إثيوبيا ترفض الوساطة.. وآبي أحمد يُفشل جميع المبادرات| ما القصة؟

 آبي أحمد
آبي أحمد
كتب : وكالات

حرب تقترب من العامين، اندلعت فى نوفمبر 2020، هى الحرب فى إثيوبيا التى لم تتوقف أصداؤها داخل القارة الأفريقية بل امتدت حالة عدم الاستقرار إلى الخارج، ومن بينها أمريكا التى مددت حالة الطوارئ الوطنية في البلاد لعام آخر، وذلك على خلفية الأوضاع في إثيوبيا.

حرب إثيوبيا تهدد أمن أمريكا

الحرب الإثيوبية مثلت تهديدا مباشرا على أمريكا التى رأت أن حالة الطوارئ الوطنية تأتي للتعامل مع التهديد غير المعتاد والاستثنائي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، والذي يشكله الوضع في شمال إثيوبيا.

الرئيس الأمريكى جو بايدن، قال فى رسالة للكونجرس إن الوضع في شمال إثيوبيا يتسم بأنشطة تهدد السلم والأمن والاستقرار في إثيوبيا وفي منطقة القرن الإفريقي، بالإضافة إلى العنف واسع الانتشار، والفظائع، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك تلك التي تشمل العنف العرقي، والاغتصاب، وغيرهما من أشكال العنف القائم على نوع الجنس، وعرقلة العمليات الإنسانية.

الحرب الإثيوبية التى بدأت فى 2020 شهدت العديد من التقلبات والانتهاكات التى قامت بها قوات رئيس الوزراء آبي أحمد اتجاه شعب التيجراي، فـ رغم الهدنة التى أعلنتها قوات آبي أحمد من طرف واحد فى مارس الماضي، هى نفسها القوات التى شنت فى 24 أغسطس تصعيدا خطيرا اتجاه قوات جبهة تحرير التيجراي.

وعلى مدار الفترة الماضية لم تشهد ساحة الصراع داخل إثيوبيا أى هدنة تذكر، بل طالبت المنظمات الدولية، ومن بينها الأمم المتحدة، بضرورة وقف الهجوم الذى شنته القوات الحكومية تجاه شعب التيجراي والسماح بدخول المساعدات.

آبي أحمد يعرقل جهود الوساطة

الاتحاد الأفريقي سعي خلال الفترة الماضية إلى الوساطة والحل للأزمة الإثيوبية، حيث أعلن تمديد تفويض المبعوث الخاص للقرن الأفريقي أولوسيجون أوباسانجو، المكلف بمواصلة جهود السلام في إثيوبيا ومواصلة تعامله مع الطرفين والجهات الفاعلة الدولية للعمل من أجل السلام والمصالحة في إثيوبيا والمنطقة.

ولكن يبدو أن اختيار أوباسانجو موفق من الاتحاد الأفريقي للوساطة بين جبهة تحرير تيجراي وبين قوات النظام الإثيوبية، حيث ترى الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي أن أوباسانجو على صلة وقرب من آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، والذى يؤكد ضرورة إجراء المحادثات بوساطة الاتحاد الأفريقي الذي يقع مقره فى العاصمة أديس أبابا.

وفى إطار وساطات الاتحاد الأفريقي التى لم تنجح حتى هذه اللحظة فى الوصول لحل للأزمة الإثيوبية، ومع تعنت آبي أحمد، قام رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بعقد لقاء موسع مع المبعوث الأمريكي الجديد للقرن الأفريقي مايك هامر الذي يزور أديس أبابا، و"اتفقا على ضرورة أن يدعم الشركاء الدوليون العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي مع الأطراف لإنهاء الصراع في إثيوبيا".

أمريكا حذرت على لسان رئيسها جو بايدن أكثر من مرة عن خطورة الوضع في شمال إثيوبيا، والذي يهدد السلام والأمن والاستقرار ليس في أديس أبابا فقط، وإنما في القرن الأفريقي.

هدنة مشروطة من جبهة تيجراي

جبهة تحرير تيجراي اقترحت هدنة مشروطة لوقف الحرب في شمال إثيوبيا، من خلال توجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حيث دعا زعيم جبهة تحرير شعب تيجراي ديبريتسيون جبريمايكل إلى وقف مشروط للأعمال العدائية في ظل تصاعد القتال على جبهات عدة.

وارتكزت الهدنة التى أعلن عنها زعيم جبهة تحرير التيجراي على أربعة شروط تشمل "وصول المساعدات الإنسانية بدون قيود"، وإعادة الخدمات الأساسية إلى تيجراي.

وعانت منطقة التجيراي من نقص حاد في الغذاء وقدرة محدودة على الوصول إلى الخدمات الأساسية بما في ذلك الكهرباء والاتصالات والخدمات المصرفية، إلا أن الهدنة التى تم إعلانها فى مارس الماضي أدت إلى دخول قوافل المساعدات، لكن تجدد القتال داخل إثيوبيا حال دون إيصال الشحنات التى كانت تنقل جوا، حيث عرقل تجدد الصراع أيضاً إيصال المساعدات في إقليم أمهرة المجاور.

وطالبت جبهة تحرير تيجراي مجلس الأمن الدولي بضمان انسحاب القوات من غرب تيجراي، وهي منطقة متنازع عليها يطالب بها سكان تيجراي وأمهرة على حد سواء، واحتلتها قوات أمهرة منذ اندلاع الحرب، ما أدى إلى نزوج جماعي وتحذيرات أمريكية من عمليات تطهير عرقي.

خطة آبي أحمد للإطاحة بشعبه

واندلعت الحرب في نوفمبر 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء أبي أحمد قوات للإطاحة بجبهة تحرير شعب تيجراي التي كانت تحكم الإقليم، قائلاً إن الخطوة جاءت للرد على هجمات نفّذتها المجموعة ضد معسكرات للجيش.

تشهد الحرب الإثيوبية تصعيدًا في ميدان القتال على مدار الأيام الماضية منذ تجددها في 24 أغسطس، وهي التي وصفتها جبهة تحرير تيجراي، بأنها "حرب دفاعية" في ضوء اتهام الجبهة للحكومة الإثيوبية بالتورط في البدء بالهجوم على إقليم تيجراي شمالي البلاد.

وتقوم استراتيجية قوات دفاع تيجراي على الدفاع عن الإقليم وصد هجوم القوات الحكومية والقوات الخاصة بإقليم أمهرة وميليشياتها التي رصدت تقارير احتشادها في منطقة كوبو Kobo جنوبي إقليم تيجراي قبل بدء الحرب بيوم، ثم التحول إلى شن هجوم مضاد ضد القوات الحكومية لطردها من جنوب تيجراي، وذلك بهدف كسر الحصار المفروض عليها من قبل الحكومة الفيدرالية منذ بدء الصراع.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
برلماني متهمًا الحكومة بالتخبط: قسمت الشعب لطبقتين «نجيب ساويرس ونجيب منين»