أكدت الدكتورة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء السابقة، على ضرورة توفير مستلزمات الحماية الكافية للفرق الطبية في مختلف القطاعات من مستشفيات صحة - جامعة- مراكز صحية - مستشفيات خاصة، وقالت: هذه مسألة شديدة الأهمية ولا تقبل (الفصال) ودون أن يضطر أعضاء الفريق الطبي للكثير من الكلام والنقاش والمطالبات، و أي عضو من الفريق الطبي يتعرض للعدوى نتيجة ضعف وسائل الحماية يكون مصدر خطر لتفشي العدوى.
وقالت "مينا" في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": القصص الخاصة بضغط بعض الإدارات على الأطباء والفرق الطبية للاستسلام للعمل بدون حماية أو بحماية أقل مع تعليمات WHO .. بحجة "خايفين الحاجات تخلص" يجب أن تتوقف فورا، أيضا القصص الخاصة بأن القطاع الصحي يدار كجزر منعزلة، فنجد أننا نتوصل لحل نسبي لمشكلة توافر مستلزمات الحماية في قطاع مستشفيات الصحة، لتظهر لنا نفس المشكلة في المستشفيات الجامعية كل هذا يجب أن يتوقف فورا.
وأضافت: أيضا مهم وضروري أن تكون هناك رقابة شديدة على المستشفيات الخاصة، حتى نضمن التزامها بكل معايير مكافحة العدوى، أما بالنسبة لصعوبة توفير الكميات الكبيرة المطلوبة لكل مستلزمات الحماية، فضروري أن تصدر أوامر بتوجيه مصانع عديدة، سواء المصانع الحربية أو مصانع قطاع أعمال أو خاصة، لتوفير كل مستلزمات الحماية (كمامات .. حامي العينين .. المرايل الواقية .. القفازات .. الكلور والكحول) مع ضرورة توفير هذه المستلزمات للمستشفيات قبل أن نراها تباع في الشارع نحتاج لحماية الأطقم الطبية والمرضى، فلا شيء أهم من هذا حاليا.
وطالبت عضو مجلس نقابة الأطباء السابقة، بتخفيف الزحام في المستشفيات عن طريق إيقاف كل الحالات غير الطارئة وغير الحرجة في كل القطاعات الطبية الحكومية والخاصة، ووضع بروتوكول خاص للتعامل مع مرضى الحالات المزمنة التي لا يمكن تأجيلها مثل مرضى الفشل الكلوي ومرضى الأورام، للتعامل عن بعد مع الحالات التي يمكن ذلك معها، واتخاذ أقصى حماية مع المرضى الذين لا يمكن تأجيلهم و يحتاجون تأجيلهم، أصبح هذا أمرا يحتاج "التنفيذ" الفوري وليس فقط وضع البروتوكولات على الورق، وإلا فنحن معرضون لفقد هؤلاء المرضى وتفشي سريع للعدوى وسط أطقمهم الطبية، أمامنا بالفعل تفشي العدوى وسط عدد من أطباء وتمريض معهد الأورام.
وأضافت: ضروري التدخل الفوري لمنع بعض القرارات العجيبة لبعض المديرين بتشغيل العيادات بكامل طاقتها في بعض مستشفيات أمانة المراكز المتخصصة .. هذه قرارات خطيرة جدا تساعد طبعا على تفشي الوباء ، و تتعارض مع سياسات تقليل الزحام و التباعد الاجتماعي التي تتحمل بسببها الدولة تكلفة اقتصادية عالية، ومن الهام أن يكون هناك رقابة واعية لإيقاف أي قرارات غير واعية مشابهة حتى لا نسمح بتدهور أكثر للوضع.
كما أنه من الضروري أن يتم توفير الفحوص الطبية للأطباء وأعضاء الفرق الطبية فور وجود شك في التقاطهم للعدوى فورا، وذلك في بروتوكول خاص بالفرق الطبية، الأكثر تعرضا للإصابة، وإلا فنحن معرضون لفقد نسب متزايدة من فرقنا الطبية في وقت سيكون هذا كارثي على قدرة المنظومة الصحية التصدي للوباء .
وأطدت "مينا": نحتاج لإجراءات فورية لمنع تفشي الوباء في السجون ، حيث التكدس وضعف التهوية وشروط النظافة، هناك إجراءات عملية اقترحتها مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة منها إطلاق سراح كل من هم في الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيق ، وكبار السن والمرضى، لخلخلة الازدحام، مع تحسين ظروف النظافة والرعاية الصحية للأعداد المتبقية، مشيرة إلى أننا نحتاج لتدريب متطوعين من الشباب لرعاية أماكن التجمعات التي لا تلقى رعاية كافية مثل الملاجئ ودور العجزة والمسنيين .
وأشارت إلى أننا نحتاج للتشديد على تنفيذ إجراءات مكافحة العدوى المطلوبة عند التعامل المطلوبة مع حالات الوفاة بالوباء، ونحتاج لنداءات من رجال الدين والإعلاميين، لعدم التعامل مع المرض كوصمة عار ومحاولة بعض الأهالي إنكار الاصابة بكورونا، حتى يتم الدفن بشكل عادي .. وقالت: كورونا وباء عالمي يجب أن نحمي أنفسنا وأهلنا منه وليس وصمة عار، أما أهالينا الذين نتمنى لهم السلامة فما تزال النصيحة الأساسية هي الالتزام #خليك_في_البيت .. والتباعد الاجتماعي والبعد عن المستشفيات إلا في الضرورة والالتزام بنصائح النظافة بصرامة لإنه وقت التصرف بجدية وحزم وتعاون الجميع لإنقاذ بلادنا الحبيبة من الأزمة الخطيرة فإنه وقت الصراحة حتى نستطيع أن نواجه الأزمة معا "يا رب احمي أهلنا في كل مكان".
وكانت نقابة الأطباء أعلنت مساء أمس، عن وجود إصابات للفريق الطبي في المعهد القومي للأورام بالقاهرة ، حيث تم تحويل عدد من الأطباء والتمريض لمستشفى العزل بعد تأكيد إصابتهم بفيروس كورونا.