اعلان

هل تصبح "بيلوسي" أول رئيسة لأمريكا؟.. سيناريوهات استمرار نزاع الانتخابات بين ترامب وبايدن وفقا للدستور الأمريكي

الانتخابات الأمريكية 2020
الانتخابات الأمريكية 2020

مع اعتزام جو بايدن إعلانه الفوز بالانتخابات الأمريكية وهي ما تثبته الأرقام حيث حصل علي 264 صوتا من المجمع الانتخابي بمقابل 224 للرئيس المنتهية ولايته ترامب، فإن الأخير قال - وهو المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية - إنه حقق الفوز في الانتخابات، وألمح إلى الذهاب إلى المحكمة العليا لحماية هذا الفوز وزعم في كلمة من البيت الأبيض، حدوث 'احتيال كبير' في فرز الأصوات بسبب التصويت من خلال البريد، دون أن يقدم دليلا للتزوير على ذلك. وهو ما نريد التوقف أمامه في هذا التقرير؛ ما مصير الانتخابات الأمريكية ونتائجها لو أعلن جو بايدن فوزه؟ هل ستنتصر المحكمة العليا لترامب؟ أم سيكون التخاذل وإعلان النتيجة بخسارته هو الأمر النهائي؟ وما الذي يقره الدستور الأمريكي في مثل هذه الإشكالية؟، لا سيما أن يأتي هذا بينما يتواصل فرز الأصوات في عدد من الولايات المتأرجحة الرئيسية، وسط احتدام المنافسة بين ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، الذي حث أنصاره في وقت سابق على التحلي بالصبر لحين انتهاء المسؤولين من فرز الأصوات، وطلبهما من مؤيديهما التبرع لتمويل معارك قانونية على نتائج الانتخابات.

ترامب يحيل الانتخابات إلي المحاكم

قال ترامب منذ قليل: 'كنا نستعد للفوز في هذه الانتخابات. بصراحة، لقد فزنا في هذه الانتخابات'، وشكا من أن المسؤولين علقوا فرز الأصوات في ولاية بنسيلفانيا حتى صباح اليوم (بالتوقيت المحلي)، واعتبر أن التأخير 'يحرج بلادنا'، وتعهد بإحالة الأمر إلى المحاكم الأمريكية.

ولطالما شكا ترامب من التصويت عبر البريد، رغم أن هذه الطريقة قانونية تماما للتصويت واستخدمها عشرات الملايين من المواطنين الأمريكيين في هذه الانتخابات بسبب جائحة كورونا. ومن المرجح أن تحتاج الولايات المتأرجحة إلى المزيد من الوقت لفرز الأصوات الواردة إليها عبر البريد.

وقال ترامب :'النتائج الليلة كانت كبيرة ... ولكن هناك من يحاول تهميش من صوت لنا'. وزعم ترامب مرارا دون دليل أن النظام الانتخابي الأمريكي عرضة لتزوير الأصوات، وأكد مرة أخرى خطأ وجود تزوير في الانتخابات.

حملة بايدن ترد: لا سلطة قضائية .. وجهت حملة المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، جو بايدن، انتقادات للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي بدا وكأنه يهدد بمعركة قضائية لوقف فرز الأصوات، محذرا من أن لديهم أيضا محامين، سيقاتلون لفرز جميع بطاقات الاقتراع. وقالت جين أومالي ديلون، مديرة الحملة، في بيان: 'بيان الرئيس الليلة الماضية بشأن محاولة وقف فرز الأصوات التي تم الإدلاء بها على النحو السليم، شائن، وغير مسبوق، وليس صائبا'.

وأضافت: 'لم يحدث في تاريخنا من قبل أن يجرد رئيس الولايات المتحدة الأمريكيين من صوتهم في انتخابات وطنية'. وأصرت ديلون على أن ترامب ليس لديه أي سلطة قضائية لإعلان نفسه فائزا بالانتخابات، وليس لديه تأثير على عملية فرز الأصوات، وقالت: ' لدينا فرقنا القانونية على أهبة الاستعداد'.

المحكمة العليا تنتصر لترامب

كان مجلس الشيوخ الأمريكي قد نصب في وقت سابق إيمي كوني باريت، قاضية في المحكمة العليا بأغلبية ضئيلة قدرها 52 صوتا مقابل 48 صوتا، وانشق جمهوري واحد فقط عن الأغلبية للانضمام إلى الديمقراطيين المعارضين وكان خلال السنوات القليلة الماضية، كان رئيس المحكمة العليا للولايات المتحدة وسطياً، وصوته هو الذي يرجح كفة التصويت؛ لكن مع استقالة رئيسها السابق المعتدل القاضي أنتوني كينيدي عام 2018، وإقدام الرئيس دونالد ترمب على تعيين القاضي المحافظ اليميني بريت كافاناه بدلاً منه، وقبله تعيينه محافظاً آخر هو القاضي نيل غورستش لخلفاً للمحافظ أنتوني سكاليا - الذي توفي عام 2016 - مالت المحكمة نحو المحافظين، لتضم 6 منهم مقابل 3 ليبراليين ثم جاءت باريت ليؤكد تثبيت الصوت الأعلي للجمهوريين في المحكمة.

باريتباريت

وتخوف الديمقراطيون من هذه الخطوة لأنها بمثابة فوز للرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية إذا ما حدث ما يحدث الأن في السباق الانتخابي الذي يمكن أن ينتصر فيه ترامب بسبب ميل المحافظين في المحكمة العليا له، ولذلك كان تحرك الجمهوريون في مجلس الشيوخ بسرعة لملء المنصب الشاغر قبل الانتخابات الرئاسية. في الوقت الذي دعا الديمقراطيون في الكونجرس إلى بقاء مقعد المحكمة العليا شاغرا لما بعد الانتخابات حتى يكون للشعب الأمريكي رأي في اختيار بديل جينسبيرج، لكن الجمهوريين في مجلس الشيوخ كانت لديهم أصوات تكفي للمصادقة على تعيين باريت بسرعة.

وهاجمت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي قاضية المحكمة العليا التي تم المصادقة على تعيينها حديثا إيمي كوني باريت خلال مؤتمر صحفي يوم الانتخابات، ووصفت تعيينها بأنه 'غير شرعي'. وقالت بيلوسي: 'الرئيس يصادق على قاضية غير شرعية في المحكمة العليا قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات، بعد أن أدلى 60 مليون أمريكي بأصواتهم.

وما يبحث عنه ترامب هو إعادة سيناريو بوش باللجوء للمحكمة العليا وكان ذلك قد حدث عام 2000، حين أوقفت المحكمة العليا فرز الأصوات في فلوريدا على الديمقراطي آل جور بفارق 537 صوتا لبوش، وحكمت لصالح المرشح الجمهوري آنذاك جورج دبليو بوش الذي صار رئيساً للبلاد.

نتيجة التصويت الآننتيجة التصويت الآن

الدستور الأمريكي وبايدن

بما أن المجمع الانتخابي يتألف من 538 صوتا انتخابيا، وتحظى كل ولاية بعدد معين من الأصوات بناء على عدد سكانها، وهذا يعني أنه من الممكن أن يتعادل كلا المرشحين بحصول كل منهما على 269 صوتا، وهو أمر مرجح إلى حد كبير في حين أنه يبقي 6 ولايات حتي الأن لم تحسم فيمكن أن يقف بايدن عند هذا الرقم وهو ما نحاول أن نري السيناريوهات المتوقعة وفقا للدستور الأمريكي.

ينص الدستور الأمريكي أنه بعد فرز الأصوات تنتقل العملية الانتخابية إلى الهيئة الانتخابية. حيث يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي للتصويت على اختيار الرئيس ونائبه في أول يوم اثنين في أعقاب ثاني يوم أربعاء في شهر ديسمبر فى سنة الانتخاب. مع ملاحظة أنه ليس هناك ما يلزم أعضاء الهيئة الانتخابية –قانونا- باختيار المرشح الفائز أو الاختيار وفقا لميولهم السياسية، ومن الناحية العملية، لم يحدث أن خالف أعضاء الهيئة الانتخابية اختيار سكان ولاياتهم.

وفي حالة عدم حصول أي من المرشحين للرئاسة على أغلبية أصوات الهيئة الانتخابية (أي 270 صوت)، وأيضًا في حالة عدم حصول أي من المرشحين لمنصب الرئيس على أغلبية أصوات الهيئة الانتخابية، يتوجب على مجلس النواب أن يقرر المرشح الفائز، حيث يقوم أعضاء مجلس النواب بالإدلاء بأصواتهم لاختيار المرشح الفائز بمنصب الرئيس، ويكون لكل عضو صوت واحد.

أما في حالة المرشحين لمنصب نائب الرئيس، فيتوجب على مجلس الشيوخ أن يقرر المرشح الفائز، حيث يقوم أعضاء مجلس الشيوخ بالإدلاء بأصواتهم لاختيار المرشح الفائز بمنصب نائب الرئيس، ويكون لكل عضو صوت واحد.

وعلي ما سبق فأن فرصة بايدن أكثر وفقا للدستور الأمريكي حيث أن بيلوسي ومجلس النواب به أغلبية ديمقراطية عكس الشيوخ إذ يجري مجلس النواب تصويتاً لتحديد رئيس البلاد، على أن يكون لوفد كل ولاية صوت واحد، ويحتاج المرشح إلى الحصول على أغلبية 26 صوتاً للفوز بالرئاسة.

نانسي بيلوسي رئيسةً لأمريكا

ومن السيناريوهات المتوقعة إذا لم يكن هناك فائز نهائي من خلال المجمع الانتخابي، فهذا يعني أن المرشحين كانا متساويين في النتيجة أو أن الطعون القضائية في الولايات المتنازع بشأن نتائجها لم تحسم بعد، وبالتالي لا يمكن اختيار مرشحي الولاية في المجمع الانتخابي.

ومن المقرر أن يجتمع المجمع الانتخابي -الذي يتولى رسمياً مهمة ترشيح الرئيس القادم- في الرابع عشر من ديسمبر. وبحلول ذلك التاريخ ينبغي أن تكون كل ولاية قد حددت أسماء أعضاء المجمع الانتخابي الذين يمثلون المرشح الفائز. وفي حال أن استمر التنازع بشأن نتائج الانتخابات، وظلت ولايات معينة غير قادرة على تحديد المرشح الذي ستمنحه أصواتها، يحق للكونغرس أن يتدخل. ويحدد الدستور الأمريكي موعداً نهائياً لولاية الرئيس ونائبه في ظهر يوم 20 يناير.

نانسي بيلوسينانسي بيلوسي

وإذا لم يتمكن الكونجرس من اختيار الفائز بحلول ذلك التاريخ، يتم اتباع تسلسل للخلافة منصوص عليه في القانون. إذ يأتي زعيم مجلس النواب في المقدمة، وتتولى المنصب حالياً نانسي بيلوسي، يليها من يشغل ثاني أعلى عضو في مجلس الشيوخ، وهو الآن تشارلز غراسلي. ولم يحدث هذا من قبل قط، وبالتالي ليس واضحاً كيف يمكن أن تتم خطوات كهذه عمليا، في ظل الظروف الاستثنائية، وهذا السيناريو من السيناريوهات الضعيفة في الوقت الحالي فالأمر يبدو محسوما لبايدن وربما يمكن أن تعاد فقط فرز بعض الولايات.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً