لم تكن تعلم "هـ،ع" إحدى الموظفات بالوحدة المحلية بقرية بني عدى، بمركز ومدينة ناصر شمال بني سويف، أن قطار الحياة سيتوقف بها داخل مستشفى أبو تيج للحجر الصحي بمحافظة أسيوط، وذلك بسبب إصابتها بفيروس كورونا المستجد " كوفيد 19 "، عقب ولادتها "توأمين" منذ 10 أيام قليلة ماضية.
ففي ال 5 من شهر أبريل الجاري، شعرت "هـ، ع " والمقيمة بقرية بني عدى بمركز ومدينة ناصر، بالآلآم الولادة وهي في شهرها التاسع من الحمل، فتم نقلها بمعرفة زوجها وأهلها إلى مستشفى ناصر المركزي، لإجراء عملية الولادة لها، والتي أسفرت عن ولادة توأمين لها، فقرر الأطباء وضعهما بالحضانة لعدم اكتمال نموهما، ومعاناتهما من ضيق فى التنفس.
وأثناء وجودها بداخل المستشفى وعقب ولادتها، لاحظ الأطباء بوجود أعراض جانبية وصحية غير طبيعية على صحة الأم، فقررا إجراء بعض الفحوصات الطبية والمعملية الخاصة بأعراض فيروس كورونا، وعقب سحب عينة "مسحة" من الأم، أثبتت التحاليل إصابتها بفيروس كورونا المستجد، وعلى الفور تم نقلها بسيارة الإسعاف إلى مستشفى العزل بأبو تيج بمحافظة أسيوط.
ولكن لم تتوقف أوجاعها عند ذلك الحد، وخاصة في ابتعادها عن أسرتها، فلم تمر سوى أيام قليلة، وتوفى "التوأم" داخل مستشفى ناصرالمركزي، وذلك بسبب المشاكل الصحية وخاصة في عدم اكتمال نموهما، ومعاناتهما الشديدة من ضيق التنفس.
وفى يومها ال "10" منذ ولادتها لفظت أنفاسها الأخيرة بداخل مستشفى أبو تيج للحجر الصحي بمحافظة أسيوط، لاحقة بأطفالها الصغار، الذين توفا قبلها منذ أيام قليلة ماضية، رافضة أن تستكمل مظاهر الحياة بدونهما.
و قال " محمد، س " أحد أقاربها، إنهم فؤجئوا أمس الأربعاء باتصالا هاتفيا من إدارة مستشفى أبو تيج بأسيوط، يفيد وفاتها، وأنه تم التغسيل والتكفين بالمستشفى عقب الذهاب إلى المستشفى، مشيرا إلى أن من أسوأ لحظات الحياة هي عدم القدرة على زيارة المريض، حتى لو كان من أعز الناس لديك، فضلا عن عدم القدرة على تلقي مواساة وعزاء الناس في الموت، وذلك خشية تعرضهم للإصابة بفيروس كورونا.
وأضاف أنه تم نقل الجثة إلى مقابر مدينة شرق النيل ببني سويف، بحضور القليل من العائلة، وبعض أفراد الشرطة في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، عقب استلام الجثة من مستشفى أبو تيج بأسيوط، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية التي فرضتها مديرية الصحة، بالتنسيق والتعاون مع الوحدة المحلية بقرية بني عدي، بتطهير وتعقيم مبنى الوحدة المحلية وشوارع القرية ضد الفيروس، وفحص المخالطين لها ومن أسرتها وزملائها.