تصدرت الحرب الأوكرانية وارتفاع أسعار الفائدة والتضخم وأزمات الطاقة والغذاء وتغير المناخ مناقشات قمة مجموعة العشرين التي احتضنتها مدينة بالي في إندونيسيا يومي 14 و15 نوفمبر الجاري، فيما أبدى قادة دول المجموعة مرونة تجاه التعاون لحل تلك المشاكل التي أثرت على نمو الاقتصاد العالمي بقوة .
إنهاء حرب أوكرانيا
وخلال افتتاح القمة، حض الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو الدول الأعضاء في مجموعة العشرين على ضرورة 'إنهاء الحرب'، في إشارة واضحة إلى العملية الروسية العسكرية في أوكرانيا.
وخاطب ويدودو قادة المجموعة قبل الجلسة الافتتاحية للقمة قائلا: 'يجب علينا إنهاء الحرب. إذا لم تنته الحرب، فسيكون من الصعب على العالم المضي قدما'.
رئيس إندونسيا
الرئيس الصيني يدعو للحد من تداعيات رفع الفائدة
طالب الرئيس الصيني شي جينبينغ، اليوم الثلاثاء، دول مجموعة العشرين الثرية بالحد من تداعيات رفع معدلات الفائدة، وذلك في الوقت الذي يشدد الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سياساته الرامية لمواجهة التضخم.
قال شي خلال قمة مجموعة العشرين المنعقدة في بالي 'علينا السيطرة على التضخم العالمي وحلحلة المخاطر المنهجية في مجال الاقتصاد والمال'.
أضاف 'على الاقتصادات المتقدّمة أن تخفض التداعيات السلبية للتعديلات في سياستها النقدية وضمان استقرار الديون لتبقى عند مستوى مستدام'.
شي جين بينج يحذر من تحويل الغذاء والطاقة إلى سلاح
كما حذر الرئيس الصيني، في كلمته أمام قمة العشرين، من تحويل الغذاء والطاقة لـ'سلاح'، فيما رجّح أن كلماته تعد 'انتقادا مبطّنا للعملية العسكرية الروسية لأوكرانيا'.
وأضاف شي: 'علينا معارضة تسييس مشاكل الغذاء والطاقة، بحزم، وتحويلها لأدوات وأسلحة'، مكررا في الوقت ذاته معارضته لـ'سياسة العقوبات الغربية'.
وشدد على أن 'تحديد خطوط فكرية وإثارة الخلافات بين التكتلات والفصائل السياسية لن يؤدي إلا إلى تقسيم العالم وعرقلة تقدّم البشرية'.
قمة استمرت ثلاث سنوات جمعت بين رئيسي الصين والولايات المتحدة
الاستثمار في المعادن والتكنولوجيا للانتقال نحو الطاقة الخضراء
أما الرئيس الأميركي جو بايدن، فقد قال في كلمته أمام المجموعة اليوم الثلاثاء، إنه سيتم جمع 20 مليار دولار لمساعدة إندونيسيا في التقليل من استخدام الفحم والاتجاه للطاقات البديلة.
وذكر بايدن، في كلمته على هامش قمة مجموعة الـ20: 'أنا مقتنع بأننا يمكننا الخروج من هذه الأزمة سواء الاقتصادية أو الصحية.. سنخرج بأقوى مما كنا عليه'.
وأضاف: 'نركز حاليا على الاستثمار والبنية التحتية، لأن الاستثمارات تسد الحاجيات المحلية ونجد من خلالها موارد جديدة لتحسين حياة الجميع.. لقد أقمنا الكثير من الشراكات لمواجهة مشكلة الأمن الغذائي ومشاكل الاتصال الرقمي وأمن الطاقة والمساواة بين الجنسين'.
وأردف قائلا: 'وحول العالم نستثمر في المعادن والتكنولوجيا للانتقال نحو الطاقة الخضراء'،
من جهة أخرى، أوضح الرئيس الأميركي: 'استثمرنا في مشاريع البنية التحتية في الولايات المتحدة لإيصال الإنترنت والخدمات الرقمية للجميع، لأننا وجدنا جزءا كبيرا من شعبنا في أميركا لا يتاح لهم الوصول إلى الإنترنت رغم تقدمنا، وهذا أمر ينطبق على عدة دول'.
ضرورة وقف السياسة المعادية لروسيا
بينما شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، في كلمته خلال 'قمة العشرين' على ضرورة وقف 'السياسة المعادية لروسيا في العالم'.
وقال لافروف في كلمته: 'أبلغنا الحاضرين في قمة العشرين قلقنا من الأنشطة البيولوجية على حدودنا'.
وزير الخارجية الروسية
وأضاف: 'هناك حرب هجينة بدأها الغرب منذ لحظة وصول الانقلابيين في أوكرانيا إلى السلطة، والناتو وضعوا أيديهم على السلطة في كييف'.
وفيما يتعلق بحل الأزمة الأوكرانية، أوضح لافروف قائلا: 'عبّرنا دائما عن رغبتنا في التوصل إلى حل سلمي، وقد عبّر الرئيس فلاديمير بوتين مرارا عن دعمه للمفاوضات. شروط الأوكرانيين للتفاوض غير واقعية'.
وعن ملف الحبوب، أكد المسؤول الروسي على أنه 'ينبغي أن يعطى دور للأمم المتحدة في ملف الحبوب لكن العقبات ظلت قائمة بعد مرور أشهر عدة'.
وتابع: 'أملنا أن يطبق ما اتفق عليه وما كتب على الورق بشأن ملف الحبوب لضمان استمرار الاتفاق'.
واتهم لافروف الغرب بتسييس بيان قمة مجموعة العشرين، مضيفا أن: 'تصرفات الدول الغربية في قطاعي الطاقة والغذاء تؤثر سلبا على الدول النامية'.
ودعا إلى 'تفعيل التعاون الدولي من أجل تحسين التنسيق في التحدي للأمراض المعدية'، مشددا على 'رفض الهيمنة على أسواق الأدوية'.
مسودة البيان الختامي لقمة العشرين
كشفت مسودة البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين المنعقدة في بالي أن البلدان المشاركة، بما فيها روسيا، تندد بالتداعيات الاقتصادية لحرب أوكرانيا التي ستدينها معظم الدول المنضوية في التكتل.
وتدعو مسودة البيان إلى تمديد اتفاق مع روسيا تنقضي مهلته السبت يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
اعتبرت مسودة بيان قمة العشرين، التي تعقد في جزيرة بالي بإندونيسيا، الثلاثاء، أن استخدام الأسلحة النووية والتهديد بها غير مقبول.
وجاء في مسودة بيان القمة أن معظم الأعضاء يدينون بشدة الحرب في أوكرانيا، داعية إلى ضرورة تمديد صفقة الحبوب الأوكرانية.
وأضافت: 'المجموعة تبدي انشغالهــا بتأثير الحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي'.
وجاء في المسودة: 'شهدنا هذا العام أيضا التأثير السلبي الإضافي للحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي'.
وأضافت أن البلدان المشاركة في القمة 'شددت على مواقفنا الوطنية' بينما 'تدين معظم الدول الأعضاء بشدة الحرب في أوكرانيا.. إنها تتسبب بمعاناة بشرية هائلة وتفاقم الهشاشة التي يعاني منها الاقتصاد العالمي في الأساس'.
ولفتت المسودة إلى وجود 'وجهات نظر أخرى' تفيد بأن 'مجموعة العشرين ليست المنصة المخصصة لحل القضايا الأمنية'، لكن الدول الأعضاء تقر بأن القضايا الأمنية 'قد تحمل عواقب كبيرة بالنسبة للاقتصاد العالمي'.