وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم السبت: برد "قوي وسريع ودقيق" على إطلاق النار الدموي الذي نفذه شاب فلسطيني قرب كنيس على أطراف القدس، وذلك في الوقت الذي أرسل فيه الجيش الإسرائيلي مزيدا من القوات إلى الضفة الغربية المحتلة.
وقتل سبعة في الهجوم الذي وقع يوم الجمعة بينما أصيب اثنان في إطلاق نار آخر بالمدينة في اليوم التالي.
وقال نتنياهو أثناء الاجتماع مع حكومته الأمنية المصغرة "لا نسعى للتصعيد لكننا مستعدون لأي سيناريو".
وأضاف، في وقت لاحق، أن الحكومة الأمنية المصغرة قررت إصدار المزيد من تصاريح حمل الأسلحة للمدنيين لحماية أنفسهم من الهجمات.
وقبل الاجتماع، قال وزير الأمن الوطني اليميني المتطرف، إيتمار بن جفير إنه سيدفع باتجاه هذه الخطوة.
وقالت الشرطة إن فتى عمره 13 عاما من القدس الشرقية فتح النار يوم السبت على مجموعة من المارة وأصاب اثنين قبل أن يصاب برصاص أطلقه أحد المارة.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه تم "تحييد" فلسطيني تم رصده على أطراف مستوطنة بالضفة الغربية وكان مسلحا بمسدس.
وجاء هجوم القدس يوم الجمعة في أعقاب غارة إسرائيلية على الضفة الغربية أدت لمقتل تسعة فلسطينيين بينهم سبعة مسلحين وقصف متبادل عبر الحدود بين إسرائيل وغزة.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه تم إرسال كتيبة إضافية إلى الضفة الغربية.
لكن لا توجد أية بوادر على أن إسرائيل تستعد للقيام بعملية واسعة النطاق بينما انتهى تبادل القصف مع غزة دون وقوع أي ضحايا.
ومن المقرر، أن يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يوم الإثنين، في زيارة تستغرق يومين إلى إسرائيل والضفة الغربية، حيث تفاقمت الاشتباكات على مدار شهور.
وغارة الخميس هي الأكثر دموية منذ سنوات في الضفة الغربية، حيث كثفت إسرائيل عملياتها بعد موجة من الهجمات الدموية الفلسطينية في مدنها العام الماضي.
وقُتل ما لا يقل عن 30 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ بداية العام الحالي.
وقال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب الصهيونية الدينية المؤيد للاستيطان، إنه سيطالب بتسريع خطط بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وبن جفير وسموتريتش عضوان في حكومة نتنياهو الأمنية.
تعزيز المستوطنات
وقال نتنياهو بعد اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة، إنه استقر على الخطوات التي سيتم طرحها هذا الأسبوع "لتعزيز المستوطنات" وذلك دون الخوض في التفاصيل.
وفي مستشفى بالقدس، حيث يعالج الجرحى، قال بن جفير إن ثمة ما يبرر المزيد من تصاريح الأسلحة. وأضاف "أريد أسلحة في الشارع. أريد أن يتمكن المواطنون الإسرائيليون من حماية أنفسهم".
موقع هجوم الكنيس
كان هجوم الجمعة أمام كنيس يهودي الهجوم الأكثر دموية في مدينة القدس ومحيطها منذ عام 2008. ووقع الهجوم في منطقة ضمها الاحتلال الإسرائيلي إلى القدس بعدما سيطرت على المدينة في حرب عام 1967، وهي خطوة لا تحظى باعتراف دولي.
ومنفذ العملية الفلسطيني هو خيري علقم (21 عاما) من سكان القدس الشرقية. وقالت الشرطة إن من بين القتلى فتى يبلغ من العمر 14 عاما. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن إطلاق النار بينما قال والد
علقم لـ رويترز إن ابنه لا صلة له بأي جماعات مسلحة.
وقالت الشرطة، إنه تم القبض على 42 مشتبها بهم، من بينهم أفراد من عائلة علقم. وقال نتنياهو إنه سيقترح خلال الاجتماع الحكومي عقوبات على عائلات المنفذين.
وأضافت الشرطة أن علقم وصل الساعة 0815 مساء بالتوقيت المحلي وأطلق النار من مسدس وأوقع عددا من المصابين قبل أن ترديه الشرطة قتيلا.
وقالت أسرة علقم، إن أحد أقاربه، ويبلغ من العمر 17 عاما، قتل بالرصاص يوم الأربعاء في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في مخيم للاجئين في القدس.
لكن والده موسى علقم قال إنه لا يعرف ما إذا كان ابنه قد تصرف بدافع الانتقام.
وأضاف أنه ليس أول ولا آخر شاب يلقى حتفه برصاص القوات الإسرائيلية وأن ما فعله "يرفع الرأس".
وفي تل أبيب، بدأ عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين يتظاهرون
احتجاجا على خطط نتنياهو لإصلاح القضاء الإسرائيلي مظاهرتهم بدقائق من الصمت حدادا على القتلى.
ولم يشر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى حادث إطلاق النار في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) وحمّل إسرائيل مسؤولية تصعيد العنف.
وأعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية، التي تتمتع بصلاحيات حكم محدودة في الضفة الغربية، إنهاء التنسيق الأمني مع إسرائيل بعد مداهمتها جنين يوم الخميس.