أوكرانيا تعلن اختراق دفاعات روسية.. وبلينكن في كييف مع مساعدة أمريكية جديدة

زيلينيسكي
زيلينيسكي
كتب : وكالات

أعلن الجيش الأوكراني، اختراق دفاعات روسية واستعادة أراضٍ في مناطق عدة، أبرزها مدينة في شرق البلاد، في وقت وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى كييف تزامنا مع إعلان واشنطن مساعدة عسكرية جديدة بنحو 2.8 مليار دولار.

وفيما تشنّ القوات الأوكرانية، منذ الأسبوع الماضي، هجومًا مضادًا واسعًا، خصوصًا لاستعادة منطقة خيرسون في جنوب البلاد، أعلنت رئاسة الأركان سلسلة نجاحات على جبهات عدة في أنحاء البلاد.

وأحرز التقدم الأكبر في منطقة خاركيف الحدودية مع روسيا في شمال شرق البلاد، حيث تؤكد القوات الأوكرانية أنها اخترقت الدفاعات الروسية بعمق خمسين كلم واستعادت أكثر من عشرين بلدة من القوات الروسية.

وأكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الخميس أنّ قواته استعادت السيطرة على مدينة بالاكليا في منطقة خاركيف (شرق) من القوات الروسية.

وقال زيلينسكي إنّ "الأمور كما ينبغي أن تكون. العلم الأوكراني يرفرف فوق مدينة أوكرانية تم تحريرها، تحت سماء أوكرانيا"، وأرفق رسالته بمقطع مصوّر يظهر جنوداً أوكرانيين يسيرون في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 27 ألف نسمة واحتلها الجيش الروسي بداية مارس.

وفي الجنوب، أكّد الضابط في قيادة الأركان الأوكرانية أوليكسي غروموف أنّه "في بعض الاتجاهات" حقّق الجيش الاوكراني "اختراقا عميقا في الدفاعات العدوة (ضمن مساحة تراوح) بين كيلومترين وعشرات الكيلومترات" بحسب المناطق، وأضاف "تم تحرير عدد من البلدات".

وفي دونباس، سيطر الجنود الأوكرانيون على ما بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات في محيط مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك اللتين لا تزالان تحت السيطرة الاوكرانية، واستعادوا من الروس بلدة أوزيرن، بحسب غروموف.

ولم يتسنَّ في الوقت الراهن التحقّق من مصدر مستقلّ من هذه الإنجازات العسكرية وهي الأكبر بالنسبة لأوكرانيا منذ انسحاب القوات الروسية من محيط كييف أواخر مارس.

وتزامن الإعلان عن هذه الإنجازات العسكرية مع إجراء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارة مفاجئة لكييف هي الثانية له منذ بدء الغزو الروسي، واعدًا بتقديم حزمة مساعدة جديدة.

وقال بلينكن "نشهد تقدما واضحا وفعليا على الأرض، خصوصًا في المنطقة المحيطة بخيرسون (جنوب) وأيضًا تطوّرات مثيرة للاهتمام في الشرق في دونباس".

واعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي عقب اجتماع مع حلفاء أوكرانيا عُقد في قاعدة رامشتاين الأميركية في ألمانيا وخُصص لتنسيق المساعدة العسكرية لكييف، أن تقدم الهجوم المضاد الأوكراني "منتظم".

إلا أنّ روسيا لم تعلّق على الأمر.

وبعدما التقى الرئيس زيلينكسي ونظيره دميترو كوليبا، وعد بلينكن بأن تقدّم الولايات المتحدة الدعم لأوكرانيا "حتى يتوقّف العدوان (الروسي) وتصبح أوكرانيا كاملة السيادة".

ووصف زيلينكسي هذه المساعدة بأنّها "مؤشّر مهمّ جدًا" يعطي "ضمانا أنّ بإمكاننا استعادة أراضينا".

وأضاف بلينكن الذي جاء ليبحث حزمة مساعدة جديدة لكييف و18 دولة مجاورة بقيمة 2.8 مليار دولار، "ما نراه هو الثمن الذي ينبغي على روسيا دفعه وهو هائل بالفعل، وسيصبح باهظًا أكثر فأكثر".

وضمن هذا المبلغ، مساعدة مباشرة لكييف بقيمة 675 مليون دولار ستُرسل بشكل شحنات أسلحة وذخائر وأنظمة مدفعية من طراز "هيمارس" سبق أن سمحت لكييف بضرب خطوط الإمدادات الروسية الواقعة على مسافة بعيدة خلف خطّ الجبهة.

أما المبلغ المتبقي وقدره 2.2 مليار دولار، فسيقدّم بشكل قروض وهبات الى أوكرانيا و18 دولة مجاورة لها تشعر بأنها مهددة من روسيا، وذلك لشراء معدات عسكرية أمريكية.

وترفع هذه الحزمة الجديدة القيمة الإجمالية للمساعدة الأميركية لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي إلى 15,2 مليار دولار.

ومن بين تلك الدول مولدافيا وجورجيا اللتان تضمّان مناطق انفصالية مدعومة من روسيا، إضافة إلى دول البلطيق، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، والبوسنة حيث تصاعد التوتر مع قادة من صرب البوسنة مدعومين من روسيا.

وفي كييف، بدأ بلينكن زيارته من مستشفى لمعالجة الأطفال ضحايا الحرب يرافقه نظيره الأوكراني، وقال للأطفال "جلبتُ لكم أصدقاء"، مقدّمًا لهم دمى محشوّة.

وقبل ساعات من وصول بلينكن إلى كييف، أشاد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن "بنجاح واضح" حققه الأوكرانيون في "ميدان المعركة".

وجاء كلام أوستن صباح الخميس من قاعدة رامشتاين العسكرية الأميركية في ألمانيا حيث سيشارك في اجتماع مع ممثلي أكثر من أربعين دولة والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ مخصّص لبحث التحديات التي تطرحها عمليات تسليم الأسلحة الحاسمة بالنسبة لأوكرانيا.

وقال الجنرال مارك ميلي إن أوكرانيا تستخدم كميات "كبيرة" من الذخائر، وهذا عامل ينبغي على الحلفاء أن يأخذوه في الاعتبار.

إلا أنه رفض مرة جديدة تسليم أوكرانيا صواريخ تكتيكية من نوع "أتاكمز" قادرة على ضرب أهداف من بُعد 300 كلم، كانت كييف قد طلبتها.

وأكد ميلي أنّ "مدى (أنظمة المدفعية) هيمارس كافٍ للاستجابة لحاجات الأوكرانيين بالطريقة التي يقاتلون فيها حاليًا".

ومن بين الوعود الجديدة التي قُطعت، قدّمت النرويج 160 صاروخًا من نوع "هيلفاير" ومعدّات للرؤية الليلية وألمانيا معّداتٍ لفصل الشتاء، كما أن هولندا وعدت بتقديم تدريب لإزالة الألغام.

ميدانيًا، تعرّضت خاركيف صباح الخميس مجددًّا لقصف روسي ما أسفر عن قتيلين وخمسة جرحى، وفق ما أعلن حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف.

وقُتل ثلاثة أشخاص وأُصيب خمسة آخرون بجروح، في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، في منطقة زابوريجيا في جنوب البلاد. كما قُتل سبعة آخرون في دونيتسك في شرق أوكرانيا الصناعي.

من جانبه، أكد الجيش الروسي استمرار تكبيد الأوكرانيين "خسائر فادحة".

وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنّ الولايات المتّحدة ستفرض على الحرس الثوري الإيراني وعدد من الشركات الإيرانية سلسلة عقوبات لتورّطهم في تزويد روسيا مسيّرات حربية لاستخدامها في غزوها أوكرانيا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً