اعلان

ألمانيا تلتزم الحذر في علاقتها مع أمريكا رغم التقارب بينهما

ألمانيا تلتزم الحذر في علاقتها مع أمريكا
ألمانيا تلتزم الحذر في علاقتها مع أمريكا
كتب : وكالات

رأت مجلة "فورين أفيرز"، الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن ألمانيا لا تزال تلتزم الحذر في علاقاتها مع الولايات المتحدة، رغم التقارب بينهما بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأشارت المجلة، إلى أن ألمانيا تخشى أن يعود التوتر في العلاقات بين البلدين في حال أعيد انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2024، والذي كان سببا في التباعد بينهما.

ولفتت المجلة، في تقريرها، إلى أن الحرب في أوكرانيا أحدثت تحولًا جذريًا في السياسة الخارجية الألمانية، وبعد عقود من تقليص التزاماتها الدفاعية وتوسيع علاقاتها التجارية مع موسكو، تعهدت برلين فجأة بتكثيف الإنفاق الدفاعي وتحديث جيشها، وتقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا، وتقليل اعتمادها في مجال الطاقة على روسيا.

واعتبرت أن تحول ألمانيا جاء بمثابة أخبار سارة في واشنطن خاصة وأنها – على مدى سنوات – حثت الولايات المتحدة برلين على تحمل المزيد من عبء الأمن الجماعي".

وذكرت أن كلاً من ترامب والرئيس جو بايدن دفعا برلين للتخلي عن ”نورد ستريم 2″، وهو خط أنابيب غاز مخطط بقيمة 11 مليار دولار بين ألمانيا وروسيا، قبل أن تتوصل إدارة بايدن إلى اتفاق مع ألمانيا الصيف الماضي يسمح بالمضي قدمًا في المشروع دون فرض عقوبات أمريكية على أي من البلدين.

وأوضحت المجلة، أن الغزو الروسي لأوكرانيا لم يدفع فقط واشنطن وبرلين للتوصل إلى اتفاق بشأن ”نورد ستريم 2″ والذي تم إيقافه الآن مؤقتًا، ولكنه أدى أيضًا لإزالة بعض من انعدام الثقة الباقي من سنوات ترامب“.

وقالت المجلة" "والآن أصبحت واشنطن وبرلين أكثر ترابطا حول كيفية التعامل مع روسيا، وهما في وضع أفضل للتعاون في مواجهة التحديات الرئيسية الأخرى، بما في ذلك التهديد الذي يلوح في الأفق الذي تشكله الصين".

وأضافت: "لكن الخوف من عودة الولايات المتحدة إلى سياسة ترامب في عام 2024 لا يزال مستمراً في ألمانيا، ما يجعل قادة البلاد حذرين من الاعتماد على الولايات المتحدة… لذلك، يجب على البلدين الاستثمار في جهود من أجل جعل شراكتهما قوية بما يكفي لتدوم حتى بعد انتهاء فترة رئاسة بايدن بغض النظر عمن يخلفه".

ووفقًا للمجلة، فإن قلة من الدول الأوروبية رسخت سياساتها الخارجية بنفس الحزم الذي اتبعته ألمانيا على مدى العقود السبعة الماضية، والتزام برلين بالتكامل الأوروبي والتعاون عبر الأطلسي دعم بقوة الصعود الاقتصادي لألمانيا، ما مكنها من أن تصبح رابع أكبر اقتصاد في العالم والزعيم الاقتصادي لأوروبا.

تدهور العلاقات

ورأت أنه "لم يكن مفاجئًا، إذ إن العلاقات الأمريكية مع ألمانيا عانت خلال رئاسة ترامب“، مضيفة أن ”الحكومة الألمانية حاولت الدفاع عن المنظمات الدولية من هجمات ترامب، حتى إنها تعاونت مع فرنسا في عام 2019 لإطلاق التحالف من أجل التعددية، وهي شبكة من 88 دولة ملتزمة بحماية الاتفاقيات والمؤسسات الدولية“.

وقالت المجلة: "لهذه الأسباب، تسبب فوز بايدن في عام 2020 بتنفس الصعداء بشكل خاص في برلين.. وبعد فترة وجيزة من توليه منصبه، عاد بايدن لاتفاقية باريس للمناخ وانخرط من جديد مع منظمة الصحة العالمية“، مضيفة أنه (بايدن) تعهد أيضا بمبلغ 4 مليارات دولار للمبادرة العالمية للقاح ”كورونا“ وأعلن عن خطط لقمة الديمقراطية.

ولفتت المجلة إلى أنه "لم يكن هناك تحسن في كل جوانب العلاقة بين الولايات المتحدة وألمانيا بين عشية وضحاها وأنه لعقود من الزمان، سمح ”الناتو“ لألمانيا بخفض نفقات الدفاع بشكل كبير وللاتحاد الأوروبي بالبقاء بعيدًا عن الدفاع تمامًا“.

وأكدت المجلة، أنه رغم أن بايدن لم يتنمر على ألمانيا لزيادة ميزانيتها، كما فعل ترامب، وألغى الانسحاب المخطط للقوات الأمريكية من القواعد في ألمانيا، أوضحت إدارته في وقت مبكر أنها تريد أن تلعب برلين دورًا أكبر في الدفاع الجماعي".

وقالت: "ولكن قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، أشارت حكومة شولتز إلى أنها لن تفي بالتزامات الإنفاق الألمانية في الناتو بحلول عام 2024“.

وتابعت: "في البداية، قاومت حكومة شولتز إجراءات مثل العقوبات التي كان يمكن أن تردع روسيا أو التي من شأنها أن تعزز أوكرانيا، بما في ذلك تسليم الأسلحة.. وأثار هذا التردد انتقادات من واشنطن ومن عواصم أوروبا الشرقية، ولكن بمجرد أن بدا هجوم روسي وشيكًا، غيرت الحكومة الألمانية سياستها الخارجية بشكل جذري".

واعتبر التقرير أن تحول ألمانيا يعني أن الولايات المتحدة سيكون لها شريك أوروبي أقوى في الدفاع، مشيرة أن برلين لا تزال ملتزمة تمامًا بالتحالف عبر الأطلسي وأنه كما أكد قرارها الأسبوع الماضي بشراء طائرات مقاتلة أمريكية من طراز "أف-35" فهي ملتزمة بالمشاركة في الردع النووي".

واختمت تقريرها بالقول: "ستلعب ألمانيا أيضًا دورًا أساسيًا في تعزيز التعاون الدفاعي الأوروبي، والذي حقق قفزة إلى الأمام هذا الأسبوع باعتماد البوصلة الاستراتيجية، وخطة العمل لتعزيز التعاون الدفاعي الأوروبي بالتنسيق مع الناتو“.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً