قصة إنسانية تقشعر لها الأبدان هى ليست الأسوأ في فقدان الزوجة والأبنة الرضيعة ولكن الأسوأ هو شعور الزوج فى كل لحظة بأن فقدانه "لفاطمة" زوجته وكأنه فقد الحياة ، شادى أبو يوسف الذى يبلغ من العمر " 40" عاما وهو أستاذ جامعي وكانت زوجته فاطمة زميلة دراسة وعمل وتزوجا عام 2004 وأنجبا ثلاثة أبناء.
الدكتور شادى يرثى زوجته فاطمة من مستشفى العزل بأبو قير
وأصيبا بالفيروس اللعين وانتقلا إلى مستشفى العزل بالعجمى بمحافظة الإسكندرية وبعدها توفيت الأبنة الرضيعة "فاطمة" التي ولدت في الشهر السادس لها "بعملية قيصرية" ولم تمض 48 ساعة أخرى إلا ولحقت فاطمة الكبرى بفاطمة الصغرى.
يرثى شادى فاطمة بكلمات من خلال صفحته الشخصية "الفيس بوك" و من داخل غرفته بالحجر الصحى بمستشفى ابو قير بكلمات و عبارات تؤكد بأن الحب والاخلاص كانتا من شيمات هذا الرجل وأن فاطمة تستحق كل هذا الحب ، فيقول لها بانه بمجرد انتقاله الى عزل ابو قير و قبل ان تتحرك سيارة الاسعاف علم بخبر وفاتها "وكأنها ظلت بجوارى و رحلت عندما أذن الله لى بالرحيل عنها" هكذا كتب شادي.
كلمات من الرثاء تحزن القلب
وبأبيات شعرية تخرج من القلب لتدخل كل قلب قام شادى برثاء زوجته قائلآ فاطمة ..مشتاقون ..مشتاقون ..و البيت الصغير يسائل عن أميرته المعطرة الذيول ، فاطمة مذبحون من العظم و الاولاد لا يدرون ما يجرى ولا ادرى انا ماذا أقول ؟
فاطمة مطعون فى الاعماق و الاحداق سكنها الذهول ،يا زوجتى و حبيبتى و قصيدتى و ضياء عينى قد كنت عصفورى الجميل فكيف هربتى يا فاطمة
الزوج يدعو لزوجته بالرحمة و يطلب من الجميع بصلاة الغائب عليها
وفى العزاء قال "اللهم انى حرمت السير فى جنازتها و حرمت زيارتها فى مرضها و حرمت صلاة الجنازة عليها اللهم سخر لها عبادا من لدنك يصلون عليها صلاة الغائب حتى تضج السموات بدعائهم".
ونداء فى كل وقت و ترضع لله سبحانه و تعالى بأن يرحم زوجته
لم تمض ساعات قليلة الا و يبعث شادى برسائل تدمع لها العين و يحزن بها القلب و الجميع ينتظر خروج شادى بسلامة من عزل ابو قير بل وينتظرون رسائل شادى لفاطمة كل يوم ليؤكد بأن هناك تضحية عندما رافقها فى مرضها و ابى الا يتركها عندما اثبتت التحاليل ايجابية اصابتها بكورونا و انتقلت للعزل الصحى بالعجمى و كان لابد و ان توضع على جهاز تنفس صناعى بالعناية المركزة فرافقها الزوج و لم يخشى على نفسه من الاصابة
و بعدها بدأت ظهور الاعراض عليه فتوجه لمستشفى الحميات بمحافظة الاسكندرية وأجري تحاليله وتبين اصابته بالفيروس وانتقل الى عزل العجمى ليرافق زوجته و يشاركها فى مرضها.
الدكتور شادى ينصح المرضى و السيدة الحامل بعدم النزول من البيت
وطالب شادى بعدم تداول اى صور شخصية لزوجته على صفحات التواصل الاجتماعى " الفيسبوك"وكانت هناك وصية لفاطمة خطاب زوجة شادى كتبتها عبر حسابها الشخصى "الفيس بوك" قبل وفاتها بمستشفى العجمى بالإسكندرية توصى فاطمة فتقول "الوصية الأولى والأخيرة حين اتوفى سامحونى،و استروا عيوبى و ادعو لى بالرحمة و تذكروا الصحبة و لو انى اخطأت انسوا اخطائى واذكروا اجمل صفاتى، لا أعلم بأى ساعة كتب لى انقباض روحى، بجناتك اللهم يوما يصلون على صلاة لا ركوع لها"هذه قصة شادى وكل "بوست" يكتبه شادى على صفحته يحكى "قصة".