يبدوأن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو، على موعد مع تحقيق معجزة والعودة إلى الإمساك من جديد بزمام القيادة في دولة الاحتلال.
ابتسامة ظهرت، فجر اليوم الأربعاء، على وجه منهك لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو عندما استقبله أنصاره بهتاف "الملك".
كانت تلك اللحظة التي انتظرها نتنياهو، وبجانبه زوجته سارة، منذ مطلع عام 2019 الذي بدأت فيه سلسلة محاولات فاشلة لتشكيل حكومة.
وعلى مدى عدة أسابيع، نشط نتنياهو بالتحرك في الأسواق والمراكز التجارية الكبرى والشوارع وعلى شبكات التواصل الاجتماعي من أجل انتخاب حزبه "الليكود" وتفويضه بتشكيل حكومة يمينية، فحقق المعجزة التي استبعدها الكثيرون.
ورغم خروجه من مكتب رئاسة الحكومة، إلا أن قبضته القوية ظلت مطبقة على حزبه "الليكود" الذي قرر أن يكون مرشحه لرئاسة الحكومة دون منازع.
وبعد انتظار قدومه من تل أبيب، فجر اليوم، اصطف القادة الكبار في حزب "الليكود" قرب المنصة في مباني الأمة بالقدس الغربية لمصافحته وزوجته سارة.
ومنحت النتائج الأولية لفرز أصوات الناخبين في الانتخابات التي جرت أمس نتنياهو أفضلية حصرية لتشكيل الحكومة بحصول معسكره على ما لا يقل من 65 من مقاعد الكنيست الـ 120.
الأطول حكما
وسبق لنتنياهو أن أعلن أنه يريد إقامة حكومة يمينية وحال تشكيلها فإنه سيعود لمراكمة المزيد من السنوات على الرقم القياسي الذي سبق وأن حققه بأنه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول حكما.
فنتنياهو ترأس الحكومة الإسرائيلية منذ 12 عاما بشكل متواصل بعد أن كان قد ترأسها لمدة 3 سنوات في الفترة بين 1996 و1999.
وفي مارس 2009، عاد نتنياهو إلى رئاسة الحكومة واستمر بمهامه إلى أن خرج منها منتصف العام الماضي إثر تشكيل حكومة نفتالي بينيت-يائير لابيد.
ومنذ إقامة دولة إسرائيل عام 1948، تناوب 13 قياديا على رئاسة الحكومة، إلا أن نتنياهو يعتبر أطولهم فترة بعد أن كان -حتى قبل عامين- مؤسس دولة إسرائيل ديفيد بن غوريون.
فقد قضى بهذا المنصب 15 عاما و20 يوما، فيما استمر بن غوريون بالمنصب 13 عاما و127 يوما.
وباستثناء نتنياهو وبن غوريون، استمر بقية رؤساء الوزراء في المنصب بما معدله 6 سنوات، مثل جولدا مائير وأرئيل شارون وليفي أشكول ومناحيم بيغن وإسحق رابين وإسحق شامير.
وثمة من هم أقل حظا ممن أمضوا بالمنصب قرابة 3 سنوات مثل إيهود أولمرت وشمعون بيريز، أو نحو العامين مثل إيهود باراك وموشيه شاريت.
أما صاحب لقب أقصر حكومة، فهو يغال آلون الذي بقي في منصبه 19 يوما من 26 فبراير 1969 وحتى 17 مارس من نفس العام، ويعزى ذلك إلى أنه كان رئيس وزراء مؤقت بعد وفاة ليفي اشكول.
وينظر إلى نتنياهو الأب لثلاثة أولاد، من قبل مؤيديه على أنه "الملك"، ولكنه شخصيا يواجه في المحكمة المركزية بالقدس الشرقية اتهامات بالفساد.
فيواجه نتنياهو اتهامات بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة، ولكنه ينفي هذا الأمر، ويتهم النيابة العامة بمحاولة الانقلاب على رئيس وزراء يميني قوي.
سيرة
وفي سيرة الرجل التي طالعتها "، وُلد بنيامين نتنياهو بتل أبيب، في 21 أكتوبر 1949، وهو متزوج من سارة، التي تزاول مهنة طبيبة نفسية.
وكان جنديًا وضابطًا في إحدى وحدات الكوماندوز الخاصة بالجيش الإسرائيلي (1972-1967).
وبعد تخرّجه في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا بدرجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال، عمل مستشارًا وشغل منصب مدير في شركات بقطاع الصناعة بالولايات المتحدة وإسرائيل.
تقلد نتنياهو منصب نائب لرئيس البعثة الدبلوماسية في الولايات المتحدة (1984-1982)، وفي 1984، كان عضوًا في الوفد الإسرائيلي الأول للمحادثات الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية.
كما تولى مهام مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة (1988-1984)، ونائبًا لوزير الخارجية (1991-1988)، ونائب وزير في ديوان رئيس الوزراء (1992-1991).
وكان نتنياهو عضوًا في الوفد الإسرائيلي لمؤتمر مدريد للسلام في 1991 ولمحادثات السلام بواشنطن التي أعقبت هذا المؤتمر.
وبعد عودته إلى إسرائيل عام 1988، دخل بنيامين نتنياهو الحلبة السياسية وأصبح عضو كنيست عن حزب الليكود، وعُين في منصب نائب لوزير الخارجية.
وبعد أن تولّى رئاسة حزب الليكود في 1993، انتُخب في منصب رئيس وزراء إسرائيل في مايو 1996 بأول انتخابات مباشرة لرئاسة الوزراء جرت في إسرائيل، وشغل هذا المنصب حتى يوليو 1999.
وبعد هزيمته بالانتخابات في 1999، استقال نتنياهو من رئاسة حزب الليكود ومن الكنيست الـ15.
لكنه عاد إلى الحلبة السياسية عام 2002، ليتولى مهام وزير الخارجية اعتبارًا من نوفمبر من نفس العام وحتى فبراير 2003 حيث عُيّن وزيرًا للمالية، واستقال من منصبه هذا في أغسطس 2005.
وفي فبراير2009، أي عقب انتخابات الكنيست الـ18، كُلف نتنياهو بمهمة تشكيل الحكومة وأدى تصريح الولاء كرئيس وزراء في 31 مارس 2009.