حذر أطباء من أن الأزمة الإنسانية في غزة ستتحول إلى أسوأ من ذلك بكثير إذا شنت إسرائيل هجومها البري المخطط له ضد حركة حماس للمقاومة في الطرف الجنوبي من القطاع الفلسطيني.
وقد لجأ أكثر من مليون مدني، العديد منهم يتضورون جوعا، إلى المنطقة بعد أن دمرت الهجمات الإسرائيلية السابقة أحيائهم بالأرض.
أطباء يحذرون من الهجوم على رفح
ووفقا لموقع “روسيا اليوم”، قال الدكتور زاهر سحلول، المؤسس المشارك لمنظمة MedGlobal الطبية الخيرية ومقرها الولايات المتحدة، للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك: “ربما تكون هذه أسوأ أزمة يمكن أن تحدث خلال هذه الحرب. إذا حدث أي هجوم، فسوف يرتكبون حمام دم، ومجـ ازر تلو الأخرى'.وأضاف أن زملائه الذين ما زالوا يعملون في غزة حذروا من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح قد يؤدي إلى مقتل 250 ألف شخص.
وكان سحلول من بين مجموعة من الأطباء الغربيين الذين سافروا إلى واشنطن هذا الأسبوع لعقد اجتماعات مع المشرعين الأمريكيين والمسؤولين الحكوميين لجذب المزيد من الاهتمام إلى الظروف الإنسانية اليائسة الناجمة عن الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقد وجه الأطباء مناشداتهم لوقف إطلاق النار، وإلغاء الهجوم المخطط له على رفح، بعد قيامهم بعمل تطوعي في قطاع غزة في وقت سابق من هذا العام، وبحسب الأمم المتحدة فإن عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة أكبر مما قُتل خلال أربع سنوات من الصراعات العالمية.
من جانبه قال الدكتور نيك ماينارد، وهو جراح بريطاني عمل في الأراضي الفلسطينية لأكثر من عقد من الزمن : 'لقد رأيت أبشع الفظائع، ورأيت أشياء لم أكن أتوقع أن أراها في أي مكان للرعاية الصحية..رأيت في مستشفى الأقصى أشياءً ما زلت أستيقظ في الليل أفكر فيها، وهي إصابات مروعة، خاصة بين النساء والأطفال'.
شهود عيان يروون معاناة أهل غزة
أعطى ماينارد مثال فتاة صغيرة أصيبت بحروق شديدة لدرجة أنه تمكن من رؤية عظام وجهها. وقال: 'كنا نعلم أنه لا توجد فرصة للنجاة من ذلك.. لكن لم يكن هناك مورفين لإعطائها لها، لذلك لم تكن ستموت حتماً فحسب، بل ستموت في عذاب'. وتُركت الفتاة على أرضية غرفة الطوارئ لتموت.وقالت الدكتورة أمبر عليان، طبيبة أطفال من تكساس تعمل تطوعياً من خلال منظمة أطباء بلا حدود، إن نقص الإمدادات أجبر الأطباء في غزة على اتخاذ خيارات مروعة، مثل الاضطرار إلى إجراء عمليات بتر دون مخدر. ولا توجد أسرة متاحة للعديد من المرضى بعد الجراحة، كما أن حالة الجرحى من سكان غزة تتدهور بسبب تعفن جروحهم.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضغوط الدولية لإلغاء عملية رفح، وأصر على ضرورة المضي قدما لمنع حماس من تشكيل تهديد جديد للقدس الغربية. واندلعت الحرب الأخيرة عندما أغار مقاتلو حماس على قرى جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1100 شخص واحتجاز مئات الرهائن إلى غزة.
وقد أدى الرد الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 31,000 من سكان غزة، وفقًا للسلطات الصحية المحلية، ونزوح ما يقدر بنحو 85% من سكان القطاع المحاصر. وزعم الجيش الإسرائيلي أنه سيتم نقل المدنيين إلى 'جزر إنسانية' شمال رفح قبل بدء الهجوم البري.
وقال ماينارد، الذي قال إن القوات الإسرائيلية تهدف إلى “القضاء” على الفلسطينيين في غزة : “لا يوجد مكان آمن لهم للذهاب إليه” . 'ما يجري في غزة يطابق كل تعريف للإبادة الجماعية قرأته.' وأضاف الجراح: 'إذا حدث غزو، غزو بري لرفح، فسيكون الأمر مروعًا، حقًا، عدد الوفيات الذي سنشهده'.