تواجه اليابان ظاهر غريبة تتمثل في عزوف فئة من أفراده عن الحياة العامة فيما يطلق عليه باليابانية 'هيكيكوموري'، التي تعني 'العزلة' أو 'الانسحاب من المجتمع'.
ونشر موقع 'اليابان بالعربي' تقريرا عن تلك الظاهرة، التي تشير تقديرات حكومية إلى أن عدد من يعانون منها نحو 1.1 مليون شخص، بينما تشير تقديرات خبراء إلى أن الرقم ربما يصل إلى 10 ملايين شخص.
ويقول الطبيب النفسي الياباني سايتو تاماكي، الذي يدرس هذه الظاهرة منذ عقود، إنه وفقا للتقديرات الحكومية فإن أعمار من يعانون من 'هيكيكوموري' تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما.
وتابع: 'إذا استمر نمو هذه الظاهرة دون علاج فإنه من المتوقع أن يصل عدد من يعانون من العزلة في اليابان إلى 10 ملايين شخص'، مشيرا إلى أنهم لن يكونوا في أزمة بشأن احتياجاتهم المعيشية على غرار المشردين.
ورغم وجود تفسيرات تقول إن السبب في هذه الظاهر هو خوف هؤلاء الأشخاص من السلوك الإجرامي الذين يرونه في المجتمع مثل عمليات اختطاف أو طعن أو أي سلوك إجرامي آخر ينتشر في المجتمع، إلا أن الخبير النفسي الياباني يرى أن الرابط بين هذه الأمور والانعزال ضئيل.
ولفت إلى أنه يتم تعريف 'هيكيكوموري' وفقا لوزارة الصحة اليابانية بأنه الشخص الذي ينعزل عن المجتمع لفترة تتجاوز 6 أشهر، مع إعالة نفسه بذاته، بينما لا يكون السبب في ذلك هو المرض العقلي.
ويقول الخبير النفسي الياباني: 'الهيكيكوموري أشخاص شرفاء ومحترمون يجدون أنفسهم في موقف صعب بسبب عدم وجود وظائف منتظمة أو الإجبار على ترك العمل'.
وقال الطبيب النفسي الياباني سايتو تاماكي: 'إنه ليس مجتمعا سهلا للعيش فيه'.
وتابع: 'لا يزال هناك نقص في احترام الأفراد خاصة أولئك الذين لا يفيدون المجتمع أو أسرهم'، مشيرا إلى أنه يتم النظر إليهم على أنهم لا قيمة لهم'.
وأضاف: 'عندما يسمع الهيكيكوموري حديث الحكومة حول ما يطلق عليه 'المشاركة الديناميكية لجميع المواطنين' يفكرون في أن عدم قدرتهم على المشاركة تجعلهم بلا قيمة ويصبحوا في وضع نفسي صعب'.