"تعاملنا مع الحالة المتعافية من كورونا أثناء عملية الولادة القيصرية كالمصابة.. لأنها في فترة نقاهة ويكمن أن تكون حاملة للفيروس"، بهذه الجملة بدأ الدكتور رضا النجار استشاري النسا والتوليد ورئيس مجلس إدارة مستشفى النيل بمحافظة البحر الأحمر، الحديث عن قصة إجراء عملية ولادة قيصرية لسيدة تبلغ من العمر 35 عامًا كانت مصابة بفيروس كورونا المستجد، وذلك أول أمس الأحد وكانت داخل مستشفى العزل بالمحافظة وتماثلت للشفاء من خلال تأكيد سلبية تحاليلها بعد تلقيها العلاج والتي تعد أول عملية ولادة قيصرية لمصابة بكورونا في مصر والعالم.
أول ولادة قيصرية لمصابة بكورونا في مستشفى الغردقة العام
كشف النجار في حديثه لـ"أهل مصر"، أنه تم التعامل مع الحالة على أنها مريضة مصابة بالكورونا، لأنه إذا تم التعامل معها على أنها سلبية الكورونا يمكن أن تنتقل العدوى إلى الطاقم الطبي لأنها في فترة النقاهة ومازالت تحت المتابعة وهي مازالت حاملة للفيروس نفسه، ويمكن أن تنقل العدوى للأخرين، واستدل في حديثه على أن "في مدينة ووهان بالصين يعود المرض مرة أخرى لحوالي 15- 20% من المتعافين" وفقًا لإحصائيات طبية، فليس معنى أن تكون سلبية التحاليل بأنها متعافية تمامًا ولكنها في فترة نقاهة تصل إلى 3 أسابيع ويكون لها عزل ذاتي ومتابعة في المنزل لها وللطفل، فكانت الأهمية الكبرى هي التعامل مع النفايات التي تم استعمالها داخل غرفة العمليات، حيث تم إعدامه مباشرة بعد العملية حتى المفروشات والأغطية ولم نترك بها سوى عدد من الأساسيات بالغرفة نظرًا لأنها عملية مليئة بالدماء، وتم عمل حساب كل التفاصيل الصغيرة لأن الغرفة مليئة بالعمليات التي تتم على طوال اليوم، وفي حالة عدم الحذر سيتم نقل الفيروس من شخص لأخر.
كما أنه تم اتخاذ كافة الاجراءات الوقائية والاحترازية لتأمين الطاقم الطبي الذي أجرى عملية الولادة القيصرية سواء أطباء أطفال أو تخدير ومساعدين وتمريض، قائلا "كان الجميع يفعل ما أفعله تماما سواء في ارتداء نفس الملابس وحتى طريقة التعقيم كنا نقف في صف واحد على الأحواض يفعلون كما أفعل أثناء التعقيم، واجراءات نقل المريضة لغرفة العمليات والتعامل معها كل هذا محسوب تماما، فكان الطاقم الطبي 5 أفراد حيث تم الاتفاق مع مدير الصحة بمحافظة البحر الأحمر على تقليل العدد قدر الإمكان داخل غرفة العمليات وكان هناك 3 أخرين خارج الغرفة لقضاء أي متطلبات قد يحتاجها الفريق الطبي".
وعن حالة الطفل آدم أول طفل لأم مصابة بكورونا، أشار إلى اجراء تحليل كورونا له والذي جاء سلبي، ولكن سيتم إعادة عمل التحليل مرة أخرى للطفل خلال يومين للتأكد مرة أخرى من سلبية التحاليل، حيث خرجت الأم في اليوم الثاني مع طفلها وتتبع عزلا منزليا ومتابعة لها وللطفل، وسيتم عمل التحليل بالتسيق مع منظمة الصحة العالمية بالإضافة إلى أن مراكز الأبحاث العالمية التي ستطلب كل هذا لأنها أول عملية ولادة لمصابة بكورونا وهو حدث مهم سيعود بالإيجاب للطب في مصر.
وعن تساؤل هل يمكن أن ينتقل فيروس كورونا المستجد، من الأم الحامل إلى طفلها، كما يحدث في حالة الفيروسات والأمراض الخطيرة أوضح أن هذه الحالة جديدة ولم يعرف أحد حتى الآن هل ينتقل من الأم للطفل أم لا ولكن تم اتباع كل الاحتياطات لإمكانية ولادة الطفل حاملا لفيروس كورونا وكان يمكن أن يحتاج إلى حضانة عزل، حيث يحدث كثيرًا أن يتم نقل الفيروسات والأمراض الخطيرة من الأم الحامل إلى جنينها، كما يفضل اجراء العملية القيصرية لأن الطفل عند نزوله يمكن أن يشفط أي سوائل أثناء عملية الشهيق خلال نزوله، كما ينتقل مرض الإيدز وفيروس الكبد الوبائي سي من الأم الحامل إلى الطفل وغيرها من الأمراض ولكن سيتم إعادة التحليل مرة أخرى للتأكد من كونه غير حاملاً للفيروس.
وعن سبب اختيار مستشفى الغردقة العام لإجراء العملية، أوضح أنه ابن مستشفى الغردقة العام، وله بها ذكريات كثيرة وتعلم الطب بها وحتى عندما دخل العمليات كان مشتاق لها فكان يظل بها طول اليوم ويسكن بالمستشفى، بالإضافة إلى أنه عند التفكير في العملية رغم كونها بسيطة إلا أن الحالة العامة كان ينبغي أن تكون على قدر من المسئولية وكان يمكن أن تكون حالة مسجلة بالفيروس وكان سيتم السؤال عن الإجراءات المتبعة أثناءها والخروج بأم وطفل في حالة جيدة، فضلا عن الفريق الطبي لمنع وجود إصابات، فكان هناك تنسيق مع عدد من الأجهزة ومديرية الصحة بمحافظة البحر الأحمر ومتابعة وتخطيط، وتم الاتفاق في النهاية على اجراء العملية بمستشفى الغردقة العام.
وفي النهاية أكد على أن الطبيب المصري له سمعة جيدة كبيرة ويتم وضعه في مكانة عالية، مشددًا أنه لدينا في مصر كافة الإمكانيات للتعامل مع هذه الحالات، وأن هناك الكثيرون ممن يشككون في كفاءة الخدمات المقدمة في محافظة البحر الأحمر أو المحافظات النائية، ولكن ما حدث يؤكد على توافر إمكانيات كبيرة لدينا ويضع مصر في مكانة عظيمة بين الدول خاصة في مجال الصحة والطب.
وكان الفريق طبي مصري، قد نجح في الساعات الأولى من صباح أول أمس الأحد، في إجراء عملية ولادة قيصرية لسيدة مصابة بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد التنسيق مع مديرية الشئون الصحية وإدارة مستشفي الغردقة العام، حيث تم اتباع الإجراءات الصحية والوقائية اللازمة قبل إجراء العملية حيث ارتدي الفريق الطبي بدل العزل الصفراء اللون، وتم إجراء العملية داخل مستشفى الغردقة العام القسم الفندق بنجاح، وتبين أن حالة الأم والطفل بصحة جيدة وأنها رزقت بطفل ذكرا (آدم) حيث إن الطاقم الطبي أكد على اتباعه تعليمات منظمة الصحة العالمية في إجراء العملية للتأكد من الحماية والوقاية وعدم انتشار الفيروس، مع تطبيق معايير مكافحة العدوى، وتعليمات التعقيم وحماية الطفل والطاقم.