قمة ثلاثية مصرية أردنية فلسطينية, وصفت بالطارئة تجمع الرئيس عبدالفتاح السيسي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وملك الأردن عبد الله الثاني، في العاصمة المصرية القاهرةـ اليوم الإثنين، من المقرر أن تناقش تطورات الأحداث في الأراضي الفلسطينية وسط إجراءات وقرارات غير مسبوقة من الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل بقيادة بينيامين نتنياهو.
وجاءت القمة في وقت تتماهى الحكومة الإسرائيلية الجديدة بوضوح في دعم سياسات الاستيطان والركون إلى الجناح المتشدد الذي يرفض تقديم أية تنازلات فيما يخص التفاوض مع الفلسطنيين من أجل إقرار السلام والقبول بمبدأ حل الدولتين وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة كأساس لحل القضية الفلسطينية.
الرئيس الفلسطيني يصل إلى القاهرة لحضور القمة الثلاثية
وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الاثنين، إلى العاصمة المصرية القاهرة، وذلك حسبما أفادت وكالة 'وفا' للأنباء، في زيارة رسمية تلبية لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للمشاركة في أعمال القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية.
وقال سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح، إن قمة ثلاثية ستجمع الرئيس محمود عباس مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني، في العاصمة المصرية القاهرة.
وأضاف دياب اللوح أن هذه القمة تأتي 'تجسيداً للتشاور والتعاون الدائم والمستمر تجاه القضايا المتعددة على المستويات العربية والإقليمية والدولية، وتنسيق المواقف ولتوحيد الرؤى بين القادة الثلاثة، للتعامل مع التحركات السياسية والإقليمية والدولية، من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967، وبما يعمل على مواجهة التحديات الماثلة أمام جهود نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وإنجاز حق تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الوطنية الكاملة على جميع أراضي دولة فلسطين التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية'.
وبحسب البيان الذي نشرته 'وفا'، عبّر السفير الفلسطيني في القاهرة عن شكره لمصر لاستضافة هذه القمة ومساعيها المقدرة في دعم القضية الفلسطينية، مشيداً بـ'دور مصر التاريخي في هذا الصدد وما يتميز به من ثبات واستمرارية بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية'، مجدداً التأكيد على أن 'دولة فلسطين تتمسك بخيار السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية'.
توترات نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي
وتأتي هذه القمة في وقت تشهد الأراضي الفلسطينية توترات نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي، وفي وقت سابق، السبت، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن عدد الفلسطينيين الذي قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري، وصل إلى 12 شخصاً، حيث صعّد الجيش الإسرائيلي عملياته في منطقتي جنين ونابلس.
وذكرت وكالة 'فرانس برس' أن 201 فلسطيني على الأقل، بينهم 150 في الضفة الغربية، قضوا في العام الماضي.
وفي سبتمبر من عام 2021، استضافت القاهرة قمة ثلاثية مماثلة، لبحث 'تفعيل الدعم الدولي والإقليمي للقضية الفلسطينية'، وأكد في بيانها الختامي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أن 'الحل العادل والشامل' للقضية الفلسطينية مفتاح استقرار المنطقة.
وشهدت القمة عقد جلسة مباحثات مغلقة، تلتها جلسة ضمّت وفود الدول الثلاث، وبحثت 'تنسيق المواقف والرؤى إزاء عدد من الموضوعات المرتبطة بالقضية الفلسطينية'، بحسب بيان للرئاسة المصرية.
الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل
أدانت السلطة الفلسطينية في وقت سابق هذا الشهر بـ'بأشد العبارات' مصادقة الكنسيت الإسرائيلي في قراءة أولى على مشروع قانون يمنح المستوطنين في الضفة الغربية حقوقاً مدنية مساوية لحقوق الإسرائيليين داخل إسرائيل.
بنيامين نتنياهو
وصوّت البرلمان الإسرائيلي في قراءة أولى على مشروع قانون يهدف إلى تمديد العمل بالقانون الإسرائيلي على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وهذا هو أول مشروع قانون تعرضه الحكومة الجديدة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل على النواب للتصويت، منذ تسلمها مهامها في 29 ديسمبر برئاسة بنيامين نتنياهو.
الأمم المتحدة تحذر من رفض "حل الدولتين"
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قد حذّر من أن رفض 'حل الدولتين' في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي 'سيُقوض إلى الأبد' السلام في الشرق الأوسط.أنطونيو جوتيريش
وأضاف خلال تصريحات للصحافيين بعد لقائه الممثلين الدائمين للمجموعة الثلاثية الموسعة للمجموعة العربية في الأمم المتحدة، الخميس، 'ما أؤمن به هو أنه لا توجد خطة بديلة، وأن رفض حل الدولتين هو شيء سيقوض إلى الأبد احتمالات تحقيق السلام في الشرق الأوسط'.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يعتقد أن الحكومة الإسرائيلية تؤمن بحل الدولتين، قال جوتيرش إنه 'سؤال يخص الحكومة الإسرائيلية'.
كما جدّد الأمين العام للأمم المتحدة، التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس، وحل الدولتين لتجنب أي مبادرة من شأنها تعريض هذا الحل للخطر.