في مفارقة لم تحدث في دولة عربية من قبل قدم 98 مرشحًا ، بينهم امرأتان ، أوراقهم للترشح في أول انتخابات رئاسية مباشرة في ليبيا مع انتهاء التقديم يوم الثلاثاء.
ووفقا لتصريحات صحفية قال عماد السايح رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ، الثلاثاء ، في مؤتمر صحفي في طرابلس ، إن 98 شخصا تقدموا بطلبات للترشح للرئاسة ، وسيتم نشر قائمة أولية بالمرشحين في غضون يومين. وحيث يمكن وصف ليبيا بأنها بلد العجائب السياسية التي لا تعرف نهاية لهذه العجائب أبدا منذ تولي القذافي السلطة في البلاد ثم سقوطه وحتى اليوم .
أول انتخابات رئاسية بالاقتراع المباشر في تاريخ ليبيا
وبحسب القانون الصادر عن مجلس النواب الليبي ، سيتم انتخاب الرئيس في نهاية شهر كانون الأول (ديسمبر) بالاقتراع السري العام المباشر لأول مرة في تاريخ ليبيا ، بينما يُنتخب البرلمان بعد شهر من الانتخابات الرئاسية.
ووفقا لمحمود خلف الله ، المحلل السياسي الليبي ، فإن العدد القياسي لمرشحي الرئاسة متوقع ، بالنظر إلى التجربة الديمقراطية الجديدة في ليبيا. وقال خلف الله في تصريحات إعلامية أن 'الجميع يعتقد أنه بإمكانهم أن يكونوا رئيسًا للبلاد ، خاصة في ظل غياب مرشح حقيقي واحد يمكنه أن يضمن الفوز بالرئاسة'. وأضاف خلف الله: 'لا يوجد سياسيون أو شخصيات في ليبيا ذات خبرة طويلة في هذا المجال. وهذا ما جعل حتى من ليس لديهم تاريخ سياسي يؤمنون بفرصتهم للفوز بالأصوات'.
مناورات سياسية من عشرات المرشحين للحصول على مناصب
لكن خلف الله أشار في نفس الوقت إلى أن بعض المرشحين يخوضون انتخابات الرئاسة كمناورة سياسية في محاولة للحصول على منصب في السلطة المنتخبة خلال الأسابيع المقبلة. واضاف ان 'بعض الافراد يريدون تسميتهم بالمرشح الرئاسي ، وبعضهم دفعته الاحزاب السياسية ليكون بديلا عن الشخصية المعروفة التي قد تكون خارج السباق الانتخابي ، وبالتالي فإن عدد المرشحين للرئاسة كبير'. ومن أبرز المرشحين الرئاسيين سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الراحل معمر القذافي وخليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب وعبد الحميد دبيبة رئيس الوزراء الحالي. وفتحي باشاغا وزير الداخلية الليبي السابق
خليفة حفتر وسيف القذافي ... حسابات القبائل في الشرق والجنوب
ووفقا لتقارير مراقبين من الداخل الليبي فإن ترشيح كل من خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي للمنصب الرفيع سوف يضعف فرص كل منهما في الاستحواذ على أصوات قطاع كبير من الشعب الليبي يبدو أنه يشعر بافتقاد نظام القذافي السابق الذي كان يضمن للمواطنين الأمن والغذاء والوظائف والضمان الاجتماعي. ويعتمد خليفة حفتر على القبائل الموالية له في الشرق وفي الجنوب الليبي، بينما يعتمد سيف القذافي على دعم قبيلتي الزنتان والقذاذفة، ولكن يبدو أن فتحي باشاغا سوف يكون المستفيد الوحيد من تفتيت كتلة الأصوات بين كل من حفتر والقذافي وحيث يعتمد باشاغا على تأييد كتلة مصراتة التي تحتفظ لنفسها بجيش صغير مستقل مزود بأسلحة حديثة وطائرات مقاتلة من طراز ميج التي استولت عليها ميلشيات مصراتة من الجيش العربي الليبي بسبب الفوضى التي سادت في البلاد. وحيث حرص باشاغا على هذه القوات الجوية المستقلة التي تأتمر بأمره بالنظر لخبرته السابقة كطيار مقاتل في الجيش الليبي قبل سقوط القذافي.
على زيدان وعبد الحميد دبيبة مرشحا الغرب ورجال الأعمال
ويبدو على زيدان هو المرشح الأكثر قربا من التيار الليبرالي الموالي للغرب في ليبيا ولكنه تيار ضعيف لا يستند لتحالفات قبلية، بينما يعتبر رئيس وزراء حكومة التوافق الليبية عبد الحميد دبيبة عن كتلة رجال الأعمال المرتبطين بالغرب والذين يحتفظون في نفس الوقت بعلاقات طيبة مع العواصم العربية وخاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن مع ذلك فقد تسفر الانتخابات الرئاسية عن جولة إعادة من المحتمل بشكل كبير أن يكون سيف الإسلام وفتحي باشاغا هم المتنافسين في المرحلة النهائية منها .