وافق رئيس الوزراء السريلانكي، رانيل ويكرم سينغه، يوم السبت، على الاستقالة، بينما اقتحم متظاهرون مقر إقامة الرئيس ومكتبه، احتجاجا على أزمة اقتصادية شديدة تعصف بالبلاد.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء، دينوك كولامباج، إن ويكر مسينغه أبلغ قادة الحزب أنه سيستقيل عندما تتفق جميع الأطراف على تشكيل حكومة جديدة.
وجاء قرار رئيس الوزراء بعد أكبر احتجاج تشهده سريلانكا، حيث اخترق عشرات الآلاف الحواجز ودخلوا مقر إقامة الرئيس غوتابايا راجاباكسا ومكتبه القريب للتنفيس عن غضبهم ضد زعيم يعتبرونه مسؤولاً عن أسوأ أزمة اقتصادية ألمت بالبلاد.
وكان قادة الاحزاب السياسية بالبرلمان قد التقوا بعد اقتحام مقر الرئيس وقرروا مطالبة الرئيس ورئيس الوزراء بالاستقالة، بحسب ما كتب النائب المعارض رؤوف حكيم في تغريدة على تويتر.
وأضاف أنه تم الاتفاق بالإجماع على تولي رئيس البرلمان السلطة مؤقتا كرئيس للبلاد، في حال استقال الرئيس الحالي، وأن يعمل بالتعاون مع حكومة انتقالية مؤقتة.
وكان رئيس الوزراء السريلانكي قد أقر بأن بلاده أفسلت، بينما يعاني الملايين من الأشخاص لأجل الحصول على الغذاء وخدمات أخرى حيوية.
وأقر المسؤول السريلانكي في حديث مع نواب البرلمان، بصعوبة المباحثات الجارية مع صندوق النقد الدولي، لأن البلاد تتفاوض باعتبارها دولة مفلسة وليست بصفتها دولة نامية.
وقال رانيل ويكرم سينغه إن بلاده التي يصل عدد سكانها 22 مليون نسمة عليها أن تستعد لوضع أكثر صعوبة وتعقيدا مقارنة بما كان عليه الوضع في السابق.
وتعاني سريلانكا أزمة اقتصادية هي الأشد والأسوأ منذ سبعة عقود بعدما هبط احتياطي النقد إلى مستويات دنيا، فلم تعد البلاد قادرة على استيراد سلع أساسية مثل الوقود والغذاء والدواء.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولها رواد مواقع التواصل، اقتحام محتجين في سريلانكا لمقر إقامة الرئيس غوتابايا راجاباكسا، يوم السبت.
ولم يتضح ما إذا كان راجاباكسا داخل المنزل، لكن لقطات أظهرت مئات الأشخاص داخل المنزل المحصن جيدا وفي ساحاته بالخارج، وبعضهم يغطس في مسبح الحديقة، وآخرون يجلسون على سرير الرئيس.
وتداول رواد مواقع التواصل فيديو لمئات المتظاهرين وهم يركضون إلى مقر إقامة الرئيس وهم يهتفون 'غوتا اذهب إلى المنزل'، منادين الرئيس بلقبه.
ونقلت صحيفة 'واشنطن بوست' عن مسؤولين في الدفاع السريلانكي، لم يجر ذكر اسمهم، أن الرئيس جرى نقله إلى 'موقع آمن' بعدما وردت تقارير عن احتجاجات مرتقبة قرب مقر الرئاسة.
وإثر انتشار المحتجين في العاصمة كولومبو، دعت قوى المعارضة السريلانكية إلى استقالة الرئيس وتشكيل حكومة وحدة تضم كافة الأحزاب.