شهد حي القابون الدمشقي، الذي كان رمزاً للثورة السورية، دماراً هائلاً على يد نظام بشار الأسد الذي تعرض للمحو الكامل من الوجود للقضاء على المعارضة لنظام البعث . بعد أن كان هذا الحي يشهد أكبر المظاهرات المطالبة بالحرية والكرامة، عاقبه النظام بالتهجير القسري والهدم الممنهج.
في عام 2017، أجبر النظام سكان القابون على مغادرة منازلهم، ليبدأ بعد ذلك بحملة واسعة النطاق لهدم المباني، سواء كانت مرخصة أم لا، وتحولت المنازل التي كانت مأوى لعائلات بأكملها إلى أكوام من الركام، محوياً كل أثر للحياة التي كانت تزدهر فيها.
وتؤكد الصور الجوية واللقطات الموثقة حجم الدمار الذي لحق بالحي. فمعظم المباني، خاصة في المناطق الجنوبية والوسطى والشرقية، تم تسويتها بالأرض. هذا الدمار لم يكن نتيجة طبيعية للحرب، بل كان جزءاً من خطة مدروسة لتغيير ديموغرافي للمنطقة.
هدم وإعادة بناء حي القابون
أصدر النظام السوري السابق عدداً من المراسيم والقوانين التي تهدف إلى تسهيل عملية هدم وإعادة بناء حي القابون. وقد تم وضع مخطط تنظيمي جديد للمنطقة، يقضي بهدم أكثر من 70% من المباني وإقامة أبراج سكنية وتجارية ومرافق خدمية.
وزعم نظام بشار أن المخطط يهدف إلى تحويل القابون إلى منطقة حديثة، ولكن الحقيقة هي أنه يمثل محاولة لطمس هوية الحي وتاريخه، والاستيلاء على أراضي سكانه.
وتسبب هذا الدمار في معاناة كبيرة لسكان القابون، الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم، وتشردوا في مناطق أخرى. كما أدى إلى تدمير النسيج الاجتماعي للحي، وفقدان السكان لجزء كبير من هوياتهم.