كشفت دراسة جديدة أجراها مركز علم الأوبئة السريرى فى نظام الرعاية الصحية لشئون المحاربين القدامى فى ميسورى الأمريكية أن الناجين من فيروس كورونا كانوا أكثر عرضة بنسبة 39% لتشخيص مرض السكري الجديد فى الأشهر الستة التالية للإصابة بالفيروس، وفقاً لموقع "بلومبرج".
وأكد الخبراء أن بعض الناجين من كورونا قد يصابون بمرض السكرى الذى قد يظهر بعد التعافى من الفيروس، وهذا يؤدى إلى تفاقم عبء مرض السكرى العالمى وتزايد أعداد المرضى على مستوى العالم وخسائر فادحة على الصحة العامة.
والآليات الكامنة وراء ظهور مرض السكرى بعد كورونا غير واضحة، على الرغم من أن بعض الأطباء يشتبهون فى أن فيروس كورونا قد يضر البنكرياس، الغدة التي تصنع الأنسولين اللازم لتحويل السكر فى الدم إلى طاقة فيمكن أن تلعب أنماط الحياة المستقرة الناتجة عن عمليات الإغلاق دورًا أيضًا، كما قد تلعب التشخيصات المتأخرة بعد تجنب الأشخاص مكاتب الأطباء.
ووجد العلماء أنه حتى حالات الإصابة بفيروس كورونا الخفيفة لدى بعض الأطفال يمكن أن يتبعها ظهور سريع لمرض السكري.
تكلف مرض السكرى، الذي يفشل فيه الجسم في إنتاج ما يكفي من الأنسولين أو استخدامه بشكل صحيح، ما يقدر بنحو 760 مليار دولار في العام السابق بسبب فيروس كورونا، مدفوعة بمضاعفات من السكتة الدماغية والفشل الكلوي إلى تقرحات القدم والعمى.
ووجد الباحثون أن الناجين من فيروس كورونا كانوا أكثر عرضة بنسبة 39% لتشخيص مرض السكري الجديد في الأشهر الستة التالية للإصابة مقارنة بغير المصابين في النظام الصحي، ويعمل الخطر على نحو 6.5 حالة سكرى إضافية لكل 1000 مريض كورونا الذين لا ينتهي بهم المطاف في المستشفى.
بالنسبة لأولئك الذين يدخلون المستشفى، يقفز الاحتمال إلى 37 لكل 1000 وهو أعلى حتى بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية مركزة، وخلال ذروة الشتاء تم نقل أكثر من 130.000 مريض إلى المستشفى بسبب فيروس كورونا في الولايات المتحدة وحدها.
على الصعيد العالمي أفادت التقارير أن فيروس كورونا قد أصاب أكثر من 153 مليون شخص، بما في ذلك أكثر من 20 مليونًا في الهند، الدولة التي يوجد بها أكبر عدد من المصابين بمرض السكري بعد الصين.
وفي دراسة أخرى أجريت على ما يقرب من 50 ألف مريض مصاب بفيروس كورونا في إنجلترا وجد كانوا أكثر عرضة بنسبة 50% للإصابة بمرض السكري بعد نحو 20 أسبوعًا من الخروج من المستشفى مقارنة بالضوابط المتطابقة.
وقال فرانشيسكو روبينو، رئيس قسم جراحة الأيض وجراحة السمنة في King's College London ، الذي أنشأ سجلاً عالميًا لحالات مرض السكري المرتبطة كورونا مع بول زيميت، أستاذ مرض السكري في جامعة موناش ملبورن، افترض الباحثون المسارات التي قد يزيد فيها كوفيد من احتمالية تشخيص مرض السكرى، بما في ذلك احتمال تدمير خلايا بيتا التي تفرز الأنسولين في البنكرياس إما عن طريق الفيروس أو عن طريق استجابة الجسم للعدوى.
ووفقًا لجون نيكولز أستاذ علم الأمراض السريرى فى جامعة هونج كونج قد تشمل التفسيرات الأخرى استجابة الإجهاد الحاد للعدوى، واستخدام علاجات الستيرويد التي تساعد على البقاء على قيد الحياة ولكنها تزيد من نسبة السكر في الدم، أو مجرد الكشف عن حالات مرض السكري التي سبق أن أفلتت من التشخيص.