عكس رفض أهالي شبرا البهو بمحافظة الدقهلية لدفن الطبيبة المتوفاة إثر إصابتها بفيروس كورونا المستجد، تجذر العديد من الأفكار والمفاهيم الخاطئة في نفوس العامة، إذ أن هؤلاء لم يراعوا حرمة الموتى، ولم تردعهم هيبة الموت؛ إلا أن هذا التصرف غير الآدمي كان استثناءً، فهناك محافظات كثيرة رفضت تقليد ما حدث في شبرا البهو.
ففي محافظة أسوان، توفي اثنين من مصابي كورونا، ورفع الأهالي شعار "إكرام الميت دفنه"، رافضين أي فعل من شأنه التنمر أو الإساءة إلى الموتى.
كرموهم فى هدوء
البداية حين أعلنت محافظة أسوان، عن وفاة أول حالة بسبب فيروس كورونا المستجد، وهي سيدة تُدعى "سميرة. أ. م"، وتبلغ من العمر 64 سنة، ومقيمة بمنطقة الشنقراب وسط مدينة أسوان، وتوفيت عقب وصولها مباشرة إلى المستشفى التخصصي الذي يخضع فيه المصابين بالفيروس للحجر الصحي.
صلاة الجنازة على حالة الوفاة الأولى بكورونا في أسوانكانت السيدة المتوفية، تعاني من مشاكل صحية من بينها التهاب رئوي وتم احتجازها داخل قسم العناية المركزة بالمستشفى وسحب عينة دم ومسحة من الأنف والحلق وإرسالها لمعمل التحاليل بمستشفى حميات أسوان، وأظهرت النتيجة إيجابية الحالة وإصابتها بفيروس كورونا.
دفن أول سيدة متوفية بكورونا في أسوان وبمجرد وفاتها، تكاتف أهل منطقتها مع الجهات المسئولة بأسوان، وأسرعوا لدفنها في المقابر المخصصة لهم دون وجود أي اعتراضات أو مشاكل من أحد، وبالفعل دفنت فى هدوء بواسطة طاقم الوقاية الطبية بأسوان.
دفن الحالة الثانية
وفي يوم الأحد الماضي، أعلنت محافظة أسوان وفاة الحالة الثانية من مصابي فيروس كورونا، وهو شخص يبلغ من العمر 35 عامًا، ويقيم بقرية السبيل التابعة لمركز كوم امبو، وكان يعمل خفيرًا نظاميًا بمستشفى دراو المركزى، وعاني قبل وفاته بأسبوع من حساسية مزمنة على الصدر، وارتفاع في درجة حرارته، واحتقان شديد في الحلق، وفور دخوله مستشفى كوم امبو العام تم وضعه في غرفة عزل مخصصة لذلك؛ إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة، وأثبتت نتيجة العينات التي سحبت منه وفاته تأثرًا بإصابته بفيروس كورونا.
صلاة الجنازة على حالة الوفاة الثانية بكورونا في أسوانوفور وفاته تولى عدد من العاملين فى إدارة الطب الوقائى التابعة لمديرية الشئون الصحية بأسوان، الإشراف على دفنه، وأدوا صلاة الجنازة عليه، متبعين الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعارف عليها.
دفن الحالة الثانية من مصابي كورونا بأسوانكما تواجد أهل المتوفي أثناء دفنه، ورافقهم جيرانهم بالقرية، والجميع كان ملتزمًا بالإجراءات الإحترازية وسبل الوقاية والتباعد الاجتماعي أثناء عملية الدفن.