قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه سيصلي التراويح في بيته، مطالبا المواطنين بالصلاة في المنازل منعا لتفشي فيروس كورونا.
وأوضح وزير الأوقاف، أدلة استحباب صلاة النافلة فى البيت وخاصة التراويح، مبينا أن من علمنا أن نقول "حى على الصلاة " هو من علمنا أن نقول"صلوا فى رحالكم " ومتى نقولها .
وقال الوزير فى بيان له، إن الإمام مسلم أفرد فى صحيحه فى كتاب المساجد بابًا لاستحباب صلاة النافلة فى البيت تحت عنوان "باب استحباب النافلة فى بيته وجوازها فى المسجد" .
وأكد جمعة، أنه هنا عليك أن تتأمل فى فقه العنوان الذى أضفى صفة الاستحباب على صلاة النافلة فى البيت وصفة الجواز على صلاتها فى المسجد، وذلك لقول نبينا صلى الله عليه وسلم الذى أخرجه الشيخان الإمامان البخارى ومسلم فى صحيحيهما عن سيدنا زيد بن ثابت رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ فِى بُيُوتِكُمْ ؛ فَإِنَّ خَيْرَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِى بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ "، والحديث فى أعلى درجات الصحة.
وتابع، أن الترمذى أخرج فى سننه عن سيدنا زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - أيضا - ، عَنِ النَّبِى (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: " أَفْضَلُ صَلَاتِكُمْ فِى بُيُوتِكُمْ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ"، (سنن الترمذي: أَبْوَابُ الصَّلَاةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) باب: مَا جَاءَ فِى فَضْلِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ فِى الْبَيْتِ).
وذكر أهل العلم أن لصلاة النافلة فى البيوت فوائد منها: حصول البركة بالصلاة فيها ، وشهود الملائكة لها ، ونفرة الشيطان منها .
وأوضح الوزير، أنه فيما يخص صلاة قيام رمضان (التراويح) ، فقد أخرج الإمام البخارى فى صحيحه عن سيدنا زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (رضى الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) اتَّخَذَ حُجْرَةً ، قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ حَصِيرٍ فِى رَمَضَانَ فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ، فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : " قَدْ عَرَفْتُ الَّذِى رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِى بُيُوتِكُمْ ؛ فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِى بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ " ، (صحيح البخارى ، كِتَابُ الْأَذَانِ ، بَابُ صَلَاةِ الليل).
وأكد، أنه إذا كان الرأى على جواز صلاة التراويح فى البيت وصلاتها فى المسجد، مع ترجيح لهذا أو ذاك، فإن ذلك كله مرتبط بالأحوال العادية الطبيعية، لكن الأمر مختلف فى أوقات النوازل والجوائح التى يُقدم فيها الحفاظ على النفس على ما سواه.
وأوضح، أنه إذا كان رأى أهل العلم قد أجمع على تعليق الجمع والجماعات فى المساجد حفاظًا على النفس البشرية، من باب أن الساجد قبل المساجد، وأن الحفاظ على حياة الساجد من الهلاك أولى من عمارة المساجد، فإن تعليق صلاة التراويح فى المساجد أولى.
وأكد، أنه إذا كان أهل العلم والاختصاص قد أكدوا أن إقامة الجمع والجماعات بالمخالفة لقرارات جهات الاختصاص إثم ومعصية ؛ فإن جمْع الناس للتراويح فى المساجد أو الساحات أو البدرومات أو أسطح المنازل بالمخالفة لتوجيهات جهات الاختصاص ، بما قد يسهم فى نقل العدوى بفيروس كورونا ويعرض حياتهم للخطر هو من باب أولى إثم ومعصية .
واختتم جمعة، بقوله علينا أن نتذكر أن من علمنا أن نقول فى الأذان : (حى على الصلاة) هو النبى ( صلى الله عليه وسلم ) الذى علمنا أن نقول فى أذان النوازل ( صلوا فى رحالكم )