قالت صحيفة Aydınlık التركية أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد يلتقي بنظيره السوري، بشار الأسد، قبيل الانتخابات الرئاسية في تركيا، المزمع عقدها في شهر مايو المقبل. وأوضحت الصحيفة التركية نقلا عن مصادر مطلعة، أن الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والسوري بشار الأسد، سيلتقيان في المرحلة الثالثة من عملية التهدئة الجارية بين البلدين، نتيجة توتر الأوضاع في الشمال السوري. وصرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في وقت سابق، بأن تركيا تريد تحقيق التهدئة بين أنقرة ودمشق في أسرع وقت ممكن، ولم يستبعد إمكانية لقائه بالأسد، مشيرا إلى أنه لا وجود للضغائن في السياسة.
ومن جهته أفاد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، بأن موسكو لا تفرض وساطتها بين أنقرة ودمشق، ولكن إن طلب منها الوساطة، فهي ستستضيف اللقاء بين سوريا وتركيا في أراضيها. وفي شهر ديسمبر، استضافت موسكو محادثات ثلاثية بين وزراء دفاع روسيا، وسوريا، وتركيا، لمناقشة سبل حل الأزمة السورية، وتعد هذه المحادثات الأولى بين أنقرة ودمشق منذ 11 عاما.
وقال أردوغان إنه ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عازمان على توفير الغذاء للدول المحتاجة. وقال أردوغان: 'ناقشنا هذه المسألة مرة أخرى مع السيد بوتين، فهو مصمم أيضا.. من 44 إلى 46% من الطعام يذهب إلى أين؟ إلى أوروبا.. السيد بوتين يقول لي، سأعطي الحبوب مجانا.. نحن مصممون على إرسال هذه المنتجات إلى الدول الأفريقية الفقيرة عبر ممر الحبوب'.
وفي وقت سابق، قال أردوغان إنه اتفق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إمكانية إرسال حبوب وأسمدة روسية مجانية إلى الدول الأفريقية التي تعاني من الفقر والمجاعات. وأشار بوتين في أوائل سبتمبر، إلى أن الغرب كان يصدر معظم الحبوب الأوكرانية إلى دوله وليس إلى الدول المحتاجة في إفريقيا، وذكر أن موسكو مستعدة لتزويد أفقر الدول مجانا بكمية الحبوب الكاملة التي كانت مخصصة لها بموجب صفقة الحبوب.
ويشمل اتفاق الحبوب، الذي تم توقيعه في 22 يوليو من قبل ممثلي روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، تصدير الحبوب والأغذية والأسمدة الأوكرانية عبر البحر الأسود من ثلاثة موانئ، بما في ذلك أوديسا. وانتهى العقد في 18 نوفمبر 2022، لكنه كان يعني تمديدا تلقائيا لمدة 120 يوما في غياب اعتراضات من الطرفين، الصفقة نفسها هي جزء لا يتجزأ من الصفقة الشاملة التي تنص من بين أمور أخرى، على تحرير الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة. أشارت موسكو إلى أن هذا هو بالضبط ما لم يتم الوفاء به، وفي الوقت نفسه، كانت هناك تأكيدات من الأمم المتحدة بأنه سيتم رفع القيود.
اردوغان
صحيفة تركية تتحدث عن رهان اردوغان على الفوز في الانتخابات
وكتبت ايلينا ايجوروفا، في 'موسكوفسكي كومسوموليتس'، حول رهان أردوغان على الفوز في الانتخابات رغم تدهور اقتصاد البلاد.
وجاء في المقال: لا يصح القول إن رجب طيب أردوغان كان على هامش السياسة العالمية. فقد حاول الزعيم التركي الطموح دائمًا فرض لعبته، وهو على الرغم من العضوية في الناتو، ينتهج سياسة مستقلة عن 'الغرب الجماعي'. ثم جاءت العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا لترفعه إلى قمة الدبلوماسية الدولية. فاليوم لم يعد ممكنا لأي حدث مهم أن يهمل أردوغان.
في تركيا نفسها، حظيت نجاحات أردوغان في السياسة الخارجية بما تستحق من استجابة. انخفضت شعبية حزبه (وشعبية الرئيس نفسه) في السنوات الأخيرة. وعندما شغل ممثلو المعارضة مناصب رؤساء البلديات في المدن الكبيرة، في العام 2018، قال البعض إن أردوغان يخسر عمليا انتخابات العام 2023 الرئاسية. ومع ذلك، فالأمور ليست محسومة بعد. فمن ناحية، لا يمكن إلا أن تؤثر الأزمة الاقتصادية المتفاقمة على مزاج الناخبين. فحتى الآن، بلغ التضخم في تركيا 85.5٪، وفقدت العملة المحلية 27٪ أخرى من قيمتها.
ويراهن الزعيم التركي على أن تغطي نجاحاته في السياسة الخارجية في نظر الناخبين الصعوبات الاقتصادية المؤقتة. وبالنسبة للناس، فإن استعادة القوة والاحترام السابقة للبلاد ستكون أكثر أهمية من الأسعار في المتاجر. وعلى غرار شعار ترامب 'جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى'، يسير أردوغان إلى الانتخابات الرئاسية تحت راية بعث الإمبراطورية العثمانية.
حتى الآن، يدعم 45٪ من الناخبين، دون قيد أو شرط، هذه الاستراتيجية. وإلى ذلك، حكم على أكبر خصم سياسي لأردوغان، رئيس بلدية إسطنبول كريم إمام أوغلو، بعقوبة السجن. وسوف تتيح الاضطرابات المستمرة في الشؤون العالمية، لأردوغان، فرصة تعزيز شعبيته بمبادرات في السياسة الخارجية الجديدة، التي قد تصل إلى إجلاس روسيا وأوكرانيا على طاولة المفاوضات.