تتكشف تفاصيل جديدة حول حياة محمد صبري سليمان، المصري البالغ من العمر 45 عامًا، المشتبه به الرئيسي في الهجوم بالقنابل الحارقة الذي استهدف مسيرة مؤيدة للرهائن الإسرائيليين في غزة بمدينة بولدر، بولاية كولورادو الأمريكية، يوم الأحد الماضي. الهجوم، الذي أسفر عن إصابة 12 شخصًا، يكشف عن خطط سليمان المسبقة ودوافعه التي تتركز حول الكراهية الشديدة تجاه إسرائيل.
صرح سليمان للسلطات بأنه خطط للاعتداء لمدة عام كامل، مدفوعًا 'بغضبه الشديد تجاه إسرائيل وكراهيته للصهاينة'. وقبل تنفيذ الهجوم، ترك رسائل لزوجته وأطفاله الخمسة في منزله، ثم قاد سيارته إلى وسط مدينة بولدر 'حاملاً قاذف لهب محلي الصنع وقنابل مولوتوف، وهاجم المتظاهرين في فعالية يهودية سلمية لدعم الرهائن في غزة'، وفقًا لوثائق الاتهام المتعلقة بجرائم الكراهية.
وأفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن سليمان هتف 'الحرية لفلسطين' أثناء الهجوم، وأخبر السلطات لاحقًا أنه 'أراد قتل جميع الصهاينة وتمنى لو كانوا جميعًا أمواتًا'. وأشار إلى أن ما منعه من تنفيذ الاعتداء مبكرًا هو انتظاره لتخرج ابنته من المدرسة الثانوية.
من الكويت إلى كولورادو: لمحة عن حياة سليمان
وُلد سليمان في مصر وعاش في الكويت لمدة 17 عامًا قبل أن ينتقل إلى كولورادو، وفقًا لمذكرة اعتقال رسمية. تشير مراجعة لحساب على فيسبوك يطابق اسمه وتاريخ ميلاده، والذي لم يُحدّث منذ حوالي عشر سنوات، إلى أنه درس المرحلة الثانوية والجامعية في مصر ثم عمل محاسبًا في الكويت. تضمنت الصفحة صورًا للرئيس المصري الأسبق محمد مرسي ومنشورات تدعم احتجاجات الإخوان المسلمين ضد عزله في عام 2013. كما ظهر في أحد المنشورات شعار 'الأصابع الأربعة' الذي يرمز لاعتصام رابعة العدوية.
تشير قصة منشورة في صحيفة 'كولورادو سبرينغز جازيت' في أبريل/نيسان، تتطابق أوصافها مع ابنة سليمان، إلى حصولها على منحة دراسية. وذكرت الطالبة في طلب المنحة أن عائلتها هاجرت إلى الولايات المتحدة بعد أن عاشت في الكويت، وأن والدها خضع 'لعملية جراحية صعبة' عندما كانت صغيرة 'أعادت قدرته على المشي'. هذه الحادثة ألهمتها لدراسة الطب، وهو حلم كان مستحيلاً في الكويت ولكنه متاح في أمريكا، حيث 'غيّرتها المجيء إلى الولايات المتحدة بشكل جذري، وأصبحت تُقدّر أن العائلة هي الدعم الدائم'.
سجل الهجرة والعمل
حاول سليمان القدوم إلى الولايات المتحدة لأول مرة في عام 2005، لكن تم رفض منحه تأشيرة. ومع ذلك، دخل الولايات المتحدة في أغسطس 2022 كزائر غير مهاجر، وفي عام 2023 حصل على تصريح عمل لمدة عامين انتهى في مارس، وفقًا لمسؤول في وزارة الأمن الداخلي.
انتقل سليمان مع زوجته وأطفاله إلى منزل في أقصى شرق مدينة كولورادو سبرينغز وعمل لفترة وجيزة كمحاسب في شركة 'فروس هيلث' للرعاية الصحية من مايو إلى أغسطس 2023. كما عمل سائقًا لشركة أوبر، التي أكدت أنها قامت بحظر حسابه بعد الحادث.
الجيران والسجل الجنائي
وصف الجيران الذين تحدثوا زوجة سليمان بأنها ودودة، لكنهم لم يكونوا على دراية كبيرة بالعائلة. لا يبدو أن لسليمان سجل جنائي سابق في كولورادو، باستثناء بعض مخالفات إيقاف حركة المرور. تلقت الشرطة ثلاث مكالمات 'غير جنائية' من عنوان مرتبط بسليمان منذ أواخر عام 2022، تتعلق بـ'اتصال مع قاصر' ومكالمتين لإنهاء مكالمة الطوارئ 911.
التخطيط للهجوم وتصنيع القنابل
أخبر سليمان السلطات أنه عندما بدأ التخطيط للهجوم، بحث عن كيفية صنع زجاجات المولوتوف على يوتيوب. وعلم عبر الإنترنت عن المجموعة التي أصبحت هدفه – وهي التي تخرج في مظاهرة أسبوعية في بولدر تحث حركة حماس على إعادة الرهائن المتبقين من غزة.
وفقًا لإفادة رسمية، قال سليمان إنه التحق بدورة حمل سلاح مخفي وتعلم إطلاق النار، لكن كونه غير مواطن منعه من شراء سلاح، فاتجه إلى قنابل المولوتوف. اشترى سليمان المكونات مثل البنزين من محطة وقود في طريقه إلى بولدر، كما ملأ مبيد أعشاب يحمله على ظهره بالبنزين.
لحظات الهجوم والاعتقال
انتظر سليمان مرتديًا سترة واقية فوق قميصه بينما كانت المجموعة تسير حاملة لافتات. يعتقد بعض الشهود أنه كان يشبه بستانيًا، وتشير الإفادة إلى أنه اشترى زهورًا من متجر هوم ديبوت.
هاجم سليمان وأصاب العديد من المتظاهرين بحروق بالغة. وقد تم تصويره بالفيديو من قبل المارة وهو عاري الصدر ويهتف بعبارات من بينها 'فلسطين حرة' و'أوقفوا الصهاينة' قبل وصول الشرطة واعتقاله. وعثرت الشرطة على ما لا يقل عن 14 زجاجة مولوتوف غير مشتعلة.
بعد إلقاء القبض عليه، أحضرت زوجة سليمان هاتف آيفون قالت إنه ملك له إلى مكتب شرطة كولورادو سبرينغز. وأعلنت السلطات أن سليمان لم يكن تحت رقابة الشرطة سابقًا.
التهم الموجهة إليه وردود الفعل
يواجه محمد صبري سليمان الآن تهمتي ارتكاب جريمة كراهية والشروع في القتل، حيث تشير لائحة الاتهامات إلى أنه متهم بارتكاب 'جريمة كراهية تتعلقة بالعرق أو الدين أو الأصل القومي، سواءً كان حقيقيًا أو مُفترضًا'.
دعا قادة الجالية اليهودية إلى اتخاذ إجراءات في أعقاب تصاعد العنف المعادي للسامية، خصوصاً بعد مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية الشهر الماضي على يد مسلح صرخ لاحقًا 'الحرية لفلسطين'. ومن جانبه، أدان المركز الإسلامي في بولدر 'الهجوم العنيف'.