تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لابيد بالعودة للسلطة مجددا في العام القادم، وكشف لابيد عن فحوى ورقة تركها على مكتبه قبل تسليمه لخلفه رئيس الوزراء الجديد بنيامين نتنياهو. وكتب لابيد الذي أصبح رسميا رئيسا للمعارضة، في تغريدة نشرها على حسابه بموقع 'تويتر': 'تركت هذه على طاولة رئيس الوزراء'. وأرفق تغريدته بصورة ورقة مطبوع عليها كلمتي 'رئيس الوزراء'، فيما كتب تحتها بخط اليد 'لابيد - 2024'، في إشارة إلى تعهده بالعودة إلى المنصب في ذلك العام .
على صعيد آخر استقبلت أبرز وسائل الإعلام الإسرائيلية بفتور حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة، متخوفة من إقدامها على تعديل النظام القضائي في وقت يواجه رئيس الوزراء تهما بالفساد في سلسلة من القضايا. والصحيفة الأكثر مبيعا في إسرائيل 'يديعوت أحرونوت' كتبت أن 'أكثر ما يثير الخوف لدى أولئك الذين يخشون حدوث تغيير جذري في النظام الإسرائيلي وتعديلات في النظام القضائي من شأنها إجراء تحوّل كامل في الطابع الديموقراطي لدولة إسرائيل، هو تعيين ياريف ليفين وزيراً للعدل'.
وتابعت: 'قدّم نتنياهو تنازلات كثيرة لحلفائه (...) للسماح له بإسناد وزارة العدل إلى ياريف ليفين (...). لا يكفّ نتنياهو عن الحديث عن إيران، لكن ذهنه بالكامل مشغول بمحاكمته'. ومن بين الحقائب الوزارية، حظيت تلك المتعلقة بالعدل والمسندة إلى ياريف ليفين المقرّب من رئيس الوزراء، بأكبر قدر من الاهتمام.
أما صحيفة 'إسرائيل هيوم' اليومية المجانية، الأكثر قراءة والمؤيدة إجمالا لنتنياهو، رأت في تعيين ياريف ليفين 'إشارة واضحة على أن رئيس الوزراء يريد المضي قدما في تغييرات في النظام القضائي'. و تشير الاتفاقيات الموقعة بين حزب نتنياهو، الليكود (يمين)، وأحزاب ائتلافه بشكل خاص الى إحداث قانون يسمح برفض تقديم خدمات على أساس ديني أو على أساس الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة. ويرى النواب بشكل عام أن القضاة يتمتعون بسلطات واسعة ويريدون وضع 'بند الاستثناء'.
سلطات المحكمة العليا في اسرائيل لالغاء القوانين
ففي إسرائيل التي ليس لديها دستور، يمكن للمحكمة العليا إلغاء قوانين يقرّها البرلمانيون إذا اعتبرتها تمييزية، على سبيل المثال. لكن الحكومة الجديدة تريد إقرار 'بند الاستثناء' ما يسمح لها بإعادة وضع قانون رفضه القضاة قيد التطبيق. وأشارت صحيفة 'مكور ريشون' اليمينية إلى أن 'معركة' تلوح في الأفق بين المحكمة العليا وأنصار هذا التعديل القانوني. وقالت 'لن يحظى ياريف ليفين بمئة يوم من الرحمة، بالكاد عشرة. خلال أيام، سيتعين عليه (...) توضيح نواياه والبرنامج التشريعي للحكومة'.
وكان البرلمان أصدر في الأيام الأخيرة، وعلى عجل، قانونا يسمح لأي شخص مدان في جريمة ولم يصدر بحقه حكم بالسجن الفعلي، بأن يكون وزيرا. وهو تشريع استفاد منه على وجه الخصوص الوزير أرييه درعي من حزب 'شاس' والذي أدين سابقا بارتكاب انتهاكات ضريبية، للانضمام إلى الحكومة الجديدة.
وفي حال رفض القضاء هذا القانون، فإن إدراج 'بند الاستثناء' سيسمح للنواب بالإبقاء عليه.
على سبيل المثال، إذا صوّت النواب على إلغاء محاكمة نتنياهو بتهمة الفساد، وألغت المحكمة بعد ذلك هذا التصويت، فإن 'بند الاستثناء' سيجعل من الممكن تعليق قرار المحكمة بإلغاء المحاكمة، على ما يقول محللون. وبالنسبة لصحيفة 'هآرتس' اليسارية، فإن الهدف من تعيين ياريف ليفين واضح، وهو 'تدمير سيادة القانون والمؤسسات والنظام بأكمله' من خلال السماح للبرلمان بـ 'تجاوز' القضاء.
وتابعت الصحيفة في افتتاحيتها 'أن محاربة حكومة تجرّد الديموقراطية من قيمها، ليست فتنة (...) بل هي واجب على المعارضة والمجتمع المدني. إنها لحظة الحقيقة'. وكان نتنياهو أدّى يوم أمس الخميس اليمين الدستوريّة رئيسا للوزراء ليقود الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية، وذلك بعد انتخابات الأول من نوفمبر، وأسابيع من المفاوضات مع الأحزاب الدينية المتشددة واليمينية المتطرفة.