لبنان يحتفل بعيد الاستقلال على وقع أزمات استثنائية

الجيش اللبناني
الجيش اللبناني
كتب : وكالات

تحل الذكرى الـ 78 لاستقلال لبنان وسط أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية استثنائية، وأقامت قيادة الجيش اللبناني عرضاً عسكرياً رمزياً بحضور رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدداً من قادة الأجهزة الأمنية. فيما شكلت ذكرى الاستقلال مناسبة لاجتماع الرؤساء الثلاثة في محاولة لحلّ الأزمة الحكومية.

حيث التقى كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيسا البرلمان والحكومة في قصر بعبدا، لمناقشة إعادة تفعيل عمل الحكومة، عقب الخلاف الذي نشب بداخلها على خلفية التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، والأزمة الدبلوماسية المستجدة مع السعودية ودول الخليج.

وأعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عقب الاجتماع، أن 'الاستقلال لم يكن سيحصل لولا توحد اللبنانيين، ولو لم يكن اللبناني بجانب أخيه اللبناني في ​راشيا​'، مشدداً على أنه 'لا نستطيع المحافظة على الاستقلال إن لم نكُن يداً واحدة'.

ولفت إلى أن 'التفاهم والحوار هم الأساس، والبعد جفاء، والجفاء يؤدي للشر'، مؤكداً أن 'في لقاء اليوم الحوار كان جديا، وبإذن الله سيؤدي للخير'.

بهذا السياق، قال النائب أسعد درغام لوكالة 'سبوتنيك' إن 'هناك مساع جدية لانعقاد الحكومة مثلما هناك مساع جدية لتصحيح وتصويب العلاقة مع دول الخليج'، متمنياً انعقاد جلسة للحكومة اللبنانية خلال هذا الأسبوع.

وأشار إلى أن 'سياسة الحكومة اللبنانية من المفترض أن تنأى بنفسها عن مشاكل المنطقة وهذه سياسة تتبعها الحكومة منذ فترة، وحتى الحكومات المتعاقبة، ولكن اليوم لا يجوز تحت أي ظرف من الظروف ولا حتى لأي سبب من الأسباب أن لا تجتمع الحكومة لأن السيادة والاستقلال والكرامة لا يتحققوا فقط بالخطابات الرنانة والمشاكل والمدفع والقتال، والسيادة والكرامة الحقيقية هي أن يستطيع الشعب العيش بكرامة وبالحد الأدنى من الحياة الكريمة'.

من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير إن 'هناك جهوداً مستمرة لمعالجة الأزمة وعقد اجتماع للحكومة بأقرب وقت ممكن ومعالجة مشكلة تحقيقات مرفأ بيروت وكذلك استقالة الوزير جورج قرداحي'.

وأضاف في حديث لـ'سبوتنيك' أنه 'حتى الآن لم تكتمل الاتصالات بانتظار عودة الرئيس نجيب ميقاتي من الفاتيكان وعودة الرئيس اللبناني من قطر، لكن الاتصالات مستمرة وهناك العديد من الاقتراحات لمعالجة هذه الأزمة، على أمل في حال تم العودة إلى طاولة مجلس الوزراء أن يتم على الأقل تخفيف أجواء الاحتقان السياسي والقيام ببعض المقترحات العملية لمعالجة الموضوع الاقتصادي والمالي'.

وأشار قصير إلى أنه 'منذ نشوء لبنان وهو ساحة صراعات في المنطقة بسبب وجود أفرقاء لبنانيين لهم علاقة بقوى خارجية أو لديهم أفكار وطروحات تتعدى الواقع اللبناني، هذه المشكلة مرتبطة بأصل نشوء كيان لبنان وعلاقة الطوائف اللبنانية ببعض القوى الخارجية'.

كما أوضح أنه 'اليوم نحن بحاجة لإعادة تجديد المعنى بلبنان كوطن مستقل وأن يكون اللبنانيين مؤمنين بهذا الوطن، وأن نوقف الدور الخارجي وهذا لا يتم إلا من خلال إعادة بناء الدولة القوية والعادلة ووضع أسس جديدة على مستوى قوانين الأحزاب وإعادة ترتيب العلاقة بين اللبنانيين والخارج، وكلما كانت الدولة قوية وقوانين وأنظمة تمنع أي ارتباط بالخارج يخفف من تحول لبنان إلى ساحة للصراع وهذا بحاجة إلى حوار وطني جديد في هذه المرحلة من أجل إبعاد لبنان عن الصراعات الخارجية'.

WhatsApp
Telegram