فيما تتواصل العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، وسط تعثر المفاوضات بين البلدين، أعلنت روسيا اليوم الأربعاء، أنها لم تعد تثق بالمفاوضين الأوكران، وقالت المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، إن موسكو فقدت الثقة بالمسؤولين الأوكرانيين.
كما وصفت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتابع وغير المستقل، الذي ينفذ أوامر أميركا وحلف شمال الأطلسي، واعتبرت أن واشنطن والناتو يديران العمليات في أوكرانيا وليس زيلينسكي.
هرج ومرج
إلى ذلك، أوضحت أن بلادها وافقت على استئناف التفاوض من أجل التوصل إلى حل، إثر طلب من كييف، لكنه بعد ذلك بدأ "الهرج والمرج والسيرك"، وفق تعبيرها، في إشارة إلى تهرب الجانب الأوكراني.
وقالت معلقة على تصرفات الوفد الأوكراني المفاوض: "تارة يأتون، وطوراً يمتنعون، وأحيانا يشاركون ثم يرفضون"، إلى ذلك، اعتبرت أن "النظام في كييف ليس مستقلا، بل خاضع للرقابة"، متهمة إياه باستخدام المفاوضات لتشتيت الانتباه وتضييع الوقت.
واشنطن والناتو
كذلك، جددت المتحدثة انتقاداتها لأميركا والناتو، معتبرة أنهما يديران العملية بطريقة أو بأخرى، وأكدت أن رئيس أوكرانيا لا يسيطر على الوضع في البلاد، معتبرة أنه يقول اليوم شيئا وغداً شيئا آخر.
أكثر صعوبة وتعقيدا
أتت تلك التصريحات بعد أن أعلن مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، أمس، استحالة تحديد موعد للجولة المقبلة من المحادثات المباشرة بين الجانبين، معتبرا أن هذا التفاوض مع روسيا من أجل وقف النزاع بات أكثر صعوبة وتعقيدا.
وقال عضو الوفد التفاوضي إن الأحداث في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة منذ أسابيع، والتي باتت في قبضة القوات الروسية بشكل شبه كامل، "زادت المفاوضات تعقيدا".
كما اعتبر أن موسكو تراهن على المرحلة الثانية من عمليتها العسكرية في الشرق الأوكراني، من أجل تقوية موقفها التفاوضي.
شروط متبادلة
يذكر أنه منذ الأيام الأولى لانطلاق العملية العسكرية الروسية على أراضي الجارة الغربية في 24 فبراير الماضي، بدأت المحادثات بين الطرفين، وعقدت عدة جولات سواء مباشرة أو عبر الإنترنت، من أجل التوصل لحل يرسي السلام بين البلدين، إلا أن أيا من تلك الاجتماعات لم تصل إلى نتائج سياسية بعد.
ففيما تتمسك موسكو بحيادية الجارة الغربية، ووقف مساعيها للانضمام إلى الناتو، فضلا عن تجريدها من السلاح المهدد لأمنها، تطالب كييف بضمانات دولية متعددة من أجل وقف أي هجوم روسي مستقبلي على أراضيها،كما ترفض التخلي عن سيادتها على مناطق شرقي البلاد، أو الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وقد أدت التطورات العسكرية الميدانية مؤخراً إلى عرقلة تلك الجولات التفاوضية ووقفها، لاسيما بعد العمليات المتسارعة في ماريوبول وشرقي البلاد.