موجة حر شديدة تضرب الشرق الأوسط.. ماهي أكثر البلدان تأثراً بالمنخفض الهندي؟

حالة الطقس
حالة الطقس
كتب : وكالات

تشهد بعض بلدان الشرق الأوسط خلال الأيام القادمة ارتفاعاً قياسياً في درجات الحرارة، بسبب منخفض الهند الموسمي، الذي يمر بالبحر المتوسط ويتسبب في ارتفاع درجات الحرارة في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق وإيران، كما يمتد تأثيره إلى مصر.

ما هي الدول المتأثرة؟

وتُشير آخر مخرجات أنظمة المُحاكاة الحاسوبية الخاصة بدرجات الحرارة، بتأثر الأجزاء الشرقية من شبه الجزيرة العربية بأول موجة حارة تترافق بدرجات حرارة تتخطى الـ 50 مئوية خلال الأيام القادمة، وذلك في أجزاء من العراق والكويت و السعودية.

وتشير التوقعات إلى أنّ جمهورية العراق ستكون واحدة من الدول الأكثر تأثراً بهذه الموجة الحارة؛ إذ يتوقع أن ترتفع درجات الحرارة اعتباراً من يوم الأحد في البصرة والأجزاء الجنوبية من العراق لتتخطى حاجز الـ 50 درجة مئوية، وحول 48 مئوية في بغداد، ويكون الطقس شديد الحرارة، خاصة في فترات الظهيرة والعصر، وفق ما أورده موقع "طقس العرب" المتخصص.

كما ستكون دولة الكويت هي الأخرى تحت التأثير المباشر للكتلة الهوائية ذات الحرارة الشديدة، ويُتوقع أن تُسجل معظم مناطق الكويت الداخلية في غرب وشمال البلاد درجات حرارة مرتفعة.

أما في السعودية فيُتوقع أن ترتفع درجات الحرارة مطلع الأسبوع بشكل كبير في القيصومة وحفر الباطن؛ إذ يُتوقع أن تسجل هذه المناطق درجات حرارة تقترب من الـ 48 درجة مئوية، وقد تلامس 50 مئوية في النعيرية وبعض والأجزاء الداخلية من شمال المنطقة الشرقية.

كما توقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، في منشور على صفحتها بموقع "فيسبوك" أن يمتد تأثير منخفض الهند الموسمي إلى مصر.

وقالت الهيئة في منشورها: "المنخفض سيسبب موجة حر قوية في مصر، لكنها ستكون أقل حدة مقارنة بجيرانها".

وأوضحت الأرصاد أنه من المتوقع أن تسجل القاهرة خلال الفترة القادمة درجات حرارة مرتفعة.

يُعرف خبراء الأرصاد الجوية منخفض الهند الموسمي بكتلة هوائية شديدة الحرارة قادمة من الهند، وتمر على شبه الجزيرة العربية ودول الخليج العربي، وتسبب ارتفاعاً حاداً في درجات الحرارة في العديد من الدول

وتتأثر مصر بمنخفض الهند الموسمي بدرجة أقل من البلدان المجاورة، ويرجع هذا الأمر إلى عدة أسباب، أبرزها الموقع الجغرافي لمصر.

كما حذرت الأرصاد الجوية السّورية، اليوم الثلاثاء، من ارتفاع كبير في درجات الحرارة ستشهده مناطق دير الزّور والحسكة، وستبلغ ذروتها يومي الخميس والجمعة.

وقالت الأرصاد الجوية على صفحتها في موقع "فيسبوك"، إنّ موجة حر لاهبة ستؤثر على المناطق الشّرقية وعموم الجّزيرة والبادية بشكل مؤكد، ولن تكون باقي مناطق سوريا خارج تأثير هذه الموجة.

ولم يسبق أنّ تأثرت سوريا بهكذا موجة عنيفة، في مثل هذه الفترة من السّنة؛ إذ ستصبح الحرارة أعلى من معدلاتها بحوالي 12 درجة مئوية، وفق الأرصاد الجوية.

وأشارت الأرصاد إلى أنّ درجات الحرارة في مناطق دير الزّور ستكون بين 46-49 درجة مئوية تحت الظّل نهاراً و27 درجة مئوية ليلاً.

ما هو المنخفض الهندي؟

يُعرف علماء الطقس وخبراء الأرصاد الجوية منخفض الهند الموسمي بـ "كتلة هوائية شديدة الحرارة" قادمة من الهند، وتمر على شبه الجزيرة العربية ودول الخليج العربي، وتسبب ارتفاعاً حاداً في درجات الحرارة في العديد من الدول الآسيوية والإفريقية والأوروبية.

وينتج منخفض الهند الموسمي من شدة الإشعاع الشمسي الحاد الذي يعمل على تسخين الهواء فوق الأراضي اليابسة، في حين تبقى المسطحات المائية المجاورة باردة بشكل واضح وملموس، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض كثافة الهواء في المناطق اليابسة، مع انخفاض قيمة الضغط الجوي السطحية، وفي النهاية يتشكل منخفض الهند الموسمي.

ويدفع المنخفض الموسمي الرياح الموسمية الرطبة إلى أجزاء واسعة من الهند، ويتسبب في هطول كميات غزيرة جداً من الأمطار، وفي الوقت نفسه يسهم في اندفاع رياح جافة وحارة جداً نحو منطقة الجزيرة العربية يطلق عليها اسم "رياح البوارح"، وفق ما أورده موقع "الاتحاد".

وفي الوقت الذي يجذب فيه منخفض الهند الموسمي الرياح الموسمية المعروفة بـ "رياح المونسون" إلى الهند وجنوب شرق آسيا، فهو من ناحية أخرى يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق، وقد تتجاوز درجة الحرارة في العراق وغرب إيران الـ 50 درجة مئوية خلال أغلب فترات الصيف.

كما يتسبب منخفض الهند الموسمي في تعرض مصر لموجات حارة جداً، ويسبب أيضاً موجات الحارة في مناطق شرق المتوسط وتركيا وأجزاء من القارة الأوروبية، خاصة الجنوبية والشرقية، وعادة ما يسجل منخفض الهند الموسمي قيم ضغط جوي منخفضة قد تصل خلال شهر (يوليو) إلى أدنى من 995 ملليبار.

يتشكل منخفض الهند الموسمي فوق الهند وجنوب شبه الجزيرة العربية خلال شهر أبريل من كل عام، ومع مرور الوقت تزداد تأثيراته على الطقس لا سيما في شهري (يونيو)، (يوليو)، وخلال هذه الفترة يسيطر على مساحة واسعة من شبه الجزيرة العربية والهند وشمال بحر العرب وتركيا، وفي شهر (أغسطس) تزداد مساحة تأثيره أكثر وأكثر حتى تشمل بعض المناطق في شمال القارة الإفريقية والقارة الأوروبية وأجزاء من قارة آسيا.

العراق واحد من الدول الأكثر تأثراً بهذه الموجة الحارة؛ إذ يتوقع أن ترتفع درجات الحرارة اعتباراً من يوم الأحد في البصرة والأجزاء الجنوبية من العراق لتتخطى حاجز الـ 50 درجة مئوية

واعتباراً من شهر (سبتمبر) من كل عام، يبدأ منخفض الهند الموسمي يضعف، ويقل تأثيره، ويفقد مراكزه في شمال أفريقيا وأوروبا وسيبيريا، وفي شهر تشرين الأول (أكتوبر) يزداد أكثر وأكثر حتى يختفي ويتلاشى تماماً، وحينها تنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ.

4 مراكز

ينقسم منخفض الهند الموسمي إلى 4 مراكز أو أجزاء رئيسة، وهي: المركز الأول يتواجد في شمال الهند، والمركز الثاني يتواجد في صحراء الربع الخالي، ويطلق عليه اسم "المنخفض الحراري العربي"، والمركز الثالث يتواجد في العراق والكويت ويطلق عليه اسم "مركز الجزيرة العربية"، والمركز الرابع يتواجد في منطقة الجوف وأحياناً أخرى في شرق الأردن، ويطلق عليه اسم "المنخفض الحراري السعودي".

كما تتواجد مراكز أخرى فرعية لمنخفض الهند الموسمي في السودان وتركيا وسيبيريا وأجزاء من القارة الأوروبية.

ويتسبب منخفض الهند الموسمي في تشكيل كتلة هوائية شديدة الحرارة، وعند مرور هذه الكتلة على البحر الأبيض المتوسط تنخفض درجة حرارتها، ولكنها تحمل كميات كبيرة من بخار الماء، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع كبير في نسب الرطوبة، وقد تتجاوز نسبة الرطوبة الـ 90%، مما يزيد الإحساس بدرجات الحرارة، ويسبب التعرق الشديد.

كيف تتجنب تأثير المنخفض الهندي؟

وينبه "طقس العرب" من هذا الارتفاع الكبير والهائل على درجات الحرارة، والتي من شأنها أن ترفع من احتمالية الإصابة بضربات الشمس وحالات الإجهاد الحراري.

وينصح الموقع المتخصص، الجميع بضرورة اتباع الإرشادات التالية:

- عدم التعرض المباشر والطويل لأشعة الشمس.

- شرب كميات كبيرة من المياه لترطيب الجسم وتعويض نقص السوائل.

- عدم ترك الأطفال داخل المركبات لما يشكله ذلك من خطورة على حياتهم.

- عدم ترك مواد قابلة للانفجار داخل المركبات مثل أجهزة الشحن المتنقلة أو الهواتف المحمولة أو العطور وملطفات الجو.

يذكر أنّ صندوق النقد الدولي، قد دق ناقوس الخطر قبل أيام محذراً من أزمة مناخية يعانيها الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنّ درجات الحرارة قد ارتفعت في المنطقة إلى 1.5 درجة مئوية منذ عام 1990، وهذا أكثر من ضعف المتوسط العالمي.

ستكون دولة الكويت أيضاً تحت التأثير المباشر للكتلة الهوائية ذات الحرارة الشديدة، ويُتوقع أن تُسجل معظم مناطق الكويت الداخلية في غرب وشمال البلاد درجات حرارة مرتفعة

ووفقاً لتقرير الصندوق الدولي، يشكّل الشرق الأوسط مع آسيا الوسطى الـ50 دولة الأكثر تعرضاً لموجات الحرارة الشديدة، ومن المتوقع أن تزيد درجات الحرارة خلال السنوات القادمة.

وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت عام 2019 أن موجات الحر الطويلة التي سيشهدها العالم خلال السنوات القادمة ستقضي على التقدم الذي حدث في العديد من مجالات التنمية خلال الـ50 عاماً الماضية، وعلى رأسها مجالَي الصحة والقضاء على الفقر، بحسب ما نشر في موقع "National interest".

ويقول تقرير صندوق النقد الدولي، إنّ أكثر البلاد تضرراً في منطقة الشرق الأوسط، هي المناطق الأكثر حرارة بالفعل، وهي بلدان؛ البحرين وجيبوتي والإمارات العربية المتحدة وموريتانيا وقطر، مشيراً إلى أنّ النمو الاقتصادي في هذه البلدان من المتوقع أن ينخفض بواقع درجتين مئويتين مقابل كل درجة مئوية زيادة في درجات الحرارة.

WhatsApp
Telegram