، الأمر الذي يهدد حياة السكان بالخطر عن طريق انتقال الأمراض إليهم، وانتقال العدوى إلى جامعي القمامة، موضحةً أنّه تم استئذان النيابة العامة لتفريغ الكاميرات المتواجدة بالشارع للوصول إلى مرتكب تلك الواقعة، خصوصًا أنّه تم العثور على عدد من الأوراق الطبية وسط تلك النفايات والتي بدأوا فحصها لمعرفة الجاني.
دم وأجزاء بشرية ملقاة بشوارع الفيوم
وبعد الوصول لمرتكبي الواقعة، أمر محافظ الفيوم بإغلاق مركز طبي للنساء والولادة، اليوم الخميس، بشارع جمال عبدالناصر بمدينة الفيوم، بالشمع الأحمر، لإلقاء النفايات الطبية في الطريق العام، وعدم اتباع سياسات مكافحة العدوى داخل المركز، وذلك حفاظًا على صحة وسلامة المرضى والمواطنين.
وأوضح الدكتور محمد التوني، المتحدث الرسمي لمحافظة الفيوم، أنّ الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، فور تلقيه اتصالًا هاتفيًا من النائب أشرف عزيز عضو البرلمان عن دائرة مركز الفيوم، والدكتورة آمال هاشم وكيلة وزارة الصحة، برصد نفايات طبية ملقاة بشارع النبوي المهندس، تواصل فورًا مع اللواء عادل الطحلاوي مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، ووجه وكيل وزارة الصحة وإدارة البيئة بالمحافظة، بالتوجه إلى مكان الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وكشف "التوني" أنّ المحافظ أمر بتشكيل لجنة مكونة من الدكتورة أمال هاشم وكيل وزارة الصحة بالفيوم، والدكتور أحمد سعد مدير إدارة العلاج الحر، وفريق إدارة العلاج الحر والنفايات الطبية، والعميد ياسر صفوت مدير إدارة شرطة المسطحات والبيئة، وسميرة مرزوق مدير إدارة شؤون البيئة بديوان عام المحافظة، وعلاء رمضان نائب رئيس مجلس مدينة الفيوم، ورئيس حي شرق، وتوجهت اللجنة إلى مكان الواقعة لإزالة تلك المخلفات، بالإضافة إلى المرور على المستشفيات والمراكز الطبية الموجودة بالمنطقة المحيطة.
وبمطابقة تلك النفايات الطبية والتي تمثلت في "مشيمة، وأكياس دم، وملابس عمليات ملوثة بالدماء، وحقن ملوثة، وقطن ملوث بالدماء، وقسطرة بولية"، بنشاط ذلك المركز في هذا اليوم، تبين إلقاء المخلفات والنفايات الطبية داخل حاويات ملقاة أسفل العقار، ثم إلقائها بشارع النبوي المهندس.
وأضاف "التوني" أنّ اللجنة رصدت عددًا من المخالفات داخل المركز الطبي، ومنها عدم مطابقة جناح العمليات للاشتراطات الفنية والتي تتمثل في عدم وجود غرفة للإفاقة، وعدم اتباع سياسات مكافحة العدوى داخل غرفة العمليات، مع عدم وجود غرفة تعقيم آلات جراحية، ورصد أسلاك كهربائية غير مغطاة، وأدوات تنظيف وطبخ داخل غرفة العمليات، وكذلك عدم وجود غرفة لجمع النفايات الطبية الخطرة، مُضيفًا أنه تم غلق المركز بقرار رقم ٣٤ لسنة ٢٠٢٠، بالشمع الأحمر.
ووجه محافظ الفيوم، مديرية الشؤون الصحية، بتكثيف حملات التفتيش على المنشآت الطبية غير الحكومية، وذلك لضمان تقديم الخدمات الطبية بجودة عالية، مع عدم التهاون في الالتزام الكامل بمعايير مكافحة العدوى والسلامة والصحة المهنية، مؤكدًا أنّ أجهزة المحافظة لن تتهاون في التعامل بحزم وقوة مع أي منشأة طبية أو غير طبية تفتقد معايير الجودة والسلامة البيئية والمهنية، وذلك حرصًا منها على سلامة وصحة المواطنين.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
