فضل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عدم الخوض في تفاصيل الأزمة الدبلوماسية التي وقعت مع جيرانه الخليجيين، وذلك في أحدث مقابلة يجريها مع الصحافة.
ولدى سؤاله عن الأزمة التي وقعت بين عامي 2017 و2021، وكذلك عن "محاولتي انقلاب ضد والده وضده" قال الأمير تميم لمجلة "لو بوان" الفرنسية:
لا أود الحديث عن الماضي، بل نريد أن نتطلع إلى المستقبل. فنحن نمر بمرحلة جديدة تسير فيها الأمور نحو الاتجاه الصحيح. ندرك أن وجهات النظر قد تتباين أحيانا، ونستعد للمستقبل مع دول مجلس التعاون الخليجي، وهو أمر أساسي لإطلاق إمكانات الشباب في المنطقة.
وأضاف "وحدتنا وتعاوننا أمران مهمان للعالم أجمع، ويمر مجلس التعاون الخليجي بمرحلة تعاف بعد صدمة كبيرة واضطرابات، لكننا اليوم نسير في المسار الصحيح".
وحين أصر المحاور على النقطة ذاتها وسأله "لكن ما الذي أزعج جيرانكم لهذه الدرجة؟" وما إذا كان السبب هو المسار الذي تنتهجه الدولة أو العلاقة مع إيران أو تمويل جماعة الإخوان المسلمين، قال: بكل صدق، وكما قلت لك سابقا، لا أرى أي طائل من التحدث عن الماضي. ذكرت إيران، وهي دولة بالغة الأهمية بالنسبة لنا تربطنا بها علاقة تاريخية، بالإضافة إلى حقل الغاز الرئيسي الذي نتشاركه معها. نشجع جميع دول مجلس التعاون الخليجي وإيران على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة. صحيح أن التباينات موجودة لدى الجميع، لكن يتوجب علينا الجلوس معا ومناقشتها مع الإيرانيين بشكل مباشر ومن دون أي تدخل خارجي.
استدرك المحاور أسئلته فقال: إن "منطقة الشرق الأوسط معروفة باضطراباتها، ليسأل الأمير "هل يمنعكم ذلك النوم بسلام أحيانا؟" فقال الشيخ تميم مبتسما:
هناك أمور كثيرة تمنعني عن النوم بسلام! لكنني أعتز إلى أبعد الحدود بشعبي وكل من يعيش على أرض دولة قطر. فقد أصبحنا أكثر قوة بعد كل المصاعب التي واجهناها، ووقفنا متحدين في مواجهة هذه المصاعب.
وتابع: "صحيح أننا نعيش للأسف في منطقة مضطربة، لكننا نريد أن ندعم شباب الشرق الأوسط ونعطيهم الأمل. نقوم اليوم بكل ما في وسعنا لكي يعم السلام في المنطقة، لكن الطريق أمامنا لا يزال طويلا. القضية الأهم هي القضية الفلسطينية، لأن السلام لن يتحقق إذا لم يتم التوصل لحل لها، ناهيك عن سوريا وليبيا واليمن... هذا ما يشعرني بالقلق على شباب المنطقة".