وسط توترات في الشارع الليبي ومخاوف من تجدد الصراع المسلح قالت مصادر ليبية أن رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي سوف يلتقي القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر في العاصمة المصرية القاهرة. وقال محمد الشريف، مدير المكتب الإعلامي بالمجلس الرئاسي، اليوم الاثنين، إن المنفي التقى عددا من المسؤولين بالقاهرة، ومن ضمن الحاضرين حفتر وعدد من المسؤولين المصريين، مؤكدا على أن الاجتماع يأتي لتعزيز جهود التهدئة بين الأطراف الليبية.
العجيلات تشهد اشتباكات مسلحة غربي ليبيا
وفي وقت سابق شهدت مدينة العجيلات غربي ليبيا يوم الثلاثاء، اشتباكات مسلحة بين مليشيات متنافسة، ما دفع السلطات إلى تعليق الدراسة في المدينة حتى إشعار آخر. ودعا الهلال الأحمر الليبي الأهالي في منطقة المطمر بالعجيلات الواقعة غرب العاصمة طرابلس، إلى البقاء في منازلهم. وقال الهلال الأحمر في بيان: 'في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها منطقة المطمر بالمدينة من اشتباكات نتمنى من أهالينا الابتعاد قدر الإمكان عن النوافذ والأبواب أثناء الاشتباكات، وتجنب الخروج بدون أي تنسيق'.
ولم تصدر السلطات الليبية في المدينة الخاضعة لحكومة الوحدة الوطنية بيانا توضح فيه ملابسات الاشتباكات وهوية الميلشيات المتناحرة.
وتشهد ليبيا أزمة سياسية متصاعدة في نزاع بين حكومتين، واحدة برئاسة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، التي منحها البرلمان المنعقد في طبرق، أقصى شرق البلاد، ثقته، في مارس الماضي، والثانية حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة، قبل أكثر من عام، ويترأسها عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة، إلا عبر انتخابات.
و حمّل رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة، رئيسي مجلسي النواب والدولة عقيلة صالح، وخالد المشري مسؤولية فشل انتخابات ديسمبر 2021، وحرمان الليبيين من حقهم الانتخابي. وقال الدبيبة في أول اجتماع لحكومته في عام 2023: 'مضى عام وأتى عام جديد ولاتزال خيبات الأمل تلاحق الليبيين بسبب تملص رئيسي مجلس النواب والدولة من مسؤولياتهم، وحرمانهم لمليوني وثمانية ألف ناخب من حقهم الانتخابي في 24 ديسمبر 2021'.
الدبيبة يتحدث عن استمرار تنفيذ المشاريع الأساسية
وأضاف أن موقف حكومته تجاه الانتخابات ثابت ولا حياد عنه، مشيرا إلى أن ما يسمى بـ'القوة القاهرة' ما هو إلا تخويف لليبيين.
وصرح بأن حكومة الوحدة الوطنية والمفوضية الوطنية للانتخابات على أتم الاستعداد لتنفيذ الاستحقاق الوطني، وأن عام 2023 هو عام الانتخابات وعام توحيد المؤسسات والقطاعات والمنظمات المدنية، ودعم الشخصيات الوطنية التي مطلبها وغايتها تحقيق الانتخابات وانجاحها.
وأضاف الدبيبة قائلا 'قطار التنمية مستمر رغم كل محاولات إغراقنا في وحل الصراع السياسي وتعطلينا عن خدمة الليبيين'، مؤكدا أنه تم الإعداد الفني والقانوني لتنفيذ المشاريع الأساسية الملموسة لدى المواطن في كافة ربوع الوطن، واستكمال وضمان كافة إجراءات الشفافية الخاصة بها. وحسب كلمة الدبيبة، فإن من بين أولويات حكومته تخصيص مبالغ مالية جديدة للبلديات لتنفيذ مشاريع تنموية مستعجلة متعلقة بالخدمات الأساسية والطرق الزراعية والفرعية.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن حرمة الدم الليبي ووحدة التراب الليبي هما الغاية والهدف، مشددا على أن دماء الليبيين لن تكون وقودا للحرب، بل للتنمية والبناء والانجاز. وأوضح أنه حان موعد تسليم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم لأياد أمينة حريصة على أمن ليبيا وأمانها ومقوماتها ومواردها.