يعود الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع، غدا الثلاثاء، للإدلاء بأصواتهم للمرة الخامسة في غضون أقل من 4 سنوات لانتخاب مجلس كنيست جديد، من المتوقع أن يحتل حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو مركز الصدارة فيها.
وفي ظل عدم انتخاب أعضاء الكنيست بصورة مباشرة ولكن ضمن قوائم تمثل أحزابا، فإنه تتنافس 40 قائمة على مقاعد الكنيست الإسرائيلي الـ120.
مع بقاء سويعات قليلة على انتخابات الكنيست الإسرائيلي، يستقطب المرشحون حوالي 6.7 ملايين ناخب للخروج من الجمود السياسي لصالحهم، والجلوس على عرش الحكومة.
فرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو يأمل بالعودة إلى رئاسة الحكومة، ويائير لابيد يتطلع للبقاء في السلطة، أما وزير الدفاع بيني جانتس فيطمح إلى تشكيل حكومة لأول مرة.
وفي حين لا يستبعد أن يشكل لابيد الحكومة مع جانتس فإن نتنياهو لا يستبعد الشراكة مع وزير الدفاع في تشكيل حكومة إذا لم تحقق كتلته الأصوات المطلوبة.
ولكن جانتس يرفض التواجد في حكومة مع نتنياهو، وإذا ما صحت تنبؤات استطلاعات الرأي العام فإن نتنياهو هو الأقرب لتشكيل حكومة بعد الانتخابات المقررة غدا الثلاثاء.
والانتخابات التي ستجري الثلاثاء، هي الخامسة خلال 4 سنوات، وتشهد منافسة قوية بين معسكري نتنياهو والرافضين لعودته إلى الحكم ومن بينهم لابيد وجانتس.
بنيامين نتنياهو
ويسعى نتنياهو للعودة إلى رئاسة الحكومة بعد أن خرج منها العام الماضي مستعينا بدعم الأحزاب اليمينية (شاس) و(يهودوت هتوراة) و(الصهيونية الدينية).
وتتنبأ استطلاعات الرأي العام بحصول هذا التحالف على 60 مقعدا، ولكنه بحاجة إلى 61 من مقاعد الكنيست الـ 120 من أجل تشكيل الحكومة.
وسعى نتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة لإقناع أنصار اليمين بالإدلاء بأصواتهم من أجل رفع عدد مقاعد الأحزاب التي تدعمه إلى 61 بما يضمن له تشكيل الحكومة.
ونتنياهو هو أطول رئيس وزراء في إسرائيل خدمة، حيث قضى فترة قصيرة من 1996 إلى 1999 وأخرى طويلة من 2009 إلى 2021.
وتصنف استطلاعات الرأي العام نتنياهو باستمرار، باعتباره السياسي الأكثر شعبية في البلاد رغم اتهامات الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة التي توجه ضده والتي يواصل نفيها.
وسبق لنتنياهو أن تعهد بأنه لن يسعى لولاية جديدة في حال تمكن من تشكيل الحكومة القادمة.
والليكود هو أكبر الأحزاب الإسرائيلية
يائير لابيد
أصبح يائير لابيد، زعيم حزب (هناك مستقبل) وهو الثاني الأكبر في إسرائيل، رئيسًا لحكومة تسيير الأعمال في يوليو، وهو منصب سيبقى فيه حتى تشكيل حكومة جديدة تحظى بثقة الكنيست القادم.
ولابيد، مؤسس الحزب، هو كاتب عمود سابق ومضيف برامج حوارية، نجح في رفع مكانة حزبه بثبات في الكنيست خلال السنوات الماضية.
ويركز لابيد في حملته الانتخابية على التحذير من مخاطر عودة نتنياهو إلى الحكم بالشراكة مع نواب متشددين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير من حزب (الصهيونية الدينية).
ويأمل لابيد أن ينجح مع الأحزاب المشكلة للحكومة الحالية من الحصول على الأصوات المطلوبة لتشكيل الحكومة.
وما يجمع الأحزاب الشريكة له، وهي خليط من الأحزاب اليمينية والوسطية واليسارية والقائمة العربية الموحدة، هو أنها جميعا تعارض عودة نتنياهو إلى رئاسة الحكومة.
وإضافة إلى (هناك مستقبل) فإن الأحزاب التي ينظر لابيد على أنها حليفته هي (المعسكر الرسمي) برئاسة بيني جانتس، (إسرائيل بيتنا) برئاسة أفيغدور ليبرمان، (العمل) برئاسة ميراف ميخائيلي، (ميرتس) برئاسة زهافا غلؤون، والقائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس.
وسعى لابيد في الأسابيع الأخيرة لزيادة نسبة الإقبال بين المواطنين العرب في إسرائيل على الانتخاب للتقليل من فرص الأحزاب اليمينية الشريكة لنتنياهو.
وفي الوقت ذاته سعى لزيادة نسبة التصويت لحزبه، ليبقى الحزب الثاني الأكبر في إسرائيل ما يعزز فرصه بالحصول على تكليف بتشكيل الحكومة.
ولكن حزبه (هناك مستقبل) ازداد قوة على حساب (العمل) الوسطي و(ميرتس) اليساري خاصة بعد إعلانه في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر دعمه لحل الدولتين مع الفلسطينيين.
بيني جانتس
نجح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس مؤخرا في إبرام تحالف بين حزبه (أزرق أبيض) وحزب (أمل جديد) اليميني برئاسة وزير العدل جدعون ساعر، وضم الرئيس الأسبق لأركان الجيش غادي آيزنكوت من خلال (المعسكر الرسمي).
ولكن هذا التحالف لم ينجح سوى بأن يكون في المرتبة الرابعة من حيث القوة بعد (الليكود) و(هناك مستقبل) و(الصهيونية الدينية).
ومن شأن هذه المكانة أن تمنح جانتس الإمكانية لإبرام اتفاق تناوب على رئاسة الحكومة مع لابيد أو نتنياهو.
ولكنه أعلن في سلسلة مقابلات تلفزيونية في الأيام الأخيرة أنه سيسعى لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال في حديث تلفزيوني، مساء السبت، للقناة 12 الإسرائيلية: " لا يمكن لـ(رئيس الوزراء يائير) لابيد أن يشكل حكومة، وفي النهاية هناك ثلاثة سيناريوهات: نتنياهو سيكون رئيس حكومة متطرفة، أن يظل لابيد رئيس الوزراء الانتقالي، والخيار الثالث هو أنني سأشكل الحكومة".
وفي معرض حديثه عن بقاء لابيد كرئيس وزراء انتقالي فإنه يقصد العودة مجددا إلى صناديق الاقتراع.
واعتبر جانتس أنه القادر على تشكيل حكومة في غياب قدرة نتنياهو على تشكيلها.
وقال: "لست معنيا بتفكيك تكتلي ولكن بتفكيك كتلة نتنياهو، ستنهار كتلته إذا لم يصل إلى 61 صوتا، أعتقد أنهم يفضلون الذهاب معي، وسنواصل السير معا في المعسكر الرسمي حتى بعد الانتخابات".
وكان جانتس يشير بذلك إلى الحزبين الدينيين "شاس" و"يهودوت هتوراة" اللذين يدعمان نتنياهو لرئاسة الحكومة.
وفي إشارة إلى نتنياهو أضاف "لن أذهب معه، لقد ذهبت معه ومع بينيت ومع لابيد، أعتزم تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة".