كشفت شاهدة عيان في إقليم تيجراى ما يجري من تفاصيل نادرة عن الغضب واليأس والجوع المتزايد الذي أصابها، خلال الحرب الإثيوبية الدائرة في إقليم تيغراي، حيث ترفض الأطراف المتنازعة الحوار، بينما يعاني الشعب من مأساة إنسانية حقيقية.
وبينما تشن الحكومة الإثيوبية حربا في إقليم تيغراي وتسعى إلى اعتقال قادته، الذين يعتبرون الحكومة الفيدرالية غير شرعية بعد خلاف على السلطة، فإن القتال الذي يمكن أن يزعزع استقرار منطقة القرن الإفريقي يخفى عن أنظار الخارج. فالاتصالات مقطوعة والطرق مسدودة والمطارات مغلقة.
لكن باعتبارها واحدة من بضع مئات من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم هذا الأسبوع من تيجراي، قدمت المرأة في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس تفاصيلعما يجري داخل تيغراي، حيث يرفض الطرفان الدعوات الدولية للحوار، أو حتى إنشاء ممر إنساني لتقديم المساعدة، وذلك بعد دخول المعارك أسبوعها الثالث.
وبعد أن روعها إطلاق النار الذي اندلع حول بلدتها في إقليم تيغراي، شمالي إثيوبيا، قررت هذه المرأة الإثيوبية الفرار، فانضمت إلى طابور طويل في مكتب الحكومة المحلية للأعمال الورقية اللازمة للسفر. لكن عندما وصلت إلى المسؤول، أخبرها أنها ضيعت وقتها. فقد قال لها: 'هذا للأشخاص الذين يتطوعون للقتال'.
وأعطت المرأة، وهي خبيرة إثيوبية في المساعدات تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها حرصا على نفسها وذويها، واحدة من أكثر الروايات تفصيلا حتى الآن عن السكان البالغ عددهم حوالي 6 ملايين نسمة ويعانون من نقص الغذاء والوقود والنقود وحتى الماء والكهرباء مع اقتراب الجيش الإثيوبي من عاصمة تيغراي كل يوم.