في خطوات لافتة ومدهشة، يبدو أن هناك بوادر تقارب مريب بين بعض المدارس من الحركة السلفية وبين الحركة الصهيونية.
تأكد هذا التقارب المريب بعد أن صوّت أعضاء الكنيست المحسوبين على ما يسمى بالحركة الإسلامية في إسرائيل ضد فتح قنصلية أمريكية في القدس الشرقية، والتي تتمايز عن مبنى السفارة الأمريكية في القدس الغربية بما يعطي اعتراف من جانب الولايات المتحدة بأن القدس الشرقية هى عاصمة دولة فلسطين المستقلة في المستقبل.
ولبى أعضاء الحركة الإسلامية في إسرائيل مطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وصوتت بجانب الأحزاب الدينية والصهيونية في الكنيست برفض فتح قنصلية أمريكية مستقلة في القدس الشرقية، بينما كانت الأحزاب اليسارية الإسرائيلية الأقرب للمطالب الفلسطينية وصوتت لصالح فتح هذه القنصلية.
فتوى الشيخ علي الحلبي بعدم جواز مقاومة الجيش الإسرائيلي
وفي سياق متصل، جاء تكرار مشاهد التحالف لـلحركة السلفية مع الصهيونية ذات مفارقة كبرى تستحق أن ندق الأجراس لخطورتها وآثارها الكارثية على وعد الأمة، بدأ هذا التقارب المريب بفتوح الشيخ على الحلبي شيخ السلفية 'العلمية' في الأردن، التي أفتى من خلالها بحرمة الاعتداء على الإسرائيليين، جنودا ومستوطنين عادّا ذلك من 'الغدر المحرم'.
وقال الحلبي في فتواه: 'واحد مأمن عليك، وبيعطيك كهرباء وماء، ويمرر لك الفلوس، وتشتغل عنده، وتأخذ ماله، وتغدره، حتى لو كان يهوديا؟'، على حد تعبير الحلبي باللهجة الدارجة، مضيفًا: 'هذا القتل يجوز عند المواجهة، عند الحرب المعلنة، أما أنت مأمنه وهو مأمنك ثم تغدره، وتقلته، هذا لا يجوز'، وسأله سائل آخر: 'هذا يا شيخ بالنسبة للمواطنين، ماذا بالنسبة للجنود الذين يحملون السلاح في الشوارع'، فأجاب الحلبي: “الجواب نفسه، الآن بدي أسألك سؤال: هل هذا الجندي الحامل للسلاح في الشارع يقتل كل مسلم يراه؟، فرد السائل: لا”.. وفي جوابه على سؤال “هل صحيح أنهم لا يعتدون (أي الجنود الإسرائيليين) إلا إذا أُعتدي عليهم”؟ أجاب الحلبي: “أنا لم أعش في فلسطين، ولكن هذا ما يخبرنا به الأخوة، إخواننا في فلسطين يقولون: إن من لم يعتدِ على اليهود لا يعتدون عليه”.
تحالف منصور عباس مع حزب يتمسك بشعار من النيل للفرات أرضك يا إسرائيل
أما بشأن ثاني تقارب بين الحركة الصهيونية وبين مدارس من الحركة السلفية الائتلاف بين ما يسمى بالقائمة العربية الموحدة برئاسة بزعامة منصور عباس، وهو أحد قيادات تنظيم الإخوان المسلمين داخل ما يعرف بالخط الأخضر وبين نفتالي بينيت لتشكيل حكومة ائتلافية بالرغم من أن نفتالي بينيت هو واحد من أكثر الأصوات عنصرية ضد العرب ولا يخفي تبني سياسة توسعية في الأراضي العربية وهو من القلائل بين الساسة الإسرائيليين الذي لا يزال حزبه وهو نفسه يعلن تمسكه بشعار 'من النيل للفرات أرضك يا إسرائيل'.
وكانت المفارقة الأكبر هى أن منصور عباس نفسه يلقي خطاب في الكينست الإسرائيل، مؤكدا على يهودية الدولة الإسرائيلية وسط تصفيق غير مسبوق لعضو عربي من جانب باقي أعضاء الكنيست من اليهود.