أبلغ الأمن التونسي خصمين بارزين لجماعة الإخوان في البلاد بوجود تهديد إرهابي جدي يهدد سلامتهما، وقال مصدر أمني لـ"العين الإخبارية" إن الأجهزة الأمنية تلقت معلومات تفيد بوجود تهديدات إرهابية جدية تستهدف السياسي اليساري منجي الرحوي، والمحامية إيمان قزارة عضو لجنة الدفاع عن القياديين اليساريين الراحلين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
وأكد المصدر أن وزارة الداخلية خصصت للرحوي وقزار حماية ومرافقة أمنية بعد تحليلها للمعلومات التي تؤشر على تهدد جدي سلامتهما الجسدية.
من جانبه، أعلن الرحوي النائب اليساري بالبرلمان المنحل بصحة هذه التهديدات قائلا في تدوينة له على حسابه على موقع "فيسبوك": "المعذرة لكل الصديقات والأصدقاء والرفيقات والرفاق عن عدم إمكانية الإيفاء بالتزاماتي معهم وعدم التواصل كذلك نظرا لتواصل التهديدات الإرهابية بشكل جدي.. وكما تم إعلامي بذلك من قبل فرقة مكافحة الإرهاب".
وتابع "تونس ستنتصر في النهاية والوطن بستان يتسع لكل أبنائه الخيرين تتفتح فيه ألف زهرة وزهرة كما قال الشهيد شكري بالعيد"، مضيفا أن 25 يوليو الذكرى الأولى لسقوط حكم الإخوان وحلفائهم.. وأن المسيرة تستمر.
وفي 25 يوليو/تموز من العام الماضي أصدر الرئيس التونسي قيس سعيد قرارا بتجميد عمل البرلمان الإخواني وأقال حكومة هشام المشيشي الموالية للجماعة، قبل أن يصدر قرارات أكثر جذرية في وقت لاحق بحل البرلمان وتعديل دستور وضعه برلمان التنظيم الإرهابي.
والرحوي هو ابن حزب الراحل شكري بلعيد الذي اغتيل في 2013 ويعتبر العديد من اليساريين الرحوي وريث بلعيد في أفكاره السياسية .
وعُرف عن الرحوي مناهضته لحكم الإسلام السياسي والإخوان في تونس ودعا مارس/أذار 2021 إلى "تحرير البلاد من احتلال الإخوان، وإسقاط منظومة الحكم التي تسيطر عليها". كما لم يُخف مساندته لإجراءات رئيس الجمهورية الاستثنائية في 25 يوليو/تموز الماضي قائلا إنها أنهت حقبة تميزت بـ"الدكتاتورية البرلمانية"، في إشارة إلى سيطرة الإخوان وحلفائهم على البرلمان المنحل.
أما إيمان قزارة فهي محامية في لجنة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي وهي من قدمت شكاية ضد جمعية "نماء" ذات الصبغة الإرهابية وبزعيم إخوان تونس راشد الغنوشي في قطب مكافحة الإرهاب بصفته متهما في قضايا إرهابية.
وبدأ القضاء التونسي الأسبوع الماضي التحقيق مع الغنوشي في قضية أموال مجهولة المصدر حصلت عليها شركة "نماء"، وكان المحقق القضائي في القضية قد صرف الغنوشي من مقر التحقيق وقرر استمرار قرار منعه من السفر على أن مثل مجددا للتحقيق خلال الأسبوع الجاري.
وسبق أن قالت إيمان قزارة في تصريحات سابقة لـ"العين الاخبارية إن "الطرف الذي نواجهه (الإخوان) غير سهل، وهو متورط في جرائم ضد الدولة ولا يؤمن بمدنية الدولة، وله جهاز سري يدير به أعماله وخلايا لبث الشائعات، من أجل ضرب خصوم حركة النهضة الإخوانية".
والإثنين الماضي، تعرض مكتب أنور الباصي عضو هيئة الدفاع عن القياديين التونسيين اليساري شكري بلعيد والقومي محمد البراهمي للاقتحام وسرقة وثائق مهمة فيما تحوم الشكوك حول عناصر تنظيم الإخوان.