تتوق ملايين الإسرائيليين على مدار 467 يومًا إلى ما تم الإعلان عنه يوم الأربعاء الماضي، حول توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
ومن المتوقع أن يشهد اتفاق الهدنة إطلاق سراح 33 إسرائيليًا في غزة في المرحلة الأولى التي تستمر 42 يومًا، والتي تبدأ يوم الأحد المقبل، وسيتبعه بقية الإفراج عن الإسرائيليين إذا تم التوصل إلى نهاية دائمة للقتال في المرحلة الثانية.
وكانت هذه الأخبار أول علامة أمل منذ أكثر من 13 شهرًا، منذ انتهاء وقف إطلاق النار القصير الوحيد حتى الآن في ديسمبر 2023، عندما عاد ما يقرب من نصف الرهائن الذين اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر إلى ديارهم.
مصير رئيس بنيامين نتنياهو غامضا
ومع ذلك، لم تكن هناك ألعاب نارية في إسرائيل بعد ساعتين من انتشار الأخبار، حيث بدأ المتطوعون الإسرائيليون في ساحة الرهائن - ساحة تل أبيب التي أصبحت معسكرًا بحكم الأمر الواقع لاحتجاجات الرهائن والمظاهرات.
وفي الأفق يبدو مصير رئيس بنيامين نتنياهو غامضا بعد أن ظل الجمهور غاضبا بشأن الرهائن الذين تركوا في غزة.
ومع كل موجة مؤلمة من المفاوضات الفاشلة بشأن إطلاق سراحهم، يلقي أهل الأسرى الإسرائيليين لدى حماس باللوم بشكل متزايد على نتنياهو؛ لتجنب التوصل إلى اتفاق، وسط تنامي الوقفات الاحتجاجية اليومية والمظاهرات في جميع أنحاء البلاد.
وأصبحت الملصقات التي تصور المفقودين وشعارات ورموز 'أعيدوهم إلى ديارهم' منتشرة في كل مكان، مع دبابيس صفراء تزين طيات صدر السترة في كل مكان، وتحولت عبارة 'الآن!' إلى نداء وطني، واستخدمت كصفة مريرة مناهضة للحكومة.
وعلى صعيد نتنياهو، فإن الصفقة يجب أن تشمل فوزا سياسيا له، ولكن يبدو أنه غير راضٍ فالاتفاق الذي أُعلن عنه يشبه الاتفاق الذي توصل إليه فريق بايدن في مايو الماضي، والذي تجنبه نتنياهو بثبات، فقد حاول نتنياهو بشتى الطرق لإفشاله على مدى أيام.
ودخل نتنياهو في تبديد جديد للاتفاق الأخير، واتهم حماس بالتنصل من التفاصيل وأرجأ بشكل كبير التصويت الإلزامي للحكومة على الاتفاق، ثم أكد أخيرًا يوم الجمعة أن الاتفاق سيمضي قدمًا، إلا أن المشكلة التي يواجهها نتنياهو هي مصير نتنياهو نفسه، فقد استهلكته الرغبة في البقاء في السلطة، وأصبح محصورًا بين المطالبات العامة الساحقة بالإفراج عن الرهائن، وأولئك الذين يبقونه في السلطة ــ شركاؤه في الائتلاف.