أفاد تقرير إخباري أمريكي، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ربما يقترح التفاوض على وقف لإطلاق النار، ولكن بعد السيطرة على إقليم دونباس الأوكراني بشكل كامل.
وذكر التقرير الذي نشرته شبكة ”سي إن بي سي“ الأمريكية، أنه ”في ظل سيطرة القوات الروسية على إقليم لوغانسك، فإن بوتين ربما يركّز الآن على السيطرة على كامل إقليم دونباس شرق أوكرانيا، قبل أن يقترح إبرام اتفاق هدنة مع أوكرانيا“.
ونقلت الشبكة عن فيكتور أبراموفيتز، الخبير العسكري ومحلل الشؤون الدفاعية، والذي يعمل لدى مؤسسة ”Ostoya Consulting“ التي تقدّم استشارات في مجال الدفاع، قوله: ”ربما يعرض بوتين فكرة الهدنة، كي يمنح نفسه فرصة التقاط الأنفاس وتعزيز قواته، بعد المكاسب التي حققها حتى الآن“.
وأشارت إلى أن ”بوتين توجّه بالتهنئة إلى قواته بعد تحرير إقليم لوغانسك، عقب أسابيع من القتال الشرس، الذي أوقع عددا كبيرا من الضحايا على الجانبين الروسي والأوكراني، حيث تعرض قطاع واسع من البنية التحتية والمباني السكنية في الإقليم إلى التسوية بالأرض، مع وجود تقارير بسقوط قتلى على نطاق واسع“.
وقال مسؤولون محليون إن القوات الروسية تركز الآن على السيطرة على إقليم دونتسيك، في دونباس، والذي يتعرض لوابل مكثف من القصف.
ووفق التقرير فإنه ”ورغم أن الحملة العسكرية في أوكرانيا لم تمض كما كانت تريدها موسكو، فإن روسيا تبدو الآن متأكدة من تحقيق كل أهدافها المحدودة في دونباس، وفي حالة قيام بوتين بتقديم عرض الهدنة، فإن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي سيكون في موقف صعب للغاية“.
وأردف فيكتور أبراموفيتز: ”لا يوجد سبب معين للاعتقاد بأن قبول عرض الهدنة الروسية المحتمل سيؤدي إلى سلام دائم، حيث سيمنح وقف إطلاق النار الفرصة أمام روسيا لتعزيز قواتها ومعاودة الهجوم في المستقبل“.
وأشار إلى أن ”رفض زيلينسكي لعرض الهدنة الروسي يمكن أن يهدده بفقد بعض الدعم الغربي الذي يعتمد عليه، مؤكدا أن الاختيار يمكن أن يكون مفروضا عليه في هذه الحالة، وسوف يعتمد قبول زيلينسكي لوقف إطلاق النار على حجم الدعم العسكري والمالي الذي يمكنه الحصول عليه من الغرب“.
وبحسب الخبير في الشؤون الدفاعية، فإن الدعم الغربي سوف يستمر لفترة تتراوح بين 6 أشهر وعام، حيث سيكون لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس، تأثير كبير على حجم الدعم الأمريكي لأوكرانيا، وهو الأكبر حتى الآن ماليا وعسكريا، بين الدول الغربية.
وقال إنه ”يجب أن تضع في الاعتبار أن الولايات المتحدة تستطيع التعامل مع آثار الحرب لعقود، في ظل الموارد الهائلة التي تمتلكها، إلا أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا لديها حساباتها الخاصة حول المدى الزمني التي تستطيع من خلاله مواصلة دعم أوكرانيا“.