رحب مسئولون وخبراء أوروبيون في بروكسيل بمشروع القرار الذي توصلت إليه مفوضية الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء في نهاية اجتماعات وزراء الخارجية والطاقة التحضيرية لقمة قادة دول الاتحاد المقرر عقدها غدا الخميس.
وقالت فيروسلا فوندرلين رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي، إن مشروع القرار الذي تم الانتهاء إليه يعزز العمل الأوروبي المشترك ويكتسب أهمية من كونه جاء في "توقيت أزمة" يمر بها العالم نتجت عن الحرب في أوكرانيا التي أربكت اقتصاد العالم وكانت وبالا على أوروبا مع قدوم الشتاء.
بدوره، قال فرانس تيمرمانس نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي "على الشعوب الأوروبية أن تنعم بشتاء دافئ هذا العام بفضل التحرك المبادر من مفوضية الاتحاد التي بادرت بإصدار هذا القرار التاريخي، ونأمل في أن تستقر اسواق الطاقة الدولية قريبا".
وبدورها، قالت مارجريت فيستاجر نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، إن الجهد الأوروبي لتأمين احتياجات الطاقة حقق نجاحا كبيرا بوصول إجمالي مخزونات دول الاتحاد الإجمالية من الغاز المسال إلى نسبة 92% من حدود قدرة التخزين القصوى للاتحاد الأوروبي ومن ثم سيكون مشروع القرار الأوروبي حال تبني قادة دول الاتحاد له عنصرا مكملا لضمان مستقبل أكثر أمنا للطاقة في بلادنا.
وقال خبراء في منظمة الطاقة الدولية -مقرها العاصمة الفرنسية باريس- شاركوا في اللجان الفنية الاستشارية لاجتماعات بروكسل التحضيرية التي اختتمت اليوم إن ميلاد آلية شراء موحدة للغاز بيد الأوروبيين ستخلق قدرة تفاوضية أقوى للجانب الأوروبي في مواجهة مصدري الغاز في الأسواق الدولية، وأوصى خبراء منظمة الطاقة الدولية الحكومات الأوروبية بعدم السماح لمخزوناتهم الاحتياطية من الغاز المسار بأن تتجاوز نسبة 15 فى المائة انخفاضا عن حدود التخزين القصوى.
تجدر الإشارة إلى أن توصيات لجان الخبرة الاستشارية التي انبثقت عن الاجتماعات التحضيرية لقمة الاتحاد الأوروبي دعت إلى تعزيز حالة الشفافية المعلوماتية لأوضاع التخزين والاستهلاك والشراء الخاصة بكل الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبي والعمل معا بروح الفريق لرصد الاحتياجات الجماعية لبلدانهم من الطاقة وإنشاء مرصد أوروبي موحد لمراقبة أمن الغاز والطاقة والاسترشاد بتقاريره عند إقدام الاتحاد الأوروبي على التعاقد الشرائي جماعيا من الأسواق الدولية.
كما أوصى الخبراء المشاركون في الاجتماعات التحضيرية بأن تعمل آلية الشراء الأوروبية الموحدة للغاز بصورة استهدافية وتدخلية استنادا إلى العامل السعري والمفاضلة السعرية.
كان مسئولون أوربيون قد كشفوا خلال الاجتماعات التحضيرية التي انتهت أعمالها اليوم عن مخاوف بلادهم من أثر ارتفاع أسعار الطاقة العالمية على الأوضاع الاقتصادية وأجواء الاستثمار في دولهم المثقلة أصلا بهموم الصراع الروسي الأوكراني وتداعياته الناتجة عن تسييس روسيا للغاز في صراعها مع أوكرانيا المدعومة من الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة.
وقال رئيس المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية باول زيركا "إن الصراع الروسي الأوكراني كان لحظة كاشفة أمام الأوروبيين أن اعتمادهم على الغاز الروسي وحده كان خطأ سياسيا فادحا يدفع الأوربيون ثمنه في الوقت الراهن".
وأضاف رئيس المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "إن ارتهان حاضر ومستقبل شعوب الاتحاد الأوروبي البالغ تعدادها 450 مليون نسمة يشكلون الكتلة الأغنى بين شعوب العالم تحت رحمة الغاز الروسى كان خطأ كبير... فتلك الكتلة البشرية المرفهة باتت الآن تخشى برودة الشتاء وفقدان الوظائف وندرة الطاقة والكهرباء.... وعلينا كصناع سياسات تمس حياة شعوبنا السعي فورا بحثا عن مخرج".
بدوره، وصف رئيس الوزراء البليجيكى أليكساندر دوكرو، قمة الاتحاد الأوروبي المقررة غدا /الخميس/ بأنها ستكون "لحظة مفصلية في تاريخ الاتحاد الأوروبي .. فإما اقتناص لفرص بناء موقف موحد.. و أما فرقة قد يطول أمدها"، ويعد رئيس حكومة بلجيكا من أنصار تحديد أسقف سعرية للغاز القادم من أوروبا وعدم تركه حرا، وتؤيد بولندا واليونان موقف رئيس الوزراء البلجيكي، وثلاثتهم يشكلون قوة ضاغطة عبر مفوضية الاتحاد الأوروبي في هذا الاتجاه.
وعلى الجانب الذي كان متحفظا على وضع سقف سعري للغاز في أسواق الاتحاد الأوروبي فقد قادته ألمانيا وترى أن وضع اسقف سعرية للغاز الذي تستورده أوروبا سيحد من المعروض منه وبالتالي سيفاقم مشكلة الندرة، وعملت مفوضية الاتحاد الأوروبي التي تعد الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي على جسر التباين في مواقف الجانبين ما تكلل بمشروع القرار وآليات العمل المشتركة التي تم الإعلان عنها اليوم.